سعى مسلحون تابعون لجماعة «الحوثيين» اليمنية الشيعية، مدعومين بقوات موالية للرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، إلى تشديد الطوق حول عدن بجنوبى اليمن، حيث يتحصن الرئيس عبدربه منصور هادى، ويعمل على رص صفوف أنصاره، استعدادًا لوقف تقدم هذه القوات.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية إن معارك بالأسلحة الثقيلة دارت، الثلاثاء، فى محافظتى الضالع ولحج القريبتين من عدن، فيما أبلغت مصادر محلية وكالة الأنباء الألمانية بأن مسلحين حوثيين دخلوا منطقة سناح، التابعة لمحافظة الضالع، التى تعتبر أبرز معاقل «الحراك الجنوبى» الانفصالى، وسيطروا عليها، بما فى ذلك المجمع الحكومى هناك، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت مع مسلحى «الحراك». وقال سكان إن عربات عسكرية تتبع الحوثيين شُوهدت تجوب سناح، فيما أقام المسلحون 7 نقاط تفتيش فى تلك الضاحية، وبدأوا التحرك جنوبًا باتجاه وسط المدينة، بينما دعا «الحراك» شعب الجنوب، فى بيان، إلى «مواجهة جحافل الغزو الجديد، والتصدى للعدوان الغاشم الوشيك»، فى إشارة إلى التمدد الحوثى، كما دعا الشعب إلى «النهوض للدفاع عن أرضهم وقضيتهم وثورتهم».
وفى وقت لاحق، قال مسؤولون محليون وسكان إن المقاتلين الحوثيين ووحدات فى الجيش متحالفة معهم سيطروا على بلدة كرش، الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال من عدن، ثانى أكبر مدينة فى اليمن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات موالية لهادى. وفى الوقت ذاته فى إحدى مناطق لحج، قالت المصادر العسكرية إن مواجهات اندلعت بين قوات هادى والحوثيين.
وقال مسؤولون أمنيون وسكان إن الحوثيين دخلوا ميناء المخاء، المطل على البحر الأحمر، ليقتربوا بشكل أكبر من «هادى» المتحصن فى عدن. وبهذا التقدم اقترب الحوثيون أيضًا من مضيق باب المندب الحيوى لصادرات النفط فى البحر الأحمر، إلا أن مسؤولا حوثيا قال إن الجماعة الشيعية «لا تستهدف عدن، لكنها تدافع عن اليمن ضد الإسلاميين المتشددين»، حسب قوله.
وفى مدينة تعز التى تتحكم فى الطريق إلى عدن، قتل 8 على الأقل من المتظاهرين وأصيب أكثر من 80 آخرين، بينهم أطفال، عندما حاول الحوثيون تفريق مظاهرة مناوئة، حسب مسؤولين محليين ومصادر طبية، فيما تسببت قنابل الغاز المسيلة للدموع التى أطلقها الحوثيون فى اختناق عشرات المتظاهرين وإصابتهم بحالات إغماء. وأفادت مصادر متطابقة بأن المعارك بين الحوثيين وحلفائهم من جهة ومسلحى القبائل ومؤيدى «هادى» فى عدة مناطق من اليمن، من جهة أخرى، أوقعت 30 قتيلًا، منذ مساء الاثنين.