الضوء الأخضر! محمد أمين الثلاثاء 17-03-2015 21:41

يتجاوز الخطوط الحمراء حينما يتكلم.. وأضع يدى على قلبى.. من جهة لأنه لا يعرف الدبلوماسية، ومن جهة أخرى لأنه يعمل فى السياسة، بعقلية رجل صعيدى.. كثيراً ما طلب منه والده رجل الأعمال العظيم أنسى ساويرس أن يصمت.. طارده الإخوان فى «زمن النكسة».. طالبوه بأن «يخفّ عنهم» وحذروه.. لكن الطبع يغلب التطبع.. اليوم أوافق نجيب ساويرس فى كثير مما قال.. لا أضع يدى على قلبى هذه المرة!

لا يفوتنى، فى الغالب، حوار يجريه «نجيب».. سواء للصحافة أو الفضائيات.. سوف تجد عنده خبراً أو رأياً أو يفجر قنبلة.. دائماً عنده جديد يصلح لتنشيط الذاكرة أو الكتابة.. قرأت حوار ساويرس فى «المصرى اليوم» على حلقتين.. أراد محمود مسلم أن يكون «التقيل فى القعر».. الحلقة الثانية برغم ما فيها من تفاؤل تتحدث عن ترشح أحمد عز بضوء أخضر.. فمن صاحب هذا الضوء الأخضر يا ترى؟!

من المرات النادرة التى تجد فيها «نجيب» بهذا التفاؤل.. حين تحدث عن المؤتمر الاقتصادى وتنظيمه وتأمينه.. حين أعلن عن ضخ نصف مليار دولار فى مشروعات داخل مصر.. استخدم صفات من مثل «هايل» و«مشرّف» و«رائع».. حين تكلم عن مشاركات الخليج أبدى حالة انبهار.. وحين تحدث عن وزير الاستثمار الشاب قال إنه «شغال» وقدم جهداً ملموساً ورائعاً.. فماذا جرى حقاً لنجيب ساويرس؟!

الآن ندخل فى الغميق.. نأتى إذن لبعض الآراء الصادمة، وهى الشىء الطبيعى عند ساويرس.. حين سئل عن حل حزب النور رفض بشدة.. قال لا ينبغى حله، ولا ينبغى تعديل الدستور.. حل حزب النور سيجعله يعمل تحت الأرض.. مثله مثل الإخوان.. وهو رأى صادم بالتأكيد.. لكنه صحيح.. والدولة تمشى فى هذا المسار.. ليس لما قاله ساويرس، ولكن لموقف «النور» من ثورة 30 يونيو، وحكم الإخوان!

وأتصور أن بعض الذين تبنوا فكرة حل النور هدفهم حماية الثورة، وإفساح المجال لقطاعات جديدة من الشباب لا تعمل تحت مظلة دينية، وإنما تعمل تحت مظلة مدنية.. وهنا أقول لا خوف من استبداد دينى آخر.. النور قد لا يتجاوز عشرة بالمئة من مقاعد البرلمان، وهى تقريباً النسبة نفسها التى كان يحصل عليها الإخوان قبل 25 يناير.. هذا هو التمثيل الحقيقى للتيار الدينى، ولا شىء أكثر من ذلك!

أشياء كثيرة لا تفوتك فى حديث ساويرس.. لن تمر عليها مرور الكرام.. منها الضوء الأخضر.. فهو يعرف الضوءين الأخضر والأحمر.. وبرغم أن السؤال عن «عز» كان سريعاً، قال إنه أذكى من أن يترشح من نفسه.. فما هو المقصود من ترشحه؟.. ما هى الجهة السيادية صاحبة الضوء الأخضر؟.. لماذا فعلت؟.. وكيف؟.. وما هى النتيجة؟.. هل أرادوا أن يكون ترشحه للنواب، مثل عمر سليمان للرئاسة؟!

أتمنى أن تأخذ الرئاسة بنصيحة ساويرس، سواء ما يخص موعد الانتخابات، أو ما يخص رئيس المجلس، وغيرهما.. فقد أصبح سياسياً مخضرماً.. لا يزايد عليه أحد، فى مواقفه من الثورتين.. وطنى بامتياز.. بكى ذات يوم بالدموع عندما أبعده الإخوان عن مصر.. مع أنه يملك أن يعيش فى جنة على الأرض!!