x

محمد أمين اعتذروا لأطفال الشوارع! محمد أمين الأحد 08-03-2015 21:15


العمليات الإرهابية «النوعية» قد تتزايد قبل المؤتمر الاقتصادى.. بعض العمليات قد تحدث أثناء المؤتمر.. إنها مسألة حياة أو موت.. سواء للإرهابيين، أو من يموّلهم أو يحرّضهم.. سنجد قنابل فى كل مكان.. تحت الكبارى وأبراج الضغط العالى.. على شريط السكة الحديد، وأمام المنشآت الحيوية.. بالأمس تم ضبط خليتين من هذا النوع.. لا أحد فيهم من أطفال الشوارع.. معظمهم مهندسون ومحامون وأطباء(!)

الآن أعتذر، وأطالبكم بالاعتذار لأطفال الشوارع.. كم قلنا إن الإرهابيين يستغلون فقر هؤلاء.. يعطونهم شنطة مقابل جنيهات محدودة.. الآن ثبت خطأ هذا الاعتقاد تماماً.. ثبت أن الجائع لا يخون.. ربما يسرق.. ربما يفعل أى شىء.. إلا الخيانة.. فرق بين أن تسرق وأن تخون.. فرق بين أن تعارض وأن تخون.. الخيانة فى دم هؤلاء الإخوان.. سيفعلون أكثر كلما اقترب موعد المؤتمر الاقتصادى أو الانتخابات!

هذه قصة صغيرة ذات دلالة.. بينما نحن فى الطريق، وجدنا شاباً يبيع النعناع.. كانت هيئته مثيرة للتعاطف.. اشترينا ربطة نعناع، ثم تركنا له باقى المبلغ.. كنوع من المساعدة.. فوجئنا بأنه ينادى بصوت غاضب: الباقى يا باشا.. ابتسمت له: خليه عشانك.. قال بإصرار وكبرياء: أنا ببيع مش بشحت.. اتفضل الباقى!.. أخذت الباقى شارداً.. لا اعتذرت، ولا شكرت.. كأنه شعر بإهانة شديدة، حين تركت له الباقى!

ليس كل فقير يمكن أن يسرق أو يشحت.. ليس كل طفل شوارع يمكن أن يخون.. فلا هو يمكن أن يحمل شنطة، ولا يمكن أن يزرع قنبلة تحت كوبرى، أو برج ضغط عال.. الإخوان يفعلون بكل خسّة.. على اعتبار أنه جهاد.. مشايخ الفتنة يقولون لهم: من مات دون وطنه فهو شهيد.. يموت الشباب ولا يموت المشايخ.. لماذا لا يجاهد المشايخ؟.. لماذا لا يموت المرشد ولا عصابته؟.. لماذا يموت الغلابة فقط؟!

فى البيانات التى تنشرها وزارة الداخلية، تجد معظم المقبوض عليهم من شباب الجامعات.. وتجد معظم الخلايا الإرهابية من الأطباء والمحاسبين والمحامين والمهندسين.. هؤلاء يديرون شققاً لتصنيع العبوات الناسفة.. لا أحد فيهم فقير، ولا أحد فيهم جاهل.. إذن الظاهرة ليست بين الفقراء.. ليست بين أطفال الشوارع.. أطفال الشوارع بريئون من الإرهاب.. ينامون جوعاً.. لكنهم أبداً لا يخونون الوطن، ولا يحرقونه!

وزير الداخلية يعرف أن أمامه تحديات كبرى.. من أهمها إحباط العمليات قبل وقوعها.. ولا يتأتى ذلك دون معلومات.. ومن حسن الحظ أنه كان رئيس جهاز أمن الدولة.. الخطورة هنا أن معظم الإرهابيين غير مسجلين.. وبالتالى فإن الأمر يحتاج إلى مجهود خرافى.. خاصة قبل المؤتمر وبعده.. فلا يخفى عليه أن الإرهابيين يدبرون لعملية نوعية، تهزّ ثقة المستثمرين فى أمن البلاد.. وهذه هى الخيانة بعينها(!)

من جديد، أطالبكم بالاعتذار لأطفال الشوارع.. فلا هم يزرعون القنابل، ولا يخونون الوطن.. الإخوان من يخونون.. من يقبضون الدولارات، ليحرقوا مصر.. من يمارسون الإرهاب، على أنه «بيزنس».. هؤلاء هم «أولاد الحرام» فعلاً.. هم من يدّعون الجهاد، ولو «خانوا» الوطن، وباعوه لمن يشترى!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية