x

رشا علام مصر المستقبل رشا علام الثلاثاء 17-03-2015 21:57


يسجل نجاح المؤتمر الاقتصادي بداية جديدة في حياة المصريين، فهو أشبه بثورة ثالثة ضد كل محاولات استهداف الوطن والنيل من عزيمة المصريين، ثورة لتغيير الواقع ورفض محاولات الزج بمصر في دائرة الإرهاب. لم ينجح المؤتمر اقتصاديا فقط بل وسياسياً أيضاً عندما شاركت مختلف الدول من أجل الاستثمار في مصر إيماناً بأن نجاح مصر وأمنها وازدهارها حماية مؤكدة لهم. وعلي مدي ثلاثة أيام حمل المؤتمر رسائل هامة لمصر المستقبل.

الحضارة: أكدت المشاركة الفعالة لكثير من الدول أن الحضارة التي تمتد جذورها إلى 7000 سنة وكانت بمثابة منارة العلم والتقدم تستطيع أن تقف أمام التحديات الراهنة وتتخطى الصعاب من أجل بناء مستقبل مشرق وواعد لشبابها. حضارة قادرة على أن تحارب إرثا كبيرا من الجهل والفقر والمرض، وتخرج لتكون رائدة الشرق مرة أخرى . ما شهده المؤتمر من جمع هائل من مختلف دول العالم ورغبتهم الحقيقية للاستثمار فى مصر، خير دليل على أن مصر ما زالت تحتل الريادة.

الإرهاب و الاستقرار: لم تفلح المحاولات المستميتة للجماعات الإرهابية من تفجيرات وعمليات تخريبية بغرض تخويف الشعب أو زعزعة الأمن وإثارة القلق أو نقل صورة للمستثمر عن عدم وجود مناخ اقتصادى جيد فى مصر، بل إن حجم الاستثمار الذى بلغ 36 مليار دولار، أكد أن تلك المحاولات لا جدوى لها. كما أن الشائعات الرخيصة التي تداولتها جماعة الإخوان خلال المؤتمر علي أنه مؤتمر لبيع مصر ومحاولة ترويجهم بفشل المؤتمر، لم تجد أي صدي عند الشعب. فكثافة أعداد الوفود التى شاركت فى المؤتمر من أكثر من 100 دولة و25 منظمة إقليمية ودولية لها مدلول سياسى قوى على أن مصر تسير فى اتجاه الاستقرار السياسى والاقتصادى طبقا لخارطة الطريق التى ستستكمل مع الانتخابات البرلمانية القادمة.

التنمية: نهاية المؤتمر الاقتصادى هى بداية التنمية الحقيقية فى مصر. فالمشروعات الضخمة التى تم التوقيع عليها وتوزيعها على محافظات الجمهورية من إنشاء مناطق صناعية وزراعية وسياحية وقرى أوليمبية واستغلال المنتجات الزراعية فى إقامة مشروعات للصناعات الغذائية ومصانع وقود ما هي إلا بداية مرحلة تنموية حقيقية فى مصر تهدف إلى خلق سوق عمل كبيرة وتقليل نسبة البطالة ونقل الخبرات الفنية والتقنية من الدول الأجنبية المستثمرة والبناء عليها فى تطوير الصناعات المحلية مما يساعد على تحقيق نهضة حقيقية وتقدم ملموس.

الشباب: إصرار الرئيس على وقوفه وسط الشباب في خطابه الختامي يحتوي علي رسالة تؤكد إيمانه بمشاركة الشباب في بناء الوطن وبأن مصر لن تقوم إلا بشبابها ، وأن الشباب الذى يمثل أكثر من 60% من تعداد المصريين هم بمثابة العمود الفقرى لها.

التحديات: لا يخلو أى نجاح من تحديات لإكمال المسيرة ، فالمشاريع الكبيرة التى تم الاتفاق عليها تحتاج الى خطة عمل دقيقة ومتابعة مستمرة حتى يتم إنجازها فى أقصر مدة ممكنة، فالهيكل التنظيمي المنفذ لتلك المشروعات الذي يبدأ من متخذى القرار إلى منفذيه يجب أن يعمل تحت إدارة تتميز بالكفاءة العالية حتى لا تجد ما يعرقلها من نظام بيروقراطى شديد المركزية يبطئ من عملية اتخاذ القرار وبالتالي من عملية التنمية وشعور المواطن بالتغيير.

الإعلام: على الإعلام دور هام للحفاظ على الروح الإيجابية التي اجتاحت الشارع المصري، و له دور فى إبقاء المواطن شريكا فى عملية البناء ومده بالمعلومات الكافية ومشاركته في عملية وتطوير المجتمع، حتي لا يُترك معزولاً ويقع ضحية في أيدي إعلام مغرض ومحرض.

كانت مصر علي مفترق الطرق قبل انعقاد المؤتمر الاقتصادي، والآن تقف علي أول طرق التقدم بعد آن امتلأت قلوب المصريين بالأمل والرغبة في التغيير، فالعالم ينظر الآن إلي إرادة المصريين ويراقب كيف يتحول الأمل إلي نتاج حقيقي قادر علي بناء مصر المستقبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية