x

نيوتن عزيزى نيوتن نيوتن الأربعاء 04-03-2015 21:22


بادئ ذى بدء، متأكد أنك لن تنشر هذا الخطاب، وهذا لن يزعجنى، فأنا أحترم رغبتك فى الخصوصية، وإن كنت أظن أن الكثيرين يعرفون الآن من هو نيوتن.

حقا، لقد حيرتنى معك، فرغم أننى من المواظبين على قراءة عمودك اليومى فى (المصرى اليوم)، فإننى قد احترت فى معرفة توجهاتك السياسية. لقد شاهدت حوارك مع رشا نبيل، على قناة دريم2، واستمتعت به وأعجبتنى شجاعتك وصراحتك فى الحديث، خاصة حينما تحدثت عن الرئيس مبارك بموضوعية، فذكرت أنه كأى بشر كانت له حسناته مثلما كانت له أخطاؤه، وأحسست أنك تمثل رأى الغالبية العظمى من الشعب المصرى التى أطلق عليها البعض اسم الأغلبية الصامتة أو حزب الكنبة، كما أعجبتنى أفكارك المبدعة والتقدمية حين تحدثت عن كيفية الاستفادة من نهر النيل، وأعجبنى أيضا ما كتبته عن حرية الرأى، وهذا ما شجعنى على الكتابة لك فى المرة السابقة عن ذات الموضوع، ولكن ما يزعجنى حقاً هو سماحك بنشر بعض المقالات التى تمثل تحدياً صارخاً للرأى العام لأغلبية المصريين فى جريدتك مثل مقالات سعد الدين إبراهيم وزياد العليمى ومصطفى النجار وطارق الغزالى حرب وغيرهم. وصباح اليوم، قرأت مقالاً لمصطفى النجار بعنوان: (لماذا توجعهم ليليان داوود؟)، فأثار ما كتبه حفيظتى، حيث وصف الإعلام المصرى الوطنى بألفاظ غير لائقة مثل (إدمان التطبيل) و(حزب خالتى فرنسا) و(إعلام الموالى) و(أبواق كراهية ودعاة قتل) والتهريج والكذب وغيرها من العبارات البذيئة.

ما أزعجنى حقاً هو أن كاتب المقال انبرى للدفاع عن ليليان داوود، لمجرد أن البعض طالب بعودتها، بينما لم تهتز له شعرة من الأعمال الإجرامية التى يقوم بها الإخوان لترويع المصريين، عقاباً لهم على تأييد الرئيس السيسى، كنت أظن أنه سوف يكتب عن السيدة التى فصلت القنبلة رأسها عن جسدها وهى تحمل طفلها الرضيع فى أسوان، أو عن الشاب الذى قتلته قنبلة دار القضاء العالى، بالأمس، ولكن هذه هى أخلاق من يطلقون على أنفسهم (شباب الثورة).

عزيزى نيوتن، أحترمك جدا وأحب جريدتك جدا، ولكن هل نشر مثل هذه المقالات يدخل تحت بند حرية الرأى؟ أنا مثلك أميل لمبدأ الليبرالية، ولكنى أحيانا أحس أن الليبرالية لا تناسب ظروف وأحوال الوطن، على الأقل حاليا، حتى تستقر الأوضاع.

وأخيرا تحياتى وإعجابى، وآسف إن كنت قد أزعجتك».

دكتور/ مجدى البطوطى

أستاذ جراحة عظام الأطفال

جامعة المنصورة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية