x

مانويل نوير.. اللاعب رقم 11 «بروفايل»

الإثنين 12-01-2015 17:56 | كتب: محمد المصري |
نوير نوير تصوير : رويترز

قبل عدة أشهر، تم التقاط صورة لبيب جوارديولا، المدير الفني لنادي بايرن ميونخ، يعمل في مكتبه، وفي الخلفية، هناك لوحة عليها تشكيل الفريق، أكثر الأشياء المثيرة للانتباه هو موقع «حارس المرمى» منها، حيث يتمركز على حدود دائرة وسط الملعب، ذلك هو «مانويل نوير».

ببساطة يمكن ربط ذلك بجملة «جوارديولا» في أحد المؤتمرات الصحفية: «الفريق هو 11 لاعبًا، وليس 10 لاعبين وحارس مرمى».


صحيح أن مانويل نوير هو أفضل حارس مرمى في العالم خلال 2013، وقبل قدوم «جوارديولا»، ولكن الإضافة الحقيقية التي أضافها لمركزه وجعلته الآن مرشحًا لأن يكون «أفضل (لاعب) في العالم» حدثت مع قدوم من يلقب بالفيلسوف، حيث وجد كل منهما في الآخر ما يريده.

طموح «جوارديولا» هو لعب كرة شاملة بكل معنى الكلمة، بما فيها استخدام الـ«11 لاعبًا»، حاول فعل ذلك في برشلونة، فيكتور فالديز يمرر دائمًا وبدقة كبيرة، وحتى حين يخطئ ويتسبب في هدف بالكلاسيكو يخرج «بيب» ليقول أن ذلك «أفضل من أن يُشتت الكرة»، وذلك لأنه «يريد لحارس المرمى أن يكون لاعبًا، يدافع ويمرر ويساهم في الهجمة».

في المُقابل فإن «نوير» هو الطفل الذي كان يرفض الوقوف كحارس مرمى، وحين يضطر لذلك فإنه يتحين الفرصة ليخرج من مرماه ويراوغ الفريق المنافس، (لاعب كرة)، جيد في التسليم والتسلم، معقول جدًا في المراوغة، قدمه قوية في التصويب، والسبب الوحيد الذي منعه من أن يصبح (لاعبًا) جيدًا هو أنه حارس مرمى مذهل. قدوم «جوارديولا» جعله قادرًا على أن يفعل الأمرين، وبأوامر تكتيكية من المدير الفني.

في 2012 مثلًا، وفي المباراة الوحيدة التي خسرها بايرن ميونيخ هذا الموسم أمام بايرن ليفركوزين، ترك «نوير» مرماه تمامًا في الدقائق الأخيرة من أجل محاولة التعويض، تمركز على حدود منطقة جزاء الخصم، قام بمراوغة وتمريرة وقطع للكرة.

الفارق بعد قدوم «بيب» أن ذلك أصبح جزءً من مهامه في كل مباراة، كما تقول الصورة بالأعلى، وكما تؤكد تصريحات «بيب» بأن «تمركز نوير على بعد 40 أو 50 ياردة من مرماه يجعلنا قادرين على استعادة الكرة بشكل أسرع في أغلب المباريات، إنه يساعدنا كثيرًا في الحفاظ على الضغط المستمر وامتلاك الكرة»، ويضيف أنه «يتحرك للكرة بذكاء، يستخلصها بسهولة، يمررها بشكل سليم، هذا كل ما نريده».

هذا التطوير الذي يحققه «نوير» هو إضافة حقيقية لمركز حراسة المرمى، ما يطلق عليه حاليًا sweeper-keeper، يرى البعض فيه بعض المبالغة في التقدم للأمام، أو استهتار بالخصم، أو مظهرية في الأداء، ولكن الإحصائيات الخاصة ببايرن ميونيخ في الدوري الألماني ومتوسط الـ6 مرات التي يستعيد فيهم «نوير» الكرة في المباريات يجعل الأمر أبعد من ذلك.. «إنه جزء من الفريق» كما يؤكد «بيب».


تلك الإضافة المدهشة تبلورت تحديدًا في كأس عالم 2014 مع ألمانيا، فإلى جانب أداءه كحارس مرمى، فإن لعبه لـ«دور الليبرو» ساهم كثيرًا في تفوق الألمان، تحديدًا في مباراة الجزائر.

المنتخب العربي لعب ربما أفضل مباراة في تاريخه، تمركز دفاعي وصلابة مدهشة مع سرعة تسمح لهم لنقل الهجمة المرتدة سريعًا والاستفادة من تقدم كل لاعبي ألمانيا، كان محتملًا جدًا أن يخرج فائزًا لولا وجود مانويل نوير، الذي جعل مساحة الحركة بالنسبة لإسلام سليماني وسوفيان فيجولي وياسين براهيمي ضيقة جدًا، وخريطة «نوير» الحرارية في تلك المباراة شملت ثلث الملعب الأول كاملًا.

صدته التاريخية بيدٍ واحدة لكرة كريم بنزيمة في مباراة فرنسا، الوقوف أمام عدة انفرادات في المباراة النهائية، عجز كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي عن التسجيل أمامه، تلقيه 4 أهداف فقط في 7 مباريات رغم أن خط الدفاع أمامه لم يلعب مبارتين متتاليتين بنفس الأسماء، كانت أجازة صيف مدهشة لنوير في البرازيل، انتهت بعودة الفريق بكأس العالم وعودته بالقفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى.

ألمانيا كانت فريقًا قويًا لا يعتمد على فرد، هذا حقيقي، ولكن «نوير» كان جزءً من هذا الفريق، وفي كل الأوقات الصعبة –كهجمات الجزائر المرتدة الخطيرة- كان «يحمي ظهورنا» كما وصفه يواكيم لوف في المؤتمر الصحفي.

مانويل نوير حارس مرمى عظيم، ذلك أمر قديم منذ أداءاته الإعجازية مع «شالكة» قبل سنوات، وقيادته لهم إلى نصف نهائي أبطال أوروبا قبل 5 سنوات.


والإضافة في 2014 أنه صار اللاعب الحادي عشر، والذي يحمل لقب كأس العالم، سببين كافيين ليصبح «أفضل لاعب في العالم»، ويكسر احتكار «ميسي» و«رونالدو» الممتد منذ 6 سنوات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية