x

القمة الثنائية تبحث تشكيل «قوة الدفاع المشترك»

الأحد 01-03-2015 09:05 | كتب: محسن سميكة |
المناورة البحرية «مرجان 15»، 22 فبارير 2015 المناورة البحرية «مرجان 15»، 22 فبارير 2015 تصوير : آخرون

يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأحد، بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، يلتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولى العهد، والأمير محمد بن نايف، ولى ولى العهد، وزير الداخلية، وتأتى زيارة الرئيس السيسى الأولى للمملكة رسميا بعد زيارة غير رسمية قدم خلالها التعازى في وفاة الملك عبدالله، العاهل السعودى الراحل، وفى ظل حالة من الارتباك تشهدها المنطقة العربية نتيجة عمليات القتل والخطف التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابى في كل من ليبيا والعراق وسوريا، فضلا عن سيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في اليمن وزيادة النفوذ الإيرانى في المنطقة.

وقالت مصادر مطلعة إن زيارة الرئيس للمملكة لها محاذير ثلاثة، أولها لقاء الرئيس التركى رجب طيب أردوجان الذي بدأ زيارة رسمية للمملكة السبت وتستمر الأحد والاثنين، ويلتقى خلالها خادم الحرمين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وثانيها ما يتداوله البعض في الداخل والخارج عن إمكانية المصالحة مع الإخوان وربط زيارة السيسى بزيارة أردوجان بطرح لملك المملكة سيقوم بعرضه على الرئيس المصرى بضرورة المصالحة مع قوى الإسلام السياسى لمحاربة داعش، خاصة في ليبيا والمد الشيعى الإيرانى.

وأضافت المصادر أن الدوحة لا تمتلك ضغوط احتى تمارسها على القاهرة لقبول المصالحة مع قيادات الإخوان الذين يحاكمون جنائيا في قضايا قتل وحرق وتخابر وفتح للسجون، مشيرة إلى أن جلسة الأمير تميم بن حمد مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقبلها جلسات خادم الحرمين مع قادة الإمارات والكويت وقطر وما دار بها من ترتيب أوضاع المنطقة وآلية محاربة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش لا تكتمل دون وضع مصر في وسط المشهد وضرورة موافقتها على ما ستدور في إطاره العلاقات في الفترة المقبلة نظرا لمكانتها في المنطقة، فضلا عن اعتبارها دولة جوار لليبيا والعديد من الدول العربية.

وأكدت المصادر أن إعلان التحالف الجديد الذي يطلق عليه مجلس التعاون الاستراتيجى ويضم مصر والسعودية والإمارات والكويت على رأس الأولويات بالنسبة للرئيس المصرى خلال زيارته للمملكة، منوهة بأن مصر تعى جيدا أولوياتها كما تعى حفاظ الدول العربية على نفسها من مخاطر الإرهاب وإيران، ولكن ليس على حساب مصر وفرض المصالحة مع التنظيم الإرهابى على شعبها.

من جانبه قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: زيارة الرئيس للمملكة تعد الأولى بعد تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم، وتهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، في ضوء المواقف المشرفة للمملكة التي ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصرى، كما تعد الزيارة مناسبة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن وضرورة تداركها، تلافياً لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر.

وأضاف «يوسف» أن الرئيس السيسى يولى اهتماما خاصا للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على جميع الأصعدة، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعى بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلّفه الاقتتال الداخلى وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة.

وتابع: «ستكون القمة العربية المقبلة ضمن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الزيارة، خاصة أن الوضع الحالى يتطلب أهمية تفويت جميع محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية، والتكاتف فيما بينها لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتعرض لها المنطقة العربية».

وأوضح «يوسف» أن الرئيس السيسى يُثمّن غالياً المواقف التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء تطوع جلالته في الجيش المصرى وقت العدوان الثلاثى، إلى جانب قيادته لحملة لدعم النازحين المصريين وقتئذٍ، وتضامنه مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973، موضحا أنها المواقف التي تدلل على الأخوة الحقيقية والصداقة الوفية، كما تأتى متسقة مع الإطار العام الذي يضم العلاقات بين البلدين ويكلله التقدير والمودة والاحترام المتبادل، مما يجعل العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجاً يُحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات «العربية- العربية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية