«كراسي متحركة مهجورة، عنابر وزنازين مبطنة، حقن صدئة» جزء بسيط من مشاهد تقشعر لها الأبدان لصور التقطت من داخل مصحات مرضى الأمراض العقلية والنفسية المهجورة منذ زمن طويل في بريطانيا وتركت لتتعفن، وهذه المشاهد وإن دلت على شيء تدل على أن الإهمال موجود في كل مكان بالعالم، لكن الفرق هو أن الدول المتقدمة التي تحترم شعوبها وآدميتها لا تتوان عن كشف هذه المشكلات مهما طال الزمن، لإصلاح ما يمكن إصلاحه، والنهوض بالمنظمة الصحية التي تعد على رأس أوليوات الحكومات الغربية.
قضى المصور البريطاني، مارك ديفيس، أكثر من 6 سنوات يتجول بين أكثر من 17 مستشفى للأمراض العقلية في بريطانيا، ليوثق الحياة البائسة التي عانى منها مرضى الجنون العقلي أثناء وجودهم في تلك المستشفيات التي كان يغلب عليها البؤس والكآبة والشقاء.
ووفقا لموقع «مترو» البريطاني، لم يراع من كان قائم على هذه المستشفيات على أهمية الحفاظ على الحالة النفسية لهؤلاء المرضى الذين لا يملكون من أمر أنفسهم شىء سوى الجلوس في مثل هذا المكان الكئيب يراقبون حياتهم وهي تنتهي بالتدريج بسبب سوء المعاملة.
وكان الهدف الأساسي وراء تصوير «مارك» شكل هذه المستشفيات هو التنديد بما عاشوا هؤلاء المرضى، وعرض كل هذه الحقائق في كتاب جديد بعنوان «اللجوء» سيكون متاحا في الأسواق قريبا، ليكشف للعالم مدى الإهمال الذي يرتكبه القائمون على هذه المستشفيات في حق المرضى الموجودين في هذه المستشفى كأمانة في أيديهم.
واستطاع «مارك»، بحسب الموقع، أن يكشف، من خلال تعمقه في حياة المرضى، أن لم يكن كل المرضى يعانون من أمراض عقلية، لكنهم كانوا يعانون من أمراض نفسية فقط لكنها تحولت لأمراض عقلية بسبب سوء المعاملة والإهمال في معالجة وتحديد حالات كل مريض.
وأوضح الموقع أن «مارك» تمكن من خلال عمله الرائع أن يلفت انتباه الحكومة لكل المصحات العقلية البريطانية حتى تنظر بعين الاعتبار لهؤلاء المرضى والاهتمام بحالتهم الصحية والنفسية.