ولد الدكتورمحمد مصدق، رئيس الوزراء الإيرانى الأسبق، وأول من قاد فكرة التأميم في الشرق الأوسط، وأول من قاد ثورة مدنية في تاريخ الشرق الأوسط وتحدى سلطة الشاه محمد رضا بهلوي وحلفائه الدوليين، في ١٦ يونيو ١٨٨٢ ونشأ كأحد أفراد الصفوة الحاكمة كابن أحد موظفي الدولة.
بدأت مسيرته السياسية منذ كان عمره 24 سنة حين تم انتخابه نائبا عن «أصفهان» في البرلمان الإيراني عام ١٩٠٦، بعدها سافر إلى فرنسا للدراسة ثم إلى سويسرا التي حصل منها على الدكتوراه في القانون الدولي، وعاد إلى إيران ليشغل منصب وزير المالية في ١٩٢١، ثم وزيرا للخارجية بعد عامين، وانتخب نائبا في البرلمان، وظهرت ميوله المعادية للعسكريين والحكم الشمولي فصوّت ضد انتخاب الشاه في ١٩٢٥فأجبره الشاه على اعتزال الحياة السياسية في ١٩٤١.
وعاد للحياة السياسية مجددا مع انتخابه عضوا في البرلمان، وفي البرلمان دافع مصدق عن القومية، ولعب دورامهما في معارضة منح الاتحادالسوفيتى ترخيص العمل في حقول النفط شمال إيران كتلك المنح المعطاة لبريطانيافي جنوب إيران.
وفي ١٩٥١ انتخب مصدق رئيسا للوزراء بأغلبية ٧٩صوتا مقابل ١٢ فقط، وبعد يومين فقط من تسلمه السلطة قام بتأميم النفط الإيراني «زي النهاردة» في ١٥مارس ١٩٥١، فكان تأميمه للنفط الإيراني ضربة كبيرة لمصالح إنجلترا، وواشنطن، وأجاز البرلمان الإيراني قرار مصدق فزادت قوته وتعاظمت شهرته.
وكان هدف «مصدق» أن يستفيدالإيرانيون من عوائد نفطهم، وسرعان ما وقع صدام السلطات والصلاحيات بين الشاه ومصدق، فعمد الشاه لإقالته في ١٩٥٣فخرجت المظاهرات المؤيدة لـ«مصدق» إلى الشوارع مدافعة عنه، ومجبرة الشاه على مغادرة البلاد فهرب الشاه إلى إيطاليا عبر العراق، وقبل أن يغادر وقّع قرارا بعزل «مصدق» وتم قصف منزله في طهران، في حين قامت المخابرات الأمريكية بالعملية «أجاكس»، التي خططت لمظاهرات ضد مصدق.
وعاد الشاه بدعم أمريكي، واعتقل «مصدق» وحوكم أمام محكمة صورية وحكم عليه بالإعدام، وخفف الحكم لاحقا إلى السجن 3 سنوات، ومن ثم إقامة جبرية مدى الحياة في قرية أحمد أباد، الواقعة في شمالى إيران إلى أن توفي في الخامس من مارس ١٩٦٧.