x

ياسر أيوب إعلامنا يشترى الوهم الإسرائيلى ياسر أيوب الثلاثاء 17-03-2015 21:41


فوجئت على مدى اليومين الماضيين بمواقع وصفحات مصرية وعربية كثيرة تتسابق لإعادة نشر تقرير أعده موقع «والا» الإسرائيلى عن نجم مصر محمد صلاح.. وغالبًا ستشارك فى نفس هذا السباق أوراق صحافة الرياضة فى بلادنا وما تبقى من برامج تليفزيونية.. فالموقع الإسرائيلى أكد فى هذا التقرير أن الجالية اليهودية فى روما هى التى منعت النادى الإيطالى الكبير من التعاقد مع محمد صلاح معارًا من نادى تشيلسى الإنجليزى، وأنه لولا النفوذ اليهودى القوى فى مدينة روما لكان محمد صلاح الآن أحد نجوم نادى روما..

ومن المؤكد أن موقع «والا» الإسرائيلى حرٌّ فيما يقوله ويعلنه ويروج له، لكننى فى المقابل حرٌّ تماماً فى استخدام عقلى وكل قواعد الحساب والمنطق.. ولست مضطرًا لأن أسمح لعدُوّى بأن يقودنى كالأعمى إلى حيث يريدنى هو أن أذهب.. فهذا الموقع أرادنى باختصار أن أصدق أن اليهود هم أصحاب الكلمة العليا حتى فى مصير لاعب كرة مصرى محترف فى إيطاليا.. من حقهم بالتأكيد الترويج لذلك وتكريس مدى قوتهم ونفوذهم فى العقل العربى الباطن والخامل والبليد..

لكن من حقنا مقاومة كل ذلك أو التفكير فيه على الأقل.. فإذا كان اليهود فى العاصمة الإيطالية الكبيرة نجحوا فى منع روما من التعاقد مع محمد صلاح فلماذا لم ينجحوا أصلًا فى منع ناد أصغر فى مدينة أصغر هى فلورنسا من الاستعانة بلاعب مصرى مسلم.. وإذا كان يهود أوروبا بكل هذه القوة فى ملاعب الكرة لدرجة التدخل فى قرارات نادى روما.. ألم يكن أولى بهم أن يمنعوا أصلًا نادى تشيلسى الإنجليزى من شراء محمد صلاح من نادى بازل السويسرى، علمًا بأن رومان إبراهيموفيتش، مالك نادى تشيلسى، يهودى أصلًا.. وبروس بيوك، رئيس النادى، ويوجين تينينبوم، المدير، يهوديان أيضًا.. وبالتالى كان من السهل منع تشيلسى من التعاقد مع محمد صلاح.. وبإمكان الجميع العودة للأرشيف وقراءة الصحف الإنجليزية وقت التعاقد مع صلاح وكيف حاول اليهود إثناء إبراهيموفيتش من إتمام تلك الصفقة، حيث كانت إسرائيل وقتها تلعن محمد صلاح، لاعب بازل، الذى رفض مصافحة لاعبى مكابى تل أبيب فى مباراتى الناديين معًا فى بطولة أوروبا..

لكن إبراهيموفيتش ومعه جوزيه مورينيو أكدا أكثر من مرة أن كرة القدم لا علاقة لها بكل ذلك.. ثم إن محمد صلاح ليس أول لاعب مصرى يحترف فى أوروبا وليس أيضًا أول لاعب عربى أو أول لاعب مسلم.. وفى المقابل لم يذهب اليهود إلى أوروبا العام الماضى فقط لتكوين جالياتهم واكتساب قوتهم ونفوذهم..

فلماذا لم يمنعوا سابقًا أى لاعب مسلم أو عربى من اللعب ونجحوا فقط فى منع محمد صلاح من اللعب فى روما.. وأنا أعرف هذا الموقع وأتابعه كثيرًا منذ أسسه إيريز بيلوسوف وجادى هادار عام 1995 كموقع تجارى يُعادى العرب والمسلمين، وهو أمر طبيعى ومتوقع.. أما الذى ليس طبيعيًا فهو أن يبتلع زملاء لى هذا الطُّعم فرحًا بأن إسرائيل كلها تُحارب محمد صلاح وانتصرت عليه، وهو خبر ليس صحيحًا على الإطلاق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية