يحلم كل عشاق القلعة الحمراء، النادي الأهلي المصري، باقتناص اللقب القاري العشرين، على حساب فريق سيوي سبورت الإيفواري، والذي يواجهه السبت، في إياب نهائي بطولة الكونفيدرالية الأفريقية، والتي لم يسبق للأهلي، أو أي فريق مصري آخر الفوز بها .
وعبر سنوات طويلة جدًا، تكاد تقترب من 40 عامًا – تحديدًا 38 سنة – منذ خطا الأهلي أولي خطواته داخل الأدغال الأفريقية، عام 1976، كان للفريق الأحمر صولات وجولات في الفوز بالبطولات، منحته لقب «نادي القرن»، في القارة السمراء، حصد خلالها 18 بطولة أفريقية، بالإضافة إلى لقب واحد في بطولة الآفرو-آسيوية، ليتصدر الأهلي قائمة الأندية الأكثر تتويجًا بالبطولات القارية في العالم بأسره.
البداية لم تكن داخل مصر، بل كانت هناك، في بلد المليون ونصف المليون شهيد – الجزائر –، ولم تكن أبدًا بداية مثالية، حيث خسر الأهلي بثلاثية نظيفة أمام فريق المولودية الجزائري، في ذهاب الدور الثاني من بطولة أبطال الدوري – حسب مسماها القديم وقتها قبل التحول إلى دوري الأبطال –، ولم يشفع للبطل المصري الفوز في القاهرة بهدف محمود الخطيب من ركلة جزاء، ليغادر الأهلي البطولة مبكرًا .
احتاج الأهلي فقط إلى 6 سنوات، لكي يفوز بأولي بطولاته الأفريقية في عام 1982، وهي أبطال الدوري، بعد مواجهة نارية في نهائي تلك البطولة، مع واحد من أقوي الفرق السمراء وقتها، وهو أشانتي كوتوكو الغاني، ونجح الأهلي بقيادة الأسطورة، محمود الخطيب، في الفوز على أبناء قبيلة الأشانتي بثلاثية نظيفة في القاهرة، بهدفين للخطيب وهدف لعلاء ميهوب، قبل أن يعود «بيبو»، للتسجيل مجددًا في غانا، ليتعادل الفريقان بهدف لكل منهما، ويضع الأهلي أول نجمة فوق قميصه الأحمر الشهير .
وبعد تجربة غير مكتملة عام 1983 في نفس البطولة، رغم وصوله إلى المباراة النهائية أيضا فيها، بسبب نجاح كوتوكو في الثأر منه وخطف اللقب، تحول الأهلي إلى بطولة أبطال الكؤوس عام 1984، ليفوز باللقب في أول مشاركة له، ولم يكن الامر سهلًا، عندما اصطدم بكانون ياوندي الكاميروني في النهائي، فاز عليه بصعوبة في القاهرة بهدف مجدي عبدالغني، قبل أن يخسر بنفس النتيجة والصعوبة في الكاميرون، ثم يحصد اللقب عن طريق ركلات الترجيح «4/2»، والطريف أن صاحب هدف الفوز في القاهرة، مجدي عبدالغني، أهدر ركلته .
ولعامين متتاليين، 1985 و1986، ينجح الأهلي في الاحتفاظ بكأس تلك البطولة، ليحصد ثلاثة ألقاب متتالية فيها، وتغلب على ليفنتيس يونايتد النيجيري في 1985، ذهابًا بهدفين لـ«عبدالغني» وزكريا ناصف، وخسر في العودة بهدف واحد، ثم واجه سوجارا الجابوني في 1986، ليفوز عليه ذهابا أيضا بثلاثية نظيفة «أحرز طاهر أبوزيد هدفين وعبدالغني هدفًا»، قبل أن يخسر بهدفين فقط في العودة .
ثم حقق الأهلي لقبه الثاني في بطولة أبطال الدوري عام 1987، وهو نفس العام الذي أحرز فيها لقب بطولة الآفرو-آسيوية، ونجح الأهلي في التغلب على الهلال السوداني، بهدفين نظيفين، في القاهرة لأيمن شوقي، وأحرز جمال تعالب في مرماه، بعدما تعادل الفريقان ذهابا بدون أهداف، وكان الأهلي قد أقصي في طريقه للقب، فريق كوتوكو الرهيب بالفوز عليه 2/0 والخسارة 1/0 في الدور قبل النهائي من تلك البطولة، ليسجل الأهلي رقمًا فريدًا من نوعه، وهو الفوز بأربع بطولات أفريقية متتالية «3 في بطولة الكأس وواحدة في الدوري» .
وبعد 6 سنوات غابت فيها شمس بطولات الأهلي الأفريقية، فاز نادي القرن بلقب بطولة أبطال الكؤوس، عام 1993 على حساب أفريكا سبورت الإيفواري، بعدما تعادلا ذهابًا في كوت ديفوار 1/1، وفاز الأهلي في القاهرة بهدف لعادل عبدالرحمن، منح الفريق كأس البطولة، قبل أن يخسر بطولة كأس السوبر الأفريقية، أمام مواطنه الزمالك بهدف نظيف .
8 سنوات مرت بعد ذلك، ما بين تجارب غير ناجحة للأهلي في أفريقيا، وبين إنسحابه من المشاركة فيها بدءًا من عام 1994، حتي نجح البرتغالي مانويل جوزيه، في وضع الأهلي على الخريطة الأفريقية مجددًا، بالفوز بلقب بطولة دوري الأبطال عام 2001، على حساب صن داونز الجنوب أفريقي، بالتعادل معه ذهابا 1/1 قبل الفوز عليه بالقاهرة بثلاثية نظيفة، سجلها كلها خالد بيبو، الذي واصل تألقه وساهم في منح الأهلي أول ألقابه في بطولة السوبر الأفريقي على حساب كايزر تشيفز الجنوب أفريقي أيضًا بنتيجة 4/1.
2005 و2006، كانتا علامتين بارزتين في تاريخ الأهلي الأفريقي، بعدما نجح في الفوز ببطولتي دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين ومعهما لقبي كأس السوبر، النجم الساحلي «0/0 و3/0»، والصفاقسي «1/1 و1/0»، كانا ضحيتي الأهلي في دوري الأبطال، بعد تألق هائل لنجمه المعتزل، محمد أبوتريكة، والذي سجل 3 أهداف في نهائي البطولتين، ثم التغلب بركلات الترجيح على كل من الجيش الملكي المغربي، والنجم الساحلي التونسي، مرة أخرى، في بطولتي كأس السوبر، على الترتيب.
بعد عامين، في 2008، عاد الأهلي ليحقق لقبه السادس على مستوي بطولة دوري الأبطال، بعدما فاز على القطن الكاميروني، ذهابًا في القاهرة، بهدفين نظيفين لمدير الكرة الحالي ومدافعه الفذ، وائل جمعة، وصاحب الرأس الذهبية، الانجولي أمادو فلافيو، قبل أن يتعادل في الإياب 2/2، وأضاف لقب السوبر أيضًا بالفوز 2/1، على الصفاقسي التونسي، وسجل الهدفين «فلافيو» .
ومؤخرًا نجح الأهلي في تحقيق معجزة، بالفوز ببطولتي دوري أبطال أفريقيا عامي 2012 و213 وسط توقف كامل للنشاط الرياضي في مصر عقب مذبحة ملعب بورسعيد في الدوري المصري، ووسط تقلبات سياسية ومشاكل جماهيرية يدرك أبعادها الجميع، ونجح الأهلي في قنص اللقب الأول على حساب الترجي التونسي، رغم تعادلهما ذهابًا في مصر 1/1، ليعود الأهلي بالبطولة من تونس بالفوز 2/1، في بطولة كان نجمها الأول لاعبه السابق، السيد حمدي، الذي سجل هدف التعادل في لقاء الذهاب، وصنع الهدف الأول في مواجهة تونس، قبل أن يضيف وليد سليمان الهدف الثاني، وكان ليوبار الكونغولي هو طريق الأهلي لبطولة السوبر، بهدفي رامي ربيعه ومحمد بركات .
ثم سجل «أبوتريكة» مجددًا في مباراتي نهائي بطولة 2013، حيث أحرز هدفًا تعادل به الأهلي في لقاء الذهاب، قبل أن يفتتح مباراة العودة بهدف آخر، وأضاف إليه زميله أحمد عبدالظاهر الهدف الثاني، ليفوز الأهلي بالبطولة الثامنة في تاريخه، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا له في تلك المسابقة، وبعدها فاز الأهلي بلقبه السادس في بطولة كأس السوبر على حساب الصفاقسي التونسي، 3/2، بهدفي عمرو جمال ومحمد ناجي «جدو» .
والكل في انتظار نهاية مباراة السبت لمعرفة إجابة هذا السؤال.. هل ينجح الأهلي في التغلب على كل الصعوبات والغيابات والإصابات التي تطارده منذ بداية هذا الموسم الأفريقي، ويقتنص لقبه القاري رقم عشرين ؟