x

كريسانا كرايسينتو.. «الصيدلانية الغجرية» تُداوى البسطاء

الأحد 08-03-2015 10:27 | كتب: سمر النجار |
تصوير : آخرون

«كونى امرأة سهّل مهمتى في التعامل مع المواطنين، فالكثير منهم يرى فىّ والدته أو معلمته أو أخته أو إحدى قريباته.. يؤمنون بأننى سأشعر بآلامهم وسأتعاطف معهم».. كلمات رددتها كريسانا كرايسينتو، الطبيبة التايلاندية التي كرست حياتها لمساعدة المرضى وتصنيع أدوية محلية بأسعار مخفضة لعلاج عدة أمراض، وعلى رأسها الملاريا وفيروس نقص المناعة المتكسبة «الإيدز».


«الصيدلانية الغجرية».. هكذا اعتاد التايلانديون أن يلقبوا كرايسينتو، التي حصلت في 2009 على جائزة «رامون ماجسايساى» الآسيوية للخدمة العامة، وهى تعادل جائزة «نوبل» المرموقة.

وتقول كرايسينتو، التي ولدت في 21 فبراير 1952، إنها كرست حياتها كعالمة لمساعدة ضحايا المرض، وخاصةً أولئك الذين يعانون من الإيدز والملاريا، فهى تعمل بشكل دائم، وتضع نصب عينيها هدفا واحدا: «ضمان رعاية صحية للجميع بأسعار معقولة»، وهو في نظرها من أهم حقوق الإنسان. ونظرًا لسمعتها الجيدة في أنحاء تايلاند، تمكنت كرايسينتو من إنقاذ حياة عشرات آلاف المرضى عبر تصنيع أدوية محلية بالاعتماد على أعشاب طبيعية وبأسعار مناسبة.

وكانت كرايسينتو حصلت على درجة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة «شيانج ماى» التايلاندية في 1975، وحصلت على ماجستير العلوم في التحاليل الدوائية من جامعة «ستراثكلايد» بالمملكة المتحدة في 1978، والدكتوراه في كيمياء الصيدلية من جامعة «باث» البريطانية في 1981، ونالت الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة «باث» في2009.

وأمضت كرايسينتو جزءًا كبيرًا من حياتها المهنية في العمل مع «المنظمة الدوائية التايلاندية» الحكومية. وعندما بلغت عامها الـ37، تولت كرايسينتو إدارة معهد البحوث والتنمية التابع للمنظمة، لتكون بذلك أول امرأة تايلاندية تصل لهذا المنصب.

وتتذكر كرايسينتو طفولتها بقولها: «كان والدى الطبيب الوحيد في جزيرة ساموى، في جنوب تايلاند، وكانت أمى ممرضة، وأذكر أننى اعتدت القفز على ظهر الحصان الذي كان والدى يستخدمه للتنقل بين القرى النائية لعلاج المرضى»، مؤكدة أن والدها لم يجمع أي أموال أو رسوم من القرويين نظير علاجهم، وأنه حوّل منزله إلى مستشفى صغير لاستضافة المرضى، لأن الجزيرة لم يكن بها أي مستشفيات.

كرايسينتو، التي تم تسجيل قصة حياتها في فيلم وثائقى يحمل عنوان «الحق في العيش.. دواء الإيدز للملايين»، لا تؤمن بوجود فوارق بين المرأة والرجل، مؤكدة أن «كلاهما لديه الفرص ذاتها، ولكن من يمتلك الصبر والإرادة للعمل الجاد هو فقط من يستطيع تحقيق حلمه».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية