كشفت النجمة سلمى حايك عن استعدادها لتقديم دور امرأة مصرية فى عمل كبير، ولكن لم تفصح عن تفاصيل أكثر حول المشروع، وأكدت فى حوار خاص أنها فخورة بعروبتها وبأصولها العربية، وقالت: كنت دائما أبحث عن تقديم دور امرأة عربية فى أفلامنا؛ وهذا مستحيل لأنها تبدو غير موجودة فى مثل هذه الأفلام، وحتى إذا توفرت فمثل هذه الأفلام أفضل أن تقدمها امرأة عربية بنفسها حتى نفتح المجال لمثل هذه الممثلات، وتابعت: كنت سعيدة بتقديم أعمال للكاتب المصرى نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل، وصورت هذه الأعمال فى المكسيك؛ لدرجة أن الجمهور توقع أننى صورت العمل فى مصر ولم يعرف أحد الفارق وأعتقد أن هذا رائع.
وأضافت سلمى: أعرف الكثير عن قضايا المرأة العربية؛ وقد يكون هذا السبب نفسه وراء غياب المرأة العربية عن الأفلام الأجنبية، لأن صناع هذه الأفلام لا يعرفون الكثير عنها ويخشون الخوض فيها؛ حتى لا يتسببوا فى مشاكل تخصها أو إهانة غير مقصودة، ويرى هؤلاء المخرجون أنه من الأفضل الاستعانة برجال عرب ليقدموا أدوارا شريرة أفضل من أن يصنعوا فيلما لامرأة تكون بطلة فى الأحداث.
وقالت: لا أنكر أننى كمكسيكية واجهت صعوبة فى أن أدخل هذه المنظومة وأفرض نفسى، ولكن يجب أن نفكر دائما فى الدور الذى يجب أن نرى عليه المرأة العربية بشكل عام فى الدراما الأجنبية، على أن تكون صانعة للأحداث وليست فى الخلفية؛ لأن الأفلام التجارية الأمريكية لا يهمها المرأة العربية لأنها امرأة مختبئة لا تخرج للعالم؛ فهم حريصون على الشخصيات المرئية ويكرهون الصورة النمطية مثل امرأة تلعب فى الأولمبياد.
وأوضحت سلمى أنها لا تستطيع التحدث بالعربية؛ لأن والدها جاء إلى المكسيك فى سن صغيرة وتعلم الإسبانية وتعلمتها منه، بينما جدها يتحدث الإسبانية بطريقة سيئة جدا، ولا يعرفون شيئا عن العربية سوى الاستماع إلى الموسيقى والأكل العربى.
وعن فيلم «النبى» لخليل جبران، الذى عرض ضمن فعاليات مهرجان أجيال السينمائى قالت: إنه مهم جدا بالنسبة لى، وإن التفكير فى تقديم هذا الكتاب كعمل سينمائى كان صعباً لأننا بصدد عمل استثنائى، من حيث الشكل والمضمون، بالإضافة إلى أنه يحظى بشهرة عالمية، ولكن كان علينا فى البداية أن نعثر على التمويل الكافى، وكانت مؤسسة الدوحة من أولى الشركات التى دعمت المشروع، وكنت سعيدة بذلك لأنها تمثل الشرق الأوسط، وأضافت سلمى: بصراحة كان لدىّ شغف بأن يشارك فى هذا المشروع مواهب من حول العالم؛ حتى نستطيع أن نقدم فيلما لكل الثقافات والديانات وأيضا الأعمار، وكنا سعداء الحظ بمشاركة أشخاص من المنطقة نفسها مثل المخرج محمد سعيد حارب وأيضا مؤلف الموسيقى اللبنانى جابريل الذى ستكتشفون موهبته فى وقت قريب.
وشددت سلمى على أن مجموعة العمل فى الفيلم تقدم عملا عن الإنسان؛ ولهذا كان هناك إصرار على الابتعاد تماما عن كل الأمور السياسية والدينية؛ وهذا ما انعكس تماما على اختيار الفصول التى قدموها من كتاب جبران.
وقالت سلمى: لا أنكر أنه كان لدينا كثير من الشجاعة لتقديم هذا الفيلم لأنه يكسر قواعد صناعة الأفلام التقليدية بداية من القصة والتنفيذ، مرورا باختيار 9 مخرجين حول العالم من ثقافات مختلفة للمشاركة فى تقديمه، وكان هدفنا من ذلك أن نقدم عملا يؤثر فى العالم، ويكون جامعا لكل الرؤى.
وتابعت: لم نقصد أن هذا الفيلم فقط للتسلية ولكننا نقدم عملا يؤثر فينا وفى أولادنا؛ وهذا لا يعنى أن نقبل كل القصائد أو الرسائل، ولكن علينا أن نتوافق مع ما سيؤثر فينا حتى لو كان سطرا واحدا؛ لأن استيعاب الرسالة سيكون مختلفاً بالتأكيد بين شخص وآخر وحتى أيضا بين صناع الفيلم أنفسهم، وبصراحة لقد تركنا كل مخرج يختار الفصل أو القصة التى يخرجها بحرية كاملة دون أى تأثير منا، ويقدمها أيضا بالشكل الذى يريده لأننا كنا نبحث عن الحرية الفنية أيضا؛ لأننا كنا نعى أن هناك لحظة التقاء خاصة بين المبدع والقصة يجب أن يقدمها كما يشاء ولم نتلاعب إطلاقا بالرسائل التى يطرحها الكتاب.
وأضافت سلمى: كلمات جبران الموجودة فى الكتاب هى بسيطة جدا ولاسيما الفصول التى اخترناها فى هذا العمل لأنها تتحدث فقط عن الإنسان كإنسان حتى نستطيع من خلاله أن نجمع بين الثقافات المختلفة حول العالم وأيضا الأعمار، ونقدم أمورا عادية نحن شغوفون بها كالطعام والشراب والحب والموت لأنها أمور تعيش معنا، وكلنا نريد أن نشعر بالحب، فكلها أمور بسيطة وتتناسب مع كل دين، وهذا ما أحببته فى هذا الكتاب لأنه يفتح أمامنا باب اكتشاف إنسانيتنا بإيجابية، وربما قد لا تلائم هذه الكلمات كل الأديان وقد يكون بعضها مثيرا للجدل لكنها فى النهاية شعر مثل الموسيقى تماما نحبها وقد لا نفهمها.
وطالبت سلمى بأن نترك فرصة لأنفسنا كى نستعيد إنسانيتا وطفولتنا قبل أن تقتحمنا المشكلات والمسؤوليات، ومن الممتع أن نكتشف هذا الفيلم مع أولادنا؛ لأن الرسوم المتحركة تثير الفضول ولا حدود للخيال فيها، وهى أيضا بعيدة عن واقعية الحياة؛ ولهذا قدمنا الفيلم بهذا الشكل.
وقالت: لقد شاهد هذا الفيلم أعمار مختلفة أثناء عرضه فى مهرجان تورنتو، وفى النهاية كان الجميع يبكى حتى أنا شخصيا لا شىء يبكينى، ولكن عندما شاهدت الفيلم بكيت، وعندما أشاهد أيضا مباراة كرة قدم كنت أبكى بسبب الحماس، وقد لجأنا إلى المؤثرات الفنية كالموسيقى وغيرها فى صناعة الفيلم، وأعتقد أن الفيلم أيضا سيفسح المجال لأولادنا كى يفكروا فى أشياء مختلفة، وأن نفسح المجال معهم لنتحدث فى أمور قد تبدو مختلفة مثل الموت والحياة، وما الدور الذى يجب أن نفعله سويا؟