مثلت الثورة في سوريا إحدى حلقات ثورات الربيع العربي ولكنها لم تؤد إلى نتائج إيجابية لأي من الأطراف المتصارعة بل زادت الأوضاع سوءا في سوريا وبخاصة بعدما تحولت الثورة من ثورة سلمية في مواجهة نظام بشار الأسد إلى تناحر عسكري دفعت كل الأطراف ضريبته فادحة وبالأخص مع دخول مكون الإسلام السياسي في لعبة هذا الصراع وتدخل أطراف من هذا الإسلام السياسي من دول أخرى مجاورة لسوريا مما أطال الأمد وعاظم الخسائر البشرية والمادية وحول الثورة إلى حرب أهلية تكاثرت أطرافها وكثر فيها الداعمون لكل الأطراف المتناحرة من الخارج.
وقد اندلعت هذه الثورة «زي النهارده» في 15 مارس 2011وبدأت شرارتها في مدينة درعا حين قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب باسقاط النظام على جدارمدرستهم في 26 فبراير2011 وظهور دعوة للتظاهر على الفيسبوك فكان اندلاع الثورة ضد الرئيس بشار الأسد وعائلته التي تحكم البلاد منذ 1971.
وطالب المحتجون بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا شعار: «الله، سوريا، حرية وبس» وواجها النظام فكان شعار«الشعب يريد إسقاط النظام» وفي 18 مارس كانت«جمعةالكرامة»وقابلها الأمن بوحشية وتوسع الجيش بالعمليَّات العسكرية وبدأت الانشقاقات فيه وتشكل ضده «لواء الضباط الأحرار»ثم «الجيش السوري الحر».
ويقول اللواء أحمد عبدالحليمْ، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الثورة السورية ستأخذ أمداً طويلا ذلك لأن قوتين دوليتين دخلتا في ميزان هذه الثورة، فروسيا تؤيد بشار وأمريكا التي تؤيد الثورة، وأمريكا لا تستطيع إستخدام القوة لأن سوريا قريبة من إسرائيل فيمكن لسوريا وبدعم من روسيا أن ترد على ذلك بضرب إسرائيل صورايخ روسية، وغير حميدة، كما أن هناك أطراف عربية بعضها يؤيد بشار وبعضها يؤيد الثوار، وكلما تأملت ما صارت إليه الثورة السورية شكرت للرئيس عبدالفتاح السيسي أنه حافظ على وحدة الجيش المصري والذي هو رمزا لوحدة مصر ويمثل قوتها وشخصيتها في العالم.