بحث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، أمس، الاستعدادات الجارية لاستضافة مصر للدورة الجديدة للقمة العربية فى مارس المقبل، التى تتولى مصر رئاستها.
وقال «العربى»، عقب اللقاء، إن المشاورات مستمرة مع الرئاسة ووزارة الخارجية، للإعداد الجيد للقمة، وإن البند الأساسى المطروح على القمة سيكون صيانة الأمن القومى العربى. وأضاف: «حديث الرئيس عن مواجهة الإرهاب يكتسب أهمية كبرى فى هذه المرحلة، فى ظل التحديات التى تواجهها المنطقة والتى تفرض ضرورة التفكير فى صيانة الأمن القومى العربى»، مشيرا إلى أن جامعة الدول العربية أصدرت قرارا فى ٧ سبتمبر الماضى، لبحث سبل مواجهة التهديدات الإرهابية التى تتعرض لها كل الدول العربية وضرورة التكاتف لمواجهتها على كل المستويات.
وأعرب الأمين العام للجامعة عن سعادته بما طرحه الرئيس، موضحا أن هذا التوجه هو ما تعمل عليه الدول العربية فى إطار المواجهة الشاملة للإرهاب.
وتابع «العربى» أن أى مواجهة لابد لها من إطار قانونى، موضحا أن الدول العربية لديها إطار قانونى ممثل فى اتفاقية الدفاع العربى المشترك الموقعة عام ١٩٥٠ والتى لا تقتصر فقط على مواجهة العدوان ولكن تنص أيضا على التعاون الاقتصادى.
وقال إنه أرسل رسائل إلى وزراء الخارجية العرب، لاستطلاع آرائهم بشأن تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، وينتظر الردود، وإن تفعيل الاتفاقية ربما يتطلب اجتماعات لوزراء الدفاع والداخلية العرب إلى جانب وزراء الخارجية.
وحول إمكانية طرح فكرة تفعيل الاتفاقية على القمة العربية، قال «العربى»: «هذا الاقتراح قد يكون أهم موضوع أمام القمة».
وكشف السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فى بيان، عن تأكيد الرئيس خلال اللقاء على أهمية تدارك الأوضاع الملتهبة فى الدول العربية والعمل على إعادة السلام والاستقرار، وضرورة التضامن العربى وتعزيز العمل العربى المشترك خلال تلك المرحلة الفارقة التى تمر بها المنطقة العربية.
وقال: «الرئيس أشار إلى أن الحلول الأمنية والمواجهات العسكرية لن تنجح بمفردها فى مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، ويتعين أن تكون المواجهة شاملة، وتتضمن العمل على تصويب وتنقية الخطاب الدينى من أى شوائب تكون علقت به، بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الدين الإسلامى».
وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، فى تصريحات خاصة، لـ«المصرى اليوم»، إن «الرئاسة ووزارة الخارجية بدأت استعدادات مكثفة للقمة العربية، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية ستبدأ خلال المرحلة المقبلة إرسال الدعوات للدول العربية للمشاركة فى القمة.
وأوضحت المصادر أن وزارة الخارجية ستصدر بيانا خلال أيام، تعلن فيه عن عقد القمة فى مدينة شرم الشيخ، فيما يتوجه وزير الخارجية وسفراء مصر فى الدول العربية لتقديم الدعوات للدول للمشاركة فى القمة. وتابعت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، أن مصر ستوجه الدعوة لقطر للمشاركة فى القمة العربية من خلال الطرق الدبلوماسية المعتادة، مشيرة إلى أن الخلافات التى نشبت بين القاهرة والدوحة خلال الشهور الماضية لن يكون لها تأثير فى مسألة توجيه الدعوة لقطر للمشاركة فى القمة، باعتبارها عضوا فى جامعة الدول العربية.
واستشهدت المصادر بأن القاهرة وجهت دعوة لقطر للمشاركة فى القمة الاقتصادية التى ستعقد فى مصر خلال مارس المقبل، حيث أكدت قطر أنها ستشارك فى قمة دعم القاهرة اقتصاديا.
وعقب لقائه «العربى»، استقبل الرئيس وزير الدفاع المالى، تيمان هوبرت كوليبالى، وقال بيان لرئاسة الجمهورية إن الرئيس شدد خلال اللقاء على أن الفراغ الذى شهدته ليبيا، وفوضى انتشار الأسلحة والجماعات الإرهابية، سبب مباشر لتهديد عدد من الدول الأفريقية، خاصة المجاورة لليبيا، وشدد على أن مواجهة الإرهاب لا تقتصر على الجانبين العسكرى والأمنى، لكن تتطلب تصويب الخطاب الدينى، وتفسير صحيح الدين ونقله إلى المواطنين، موضحا أن الفهم والتفسير الخاطئ للدين يمنحان أبعادا إضافية للتطرف والإرهاب ويساعدان على نمو الفكر المتطرف وانتشاره».
وقال البيان: «تسلم الرئيس رسالة من رئيس مالى، تضمنت الإعراب عن تطلع بلاده لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر فى مختلف المجالات، والتأكيد على دعم مالى الكامل لمصر فى حربها ضد الإرهاب». وأضاف: «الوزير المالى أكد أن بلاده تثمن الجهود والمساعدات المصرية المقدمة لها على جميع الأصعدة، وأن بلاده تتطلع لتعزيز علاقات التعاون العسكرى والأمنى مع مصر، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب».
من جانبه، طلب الرئيس، بحسب «يوسف»، نقل تحياته وتمنياته بالتوفيق للرئيس المالى، وأكد حرص مصر على التضامن مع الأشقاء الأفارقة أكثر من أى وقت مضى، وشدد على أن القاهرة تؤيد جهود مالى لتحقيق السلام والاستقرار.
وقال المتحدث الرئاسى إن اللقاء تطرق إلى عملية المصالحة فى مالى، التى تتم برعاية الجزائر، وأعرب الرئيس عن تمنياته للجزائر بالتوفيق والنجاح فى التوصل إلى اتفاق سلام يحقق التهدئة والاستقرار فى مالى.