خسر المنتخب المصري للمرة الثانية في تصفيات كأس أفريقيا أمام تونس بهدف نظيف، وأصبحت حظوظه أقل في الصعود إلى أمم أفريقيا 2015، واقترب من الغياب للمرة الثالثة على التوالي عن البطولة.
وتأتي تلك الخسارة أمام تونس بعد الخسارة الأولى أمام السنغال، والعامل المشترك بينهما الأخطاء المتكررة سواء من المدرب شوقي غريب أو اللاعبين.
*غزال وأوكا ثغرتان متحركتان:
التشكيل منذ البداية أمام تونس كان خاطئًا بتواجد الثنائي علي غزال وأحمد سعيد أوكا، رغم أن قلب الدفاع ليس مركز غزال الأساسي وعدم التفاهم بينه وبين أوكا، وهو ما ظهر بوضوح خلال المباراة الماضية أمام السنغال.
لكن غريب قرر الاعتماد عليهم مرة أخرى، فتكررت الأخطاء وأصبح اختراق الدفاع المصري من العمق أمرًا سهلًا يسيرًا على المنافس.
*غالي مرة أخرى وعبد ربه المنقذ:
وفي خط الوسط بدأ غريب بحسام غالي رغم أنه كان أسوء لاعب أمام السنغال وأكثرهم فقدان للكرة والتمريرات الخاطئة، وهو ما واصل عليه غالي في مباراة تونس، قبل أن يتدارك الموقف قبل نهاية الشوط الأول ويدفع بحسني عبد ربه بديلا لغالي التائه.
ومع نزول عبد ربه تحول الأداء بشكل كبير وأصبح المنتخب قادر على السيطرة على خط الوسط وتنظيم هجمات على مرمى المنافس بقيادة عبد ربه، الذي كان قائدا حقيقيا للمنتخب الوطني على أرضية الملعب، فهو من يوجه ويأمر زملائه وهو من ينقل الكرة من الخلف للأمام وهو من يسدد على المرمى.
*خالد قمر لماذا؟
أضاع خالد قمر العديد من الفرص أمام كينيا في المباراة الودية، التي استعدت بها مصر لمواجهة السنغال.
وواصل قمر مسلسل إهدار الفرص والابتعاد عن مستواه أكثر وأكثر، ولم يكن مفيدًا للمنتخب على أرضية الملعب، لكن ذلك لم يجعل غريب يفكر في التخلي عنه في التشكيل الأساسي.
وواصل غريب الاعتماد على قمر أمام تونس، رغم تواجد كوكا أحد هدافي الدوري البرتغالي على دكة البدلاء، وواصل قمر خذلان الجماهير بمستواه الهابط وإضاعته للفرص السهلة التي دائما ما نندم عليها في النهاية.
*صلاح صانع ألعاب!
يعتبر صلاح هو النقطة التي تصب عندها كرات المنتخب مع كل هجمة بحكم أنه نجم الفريق الأول والمحترف في تشيلسي ويلعب كجناح أو كمهاجم ثاني في العادي، ولكن اليوم قرر شوقي غريب أن يظهر قدراته التدريبية ويلعب بصلاح كصانع ألعاب في مركز يظهر به لأول مرة.
ورغم محاولات صلاح التأقلم مع مركزه الجديد والتحرك إلا أن المنتخب أفتقد لنصف قوة نجمه الأول بسبب محاولة مدرب الفريق في «التجويد».
*البنزين خلص:
تألق محمد عبد الشافي وحازم إمام ظهيري الجنب طوال الشوط الأول، وظهرت الروح والرغبة واضحة على الثنائي فصالا وجالا في الملعب ولكن مع انطلاقة الشوط الثاني بدأ تأثير الثنائي يقل تدريجيا حتى وصل إلى مرحلة الاختفاء في منتصف الشوط الثاني.
ولا يمكن لوم الجهاز الفني للمنتخب على ذلك، فلياقة اللاعب المصري تأثرت كثيرا بالإيقافات الطويلة والضغط الشديد للمباريات مع العودة للعب، ثم التوقف الطويل مرة أخرى، وهو ما يجعل أي نظام لياقة يضعه أي مدرب أحمال غير صالح للاستخدام.
*Miss Bass
فقد المنتخب الكرة في خط الوسط كثيرا ولكن معظم الكرات المفقودة لم تكن بسبب تدخلات لاعبي تونس فالثلاثي النني، غالي قبل خروجه وأحمد فتحي إضافة إلى علي غزال تكفلوا في إعطاء الكرة للمنافس بدون مجهود يذكر.
وسيطر للمباراة الثانية على التوالي التعجل وعدم التأني في إرسال التمريرات بشكل صحيح في خط الوسط، وبدلا من الحديث حول إمكانية التغير التكتيكي والفني للمنتخب سيكون علينا أولا التحدث حول تعليم اللاعبين أحد أساسيات كرة القدم الاستلام والتسلم مع التمرير بشكل صحيح.