x

خلاف بين «الوفد» و«التيار الشعبى» حول المحاكمات الشعبية لـ «مبارك»

الأحد 07-12-2014 23:09 | كتب: عادل الدرجلي, خالد الشامي |
المستشار مصطفى الطويل المستشار مصطفى الطويل تصوير : اخبار

تباينت آراء رموز سياسية باختلاف توجهاتها الحزبية على مطالب البعض بإجراء محاكمة شعبية أو استثنائية لرئيس الجمهورية الأسبق حسنى مبارك، ونجليه ومعاونيه، بعد حكم محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى، والتى قضت ببراءة الرئيس الأسبق، محمد حسنى مبارك، فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل وعدم جواز إقامة الدعوى القضائية فى اتهامه بقتل المتظاهرين، وبراءته هو ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم فى تلقى عطايا عبارة عن 5 فيلات، كما قضت ببراءة وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادل، ومساعديه الـ6.

«المصرى اليوم» حاولت استطلاع رأى قيادات سياسية وحزبية حول هذه المطالب، وكان رأى المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد «الليبرالي»، أنه لا يوجد شىء اسمه محاكمات شعبية فى الدساتير والقوانين العالمية، وأن المطالبة بها تهدف إلى إثارة الشارع وتقليب الشعب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن أن المطالبة بمحاكمات شعبية تلعب فيها أياد خارجية وقوى ترفض الاستقرار فى مصر وتسعى لزعزعة الوضع الداخلى وإثارة الفوضى، مؤكدا أن عزل مبارك من الحكم فى ثورة 25 يناير يسمى فى الأعراف الدولية حكما شعبيا.

وفيما يرى السفير معصوم مرزوق، «الناصرى»، وأحد مؤسسى التيار الشعبى، أن المحاكمات الشعبية ترد الاعتبار لشهداء ومصابى الثورة بعد الصدمة التى تعرض لها الشعب إزاء حكم بالبراءة وكأنها مكافأة لجرائمه، لذلك لابد من محاكمته على الجرائم السياسية والاقتصادية والأمنية وجرائم القتل، وإذا ما أصدر الشعب حكمه فسيكون نافذا على السلطة القضائية باعتباره مصدر السلطات.

المستشار مصطفى الطويل «الوفد»: من يطالب بها يسعى لإثارة الشعب
المستشار مصطفى الطويل

■ كيف ترى المطالب بمحاكمة الرئيس الأسبق «مبارك» شعبياً؟

- لا يوجد شىء اسمه محاكمات شعبية، ولم تحدث فى أى دولة فى العالم سوى فرنسا وقت الثورة الفرنسية، ولم تكن محاكمات بالمعنى المعروف، وإنما كانت قرارات سبق إعدادها وتم إعلانها فى شكل محاكمات شعبية وتم تنفيذها فى نفس الوقت أيضا.

■ ما الهدف من هذه المطالب الآن؟

- فى تقديرى تهدف هذه المطالب إلى إثارة الشارع وتقليب الشعب باختلاف فئاته وتنوعه بعضهم على بعض، سواء كانوا أعضاء نظام مبارك والمنتمين إليه من جانب أو شباب الثورة من جانب، وأعضاء التيارات الدينية من جانب، فإذا كانت هذه الطلبات جدية فيجب المطالبة بشىء آخر يخالف المحاكمات الشعبية.

■ ما هو هذا الشىء؟

- يجب أن تتم المطالبة بمحاكمات سياسية وليست شعبية، وهو ما حدث عقب ثورة 1952 والتى تم فيها الحكم على أغلب السياسيين ورموز نظام الملك، وهذا الأمر يقتضى إصدار قانون يحدد ماهية الجرائم السياسية والعقوبات وتشكيل المحاكم التى ستنظر تطبيق هذا القانون.

■ فى حديث حضرتك ذكرت أن الهدف من المطالب بمحاكمات شعبية هو إثارة الشارع وتقليب الشعب.. فهل ترى أن هناك مؤامرة فى ذلك؟المزيد

السفير معصوم مرزوق «التيار الشعبى»: ترد الاعتبار للشهداء والمصابين
السفير معصوم مرزوق

■ ما هدف المحاكمة الشعبية لمبارك ونظامه؟

- لقد مثلت أحكام البراءة الأخيرة، التى حصل عليها مبارك وكبار معاونيه، صدمة حقيقية لغالبية الشعب المصرى والقوى السياسية التى كانت فى مقدمة ثوار 25 يناير، كما مثلت شعورا بالحزن لأرواح الشهداء والمصابين، ومن المخزى أن نرى مبارك بعد سنوات من إسقاطه يسخر كعادته ويظهر مبتسما مع الوجوه القديمة المفسدة والفاسدة، وكأنها نالت حكما بالبراءة ومكافأة على ما قدمته من جرائم، لذا كان من الضرورى إجراء محاكمة شعبية لمحاكمة هذا النظام فى ظل رفض قوانين العدالة الانتقالية، ولم تكن هناك إدانة للنظام، ومن العار على المصريين أن تمر جرائم النظام دون وجود أحكام تدين تلك الفترة، ولم يعتذر أحد من النظام على أى جريمة، نظرا لثقته الكبيرة فى تلاميذه الذى يوفرون الحماية له.

■ على أى أساس تتم المحاكمة؟

- هناك قائمة اتهامات تتضمن المفاسد السياسية والاقتصادية والأمنية وتقزيم دور مصر والشعور بالضآلة لدى المواطن المصرى، فضلا عن انتهاكات حرماته والتجاوزات فى حق المصريين والأمراض التى لحقت بالملايين والفقر الذى ضرب قرابة نصف السكان والعشوائيات وإسكان الإيواء والمقابر وضحايا العبارة وقطار الصعيد وتجريف الأراضى الزراعية وهروب المفسدين والسرقة الممنهجة لأراضى الدولة وبيع القطاع العام بأبخس الأسعار، وحالات الوفيات بسبب الهجرة غيرة الشرعية من أجل البحث عن الرزق، كما تتضمن المحاكمة جرائم التدهور الثقافى والتعليمى من خلال الوثائق والمستندات بعدما حاولت الدولة العميقة سحب ثورة 25 يناير تجاه المحاكمات أمام القضاء، وبعدما قامت أيضا بتفويت الفرصة للكشف عن مخزن الفساد على أيدى حفنة «عفنة» من أركان نظام مبارك.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية