x

سلمى حايك: فخورة بانتمائي العربي.. وقدمت «النبى» كرسالة حب للإرث الذى أحمله

الخميس 04-12-2014 22:13 | كتب: أحمد الجزار |
سلمى حايك ، الممثلة المكسيكية ، نيويورك , 23 يونيو 2010 سلمى حايك ، الممثلة المكسيكية ، نيويورك , 23 يونيو 2010 تصوير : رويترز

في إطار شاعرى فلسفى تغزل فصول فيلم «النبى» والمأخوذ عن كتاب بالاسم نفسه لجبران خليل جبران، الذي يقدم مفاهيم للحياة في إطار تأملى تصوفى، عن حالات كالحب، والعمل، والخير والشر، والموت، والحرية، والزواج.

ويتألف الفيلم من ثمانية فصول من مشاهد الرسوم المتحركة الذي أشرف عليها نخبة من أشهر الفنانين في العالم، وتولى كل منهم الإشراف على فصل، بينما تولى الإشراف العام على الكتابة والإخراج روجير الرز، صاحب فيلم «الملك الأسد».

التفكير في تقديم هذا العمل يمثل مغامرة كبرى، لأن الكتاب يحمل مفاهيم وعبارات شعرية فلسفية ليس كالروايات التقليدية أو الكتب، وهذا ما يجعل تحويله إلى فيلم روائى طويل عملية مرهقة وتحدياً كبيراً على صناعه، حتى في التنفيذ، والذى استغرق ما يقرب من 4 سنوات من العمل مقسم على تسعة مخرجين.

يستعرض الفيلم فصول كتاب جبران بسهولة ويسر تتناسب مع الأطفال والكبار من خلال الفتاة الصماء الصغيرة «الميترا»، التي تلتقى بمصطفى السجين السياسى والمعزول في جزيرة متخيلة في نفس اليوم الذي يحصل فيه على حريته بعد سجن دام 7 سنوات، وتقرر الميترا أن ترافق مصطفى في رحلته للوصول إلى موطنه دون أن يراها أحد، وذلك بعد أن بهرها بفلسفته ودخل عالمها وحولها تماماً بحديث عن الروح وحريتها، وقال لها إن السجن هو سجن للجسد وليس للروح الذي يجب أن تكون منطلقة، ويجب ألا تكون سجينة تحت رحمة أي شخص أو أي نظام، وأنها خلقت كى تتحرر وتعيش منطلقة، كلمات مصطفى جعلت من الميترا شخصاً آخر، وقررت أن تعصى والدتها «كاميلا» سلمى حايك وتتكشف معه مفاهيم أخرى للحياة في إطار درامى.

وعندما قررت كاميلا أن تفرض أسلوبها وطريقتها على ابنتها قال لها مصطفى «أولادكم ليسوا أولادا لكم. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكا لكم»، وهذه هي فلسفة جبران في العلاقة مع الأبناء فإنه لا يفضل أن يكونوا مثلكم دعهم يختارون الحياة كما يشاؤون وفق رؤيتهم وتصورهم ولا تفرضون آراءكم عليكم.

كان الفيلم عبارة عن رحلة للنبى مصطفى الذي يقدم أفكاره للناس أثناء خروجه من إقامته الجبرية حتى الوصول إلى موطنه، ولكن حاكم المدينة يرى أن كلماته أصبحت خطراً على الناس وهدفها ليس إلا الخروج على الحاكم، فيقرر أن يقتله ويعدم كل رسوماته وكلماته ليقدم لنا آخر تجلياته عن الموت

الفيلم يغوص بالمشاهد في أعماق الحياة، ويكشف له عن فلسفة أكثر تسامحا ووجها آخر للحياة، التي أصبحت أكثر صراعا وقبحا، وقد استخدم المخرجين في الفيلم تقنيات جديدة في التعامل مع الرسوم المتحركة متمثلة في التجليات الروحانية التي يستعرضها الفيلم، وكما أن موسيقى الفيلم والتى قدمها الموسيقار اللبنانى الأصل جابريل ياريد أبحرت بالمشاهد داخل عالم الفيلم.

وقد قدم دور البطولة في شخصية النبى مصطفى النجم ليام نيسون، بينما قدمت سلمى حايك دور «كاميلا»، بالإضافة إلى أدوار أخرى لكل من جون كراسينسكى وفرانك لانجيلا وألفريد مولينا وجون رايس ديفى.

وقالت سلمى حايك منتجة وبطلة الفيلم في مؤتمر صحفى بالمهرجان «إن جماليته لا حدود لها، وإنـه يقدم درساً مفصلاً وسهلاً لكتاب «النبى» الأكثر شهرة في العالم والذى صدر في عام 1923، وترجم إلى أكثر من خمسين لغة حول العالم وحقق نجاحاً كبيراً، موضحة أن الفيلم يعرض شقا فنيا مهما، ويتمثل في «النثر» عن طريق «الأنيميشن»، قائلة هذه هي النهضة الحقيقية. وأضافت :«أنا لبنانية وفخورة بأنى امرأة تنتمى إلى البلدان العربية وحين تيسرت لى القدرة على إنتاج الفيلم، كانت مناسبة لأوجه رسالة حب إلى جزء من الإرث الذي أحمله».

وأهدت الممثلة الفيلم إلى جدها وإلى ابنتها قائلة «فقدت والدى للأسف وأنا في السادسة فقط، لكنى لطالما رأيت الكتاب الصغير بجانب سريره وأتذكر غلافه بشكل واضح تماما على الرغم من صغر سنى».

وتابعت: «لم يربطنى أي شىء بالفلسفة وقتها، لكنى وبعد سنوات حين بلغت الثامنة عشرة ربما، بحثت عن الكتاب وأصبح مثل جدى، يعلمنى الكثير عن الحياة».

وشددت سلمى على أن اللبنانى جبران بالرغم من أنه مسيحى لكنه لم يقم بالتبشير بالمسيحية، وكان يركز على أن تكون أعماله بعيدة تمام البعد عن الشق الدينى والسياسى، وركز على جوهر الإنسانية بشكل عام، ومن النجاح أن تستطيع جلب الثقافات المختلفة معا، وإعطاء الأطفال القصة التي ستكون بمثابة مفاجأة لهم، وتظهر لهم مكانا مختلفا غير الذي اعتادوا على مشاهدته والتعرف على عقلية فنان مختلف.

وواصلت: «نحن في حاجة إلى التذكير بأننا جميعا بشر ونشترك في قيم موحدة، نحب أطفالنا، ولدينا علاقات مع الطبيعة نعشق ونتزوج». المعروف أن الفيلم عرض لأول مرة عالميا في مهرجان تورنتو، بينما عرضت مقاطع منه في مهرجان كان السينمائى ويمثل عرضه في مهرجان أجيال الآن العرض الأول في العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط، كما أن حايك سبق أن قدمت أعمالا مأخوذة من أعمال أدبية عربية مثل «بداية ونهاية» و«زقاق المدق» للأديب العالمى نجيب محفوظ .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية