في شارع جمال عبدالناصر بالعاصمة صنعاء مبنى مميز تتوسطه لوحة كبيرة كتب عليها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، حيث السفارة المصرية هي أشهر مبنى بالمنطقة وﻻ يكاد السائل يدخل الشارع ويسأل عن مقرها حتى تقابله الإجابات بالترحاب من المارين بالشارع أو حتى لجان التفتيش.
الدكتور يوسف الشرقاوى سفير مصر في اليمن يتحدث في حوار خاص لـ«المصرى اليوم» عن أوضاع اليمن وتأثيرها على مصر وموقف المصريين هناك:
■ ما مصالح مصر داخل اليمن؟ وكيف يشكل ذلك أهمية بالنسبة لمصر؟
ـ في الواقع مصر واليمن يمتلكان رصيدا حضاريا وثقافيا واجتماعيا مشتركا، فضلا عن الارتباط الاستراتيجى بينهما كما شهدت العقود الأخيرة اختلاط الدم المصرى بالدم اليمنى بسبب عمليات المصاهرة والزواج بين الشعبين عقب ثورة سبتمبر 1962 في اليمن التي زادت التقارب بين الشعبين ثم تلتها حرب أكتوبر وموقف اليمن في غلق باب المندب أمام الملاحة الغرببة وهو الموقف الذي أكد أهمية علاقة مصر باليمن ورسخ لأسس علاقات قوية.
■ ما محاور التعاون بين البلدين؟
ـ هناك تعاون في كل المجالات في إطار العلاقات الودية بين الشعبين المصرى واليمنى فقد قامت مصر بدور كبير في بناء جميع مؤسسات الدولة اليمنية وخاصة المؤسسات التعليمية، حيث تعلم عدد كبير من أبناء اليمن على أيدى مدرسين مصريين، وهو ما ولد شعورا طيبا لدى أبناء اليمن تجاه قيادات وحكومات وشعب مصر.
■ ما العلاقة بين أحداث اليمن والأمن القومى المصرى؟
ـ ﻻ شك أن هناك ارتباطا وثيقا بين الأمن القومى اليمنى وبين الأمن القومى المصرى.
حيث يمثل مضيق باب المندب أهمية استراتيجية على صعيد الأمن القومى المصرى ويرتبط ارتباطا وثيقا بقناة السويس، وتزداد أهمية هذا المضيق إذا علمنا أن أكثر من35% من التجارة الدولية، تمر عبر باب المندب والتى تمر بدورها عبر قناة السويس التي تمثل قيمة اقتصادية واستراتيجية وأمنية لمصر لذا تصبح اليمن من مقومات القوة الشاملة لمصر كما أنها تربة خصبة للاستثمارات المصرية.
■ ما المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها باب المندب في الوقت الحالى؟
ـ إذا ما سيطر أي فصيل على المضيق وتعرض لأعمال إرهابية تهدد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، خاصة مع ضيق باب المندب وتقارب الشاطئ اليمنى من الشاطئ الأفريقى فأى حركة مسلحة ولو بسيطة فيه، لذا فإن مصر وأى قوى محبة للسلام لن تسمح بأى عنف في المضيق.
■ ماذا عما يتردد من تهديد الحوثيين لباب المندب؟
ـ أريد أن أؤكد أن باب المندب تحت سيادة السلطات الرسمية اليمنية وأن عملية الملاحة تمر عبر الممر بشكل طبيعى.
■ ما عدد الجالية المصرية في اليمن وما هو وضعهم في ظل الأحداث الجارية؟
ـ الجالية المصرية في اليمن يصل عددها إلى 15 ألف مواطن مصرى، بالإضافة إلى عدد كبير يحمل الجنسيتين اليمنية والمصرية في إطار المصاهرة، أما عن وضع المصريين داخل اليمن فإن أوضاعهم تسير بشكل طبيعى لأن القيادة اليمنية تقدر دور مصر والكوادر المصرية في اليمن، وكانت السفارة تجد الدعم على المستويين الشعبى والرسمى في إطار عملها، وكان ذلك واضحا في عملية الإفراج عن الـ64 صيادا المصريين بعد اتصالى بالسيد وزير الخارجية اليمنى والنائب العام اليمني.
■ ما موقف مصر من الجهات المختلفة داخل الصراع اليمنى؟
ـ مصر تتابع عن كثب التطورات الجارية في اليمن وتدعو إلى أهمية الحفاظ على اليمن وسلامة أراضيه وإلى أهمية العمل من أجل تنفيذ المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة باعتبار ان ذلك هو السبيل الوحيد لحل أزمات البلاد الحالية من أجل تجنيب الشعب اليمنى مخاطر الانزﻻق إلى صراعات مسلحة ستكون كارثية على اليمن والمنطقة بأسرها وأننا نعتبر أن المسار السياسى هو السبيل الوحيد اﻵمن لحل الأزمة في اليمن فلا مجال لاستخدام القوة المسلحة أو التدخل العسكرى الدولى في تلك الدولة العربية الشقيقة ونحن دائما نؤكد على إعلاء قيم الوحدة ومصالح الدولة العليا كما أننا حريصون على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
■ هل توجد أطراف في الصراع اليمنى ترفض مصر الحوار معها؟
ـ كل الأطراف في اليمن ترحب برؤية مصر قيادة سياسية في إطار المصالح.