في عام 2006، فاز فابيو كانافارو بجائزة الـ«بالون دور»، كان السبب الأساسي –وربما الوحيد- لذلك هو تتويج إيطاليا بكأس العالم التي أقيمت في ألمانيا صيف ذلك العام.
إيطاليا كانت تملك فريقاً، لا تعتمد على لاعب محدد لصنع الفارق، ولذلك كان منافسه الرئيسي على الجائزة هو زميله حارس المنتخب جانلويجي بوفون.
الفارق الرئيسي بين 2006 و2014 أن العالم حينها لم يكن قد عرف بعد ظاهرتين فرديتين –على مستوى الأرقام على الأقل- كـ ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بكل الزخم والدعم الإعلامي الذي يناله كل منهم، والنتيجة –حينها- كانت تتويج مُدافع منتخب إيطاليا كأفضل لاعب في العالم.
في 2010 لم يكن دوري أبطال أوروبا ونهائي كأس العالم كافيين لتتويج ويسلي سنايدر بالجائزة، في 2013 لم تكن ثلاثية بايرن ميونيخ سببًا لمنح فرانك ريبيري فرصة أن يصبح هو الأفضل. وفي 2014 مانويل نوير كان ضحية كريستيانو وليونيل.
جانب من الأمر يخضع للإعلام والضجة والزخم الجماهيري، التنافس التاريخي في السنوات الأخيرة بين «ميسي» و«رونالدو» يفيد جانبًا ما من كرة القدم كـ«صناعة» و«تجارة»، وأن يصبح سباق الفور بالكرة الذهبية بينهما (4-3) أفضل لتلك العوامل من أن يفوز حارس مرمى كـ«نوير» أو لاعبين كـ«سنايدر» و«ريبري» في دورات أسبق.
ولكن الجوانب الأخرى، التي لها علاقة مباشرة بكرة القدم، والتي أدت لخسارة مانويل نوير، يمكن ربطها بجانبين:
الأول: أن ألمانيا تملك فريقاً، ما هو أفضل لاعب في المنتخب الألماني؟ لو سُئل 10 أشخاص هذا السؤال ستتنوع الإجابة بين أربعة أو خمسة أسماء، البعض سيفضل توماس مولر، هداف الفريق في كأس العالم والذي قدم أداءات رائعة، البعض سيقول توني كروس لاعب الوسط الاستثنائي، آخرون سيذهبون لتفضيل ماركو رويس –الذي لم يشارك مع المنتخب في كأس العالم ولكنه فاز بأفضل لاعب في دوري الموسم الماضي- أو زميله ماتس هوملز.. القيصر الذي قاد دفاع الألمان، وأخيراً هناك مانويل نوير.
تلك الاعتمادية على (الفريق)، دون طفرة فردية مُطلقة لأحد أفراده، تجعل الكثيرين من المصوتين لا يفضلون إعطاء أصواتهم لـ«نوير»، لأنها في النهاية جائزة فردية وليست تكريمية لإنجاز نادٍ أو منتخب. وحتى قيمة «نوير» وإضافته لمركز حراسة المرمى ليصبح «سوبر كيبر»، عوضاً عن تصدياته الاستثنائية في بعض مباريات ألمانيا أو بايرن ميونيخ، ليست كافية لإعطائه غلبة فردية على كل لاعبي العالم.
السبب الآخر هو منافسه المنتصر، كريستيانو رونالدو، الذي بغض النظر عن الدعم الإعلامي والجماهيري الذي يناله، أو الاختلاف المنطقي حول كونه (الأفضل) بشكل مطلق أو لا إلا أنه قدم موسماً استثنائياً هو الآخر، صحيح أنه كان مُحْبِطاً مع البرتغال في كأس العالم إلا أنه لعب الدور الرئيسي في فوز ريـال مدريد بـ«العاشرة»، بعد إحرازه 17 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، إلى جانب استمراره كماكينة أهداف لا تهدأ مع مدريد طوال الوقت، وأصبح إحرازه لهاتريك في الدوري الأسباني من قبيل العادي.
لذلك، ورغم قيمة «نوير» إلا أنه خسر اللقب الفردي كأفضل لاعب، ويكفيه –كما قال زميله توماس مولر- أنه «يملك كأس العالم».