امرأة بريطانية في منتصف العمر، وأم لطفلين، مغنية وعازفة جيتار سابقة بإحدى فرق موسيقى «الروك» الشهيرة، قررت فجأة ترك صغارها وبلدها لتنضم إلى تنظيم «داعش»، تكون وظيفتها قطع رؤوس المسيحيين بسيفها الحاد، بعد أن هربت إلى سوريا وتزوجت من بريطاني منضم للتنظيم.
سالي جونز أو سكينة حسين كما تسمي نفسها حاليا، تحدثت عنها وسائل الإعلام العالمية، في محاولة لمعرفة أسباب التحول المفاجئ في حياتها، بعد ظهورها في مقطع فيديو، منذ أيام، على مواقع الإنترنت، متحدثة فيه بعدائية شديدة ضد المسيحيين، وتوعدتهم بالذبح بالسيوف.
ونشرت «جونز» على حسابها الشخصي على موقع «تويتر»، صورة لها وهي تحمل سلاح آلي وتشير بعلامة النصر، مشيرة إلى كرهها الشديد للمسيحيين ولليهود، وأشادت بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق.
و«جونز» البالغة من العمر 45 عاما، وأم لطفلين، بحسب موقع «ديلي ميل» البريطاني، كانت من نجوم موسيقى «الروك» قبل أن تعتنق الإسلام بشكل مفاجئ، وتنهي علاقتها بفرق «الروك»، لتتعرف على زوجها الجهادي، جنيد حسين، وترتبط معه بعلاقة حب شهدتها صفحات المحادثة الإلكترونية، ليتفق الزوجان اللذان اعتنقا الإسلام قريبًا على أن يسافر كل منهما على حدة إلى سوريا للانضمام لصفوف «داعش»، تاركة أبناءها خلفها في بريطانيا.
واتخذت مغنية «الروك» لنفسها اسم سكينة حسين، بعد تخليها عن ابنيها وعن منزلها في مقاطعة شاثام البريطانية، لتقيم في الرقة عاصمة تنظيم «داعش» في سوريا والمعقل الرئيسي له، وشرعت في التشبه بنساء «داعش» كلياً في شتى مظاهر حياتهم وفي أفكارهم وطريقة لباسهم، وارتدت النقاب.
وواصلت «جونز» حملاتها الترويج للإرهاب على الإنترنت، مشيدة بأسامة بن لادن وهجمات 11 سبتمبر، معربة عن كرهها لليهود، بالإضافة لنشرها نظريات وتحليلات خاصة كنظرية المؤامرة، ولم يكن سكينة حسين هو الاسم الأوحد لها، إذ اتخذت لنفسها ألقاباً أخرى مثل «سكيا»، و«كاتجيل»، وغيرها.
ونشرت «جونز» على حسابها على «تويتر» بعض التدوينات التي تقول إن الدين الوحيد المعترف به هو الإسلام، كما أكدت على ضرورة أن يتم محاربة من يعتنقون أي ديانة أخرى حتى تتم إبادتهم.
وفي تدوينة أخرى قالت: «يجب أن يتم ذبح كل المسيحيين بسكينة حادة كما يتم تعليق رقابهم على سور مدينة الرقة»، مضيفة: «تعالوا إلى هنا لتروا ما سنفعله بكم».
ومن غير المعروف ما حدث لأبناء «جونز» الذين تتراوح أعمارهم بين حوالي 10 و14 عاما، منذ سفرها، ووصفتهم «جونز» في صور نشرتها في 2010 معلقة عليها بعبارة «حب حياتي».
وأثارت تصرفات مغنية «الروك» البريطانية السابقة حفيظة عائلتها وأصدقائها، وقال شقيقها باتريك، 52 عامًا، ويعمل في التجارة ويمتلك شركة خاصة في بريطانيا: «أنا وجميع أفراد العائلة مصدومون من تحول سالي، تركت أبناءها واعتنقت الإسلام الراديكالي وانضمت للمقاتلين في سوريا».
وذكر الموقع أن الصحفيين حرصوا على تجميع بعض الصور الشخصية لـ«جونز» من على «تويتر»، وعند سؤال الجيران عنها أكدوا جميعهم أن هذه الصور لجارتهم السابقة «جونز».
وقالت الصحيفة إن بعض الجيران وصفوا «جونز» بأنها شخصية مجنونة، كما اتهمها البعض بممارسة السحر الأسود، واكتفى البعض الآخر بوصفها بأنها أم مكافحة لولدين صغيرين.
وعبرت إحدى جارتها في منزلها السابق، عن عشوائية تصرفات «جونز»، وقالت: «إنها لم تستغرب قط ذلك التحول خاصة وأن أعمالها ومشاعرها كانت دوماً متطرفة، وأخيراً بدأت تتحدث عن الأرواح ومعتقدات غريبة».
ووجد الصحفيون لدى «جونز» مقطع فيديو يصورها وهي تغني في إحدى الحفلات مع فريقها الغنائي، وكانت تلبس تنورة سوداء قصيرة.
وبعد محاولات من بعض الصحفيين البريطانيين بالتواصل مع «جونز»، رفضت التحدث وهددت بقطع رؤوس المسيحيين.
وكشف «ديلي ميل» عن بعض المعلومات الخاصة بزوجها جنيد حسين، أحد مقاتلي «داعش»، بريطاني الجنسية، يبلغ من العمر 20 عاما، سافرت له «جونز» في نهاية 2013 بعد أن جمعتهما قصة حب على الإنترنت، ظهر في مقاطع فيديو يلقي تهديدات للغرب والمسيحيين تقشعر لها الأبدان.
و«حسين»، وفقا للموقع، كان يعمل «هاكر» ويعتبر من أشهر قراصنة الانترنت في بريطانيا، وحكم عليه بالحبس لمدة 6 أشهر في 2012، بتهمة سرقة معلومات استخباراتية وأمنية حساسة من مساعدي رئيس وزراء بريطانيا السابق، توني بلير، ومزج الخط الساخن لمكافحة الإرهاب الذي تستخدمه الحكومة بمكالمات ساخرة.
وسافر «حسين» إلى سوريا مع صديقه عبدالماجد عبدالباري، البالغ من العمر 24 عاما، مغني راب سابق يُطلق عليه «إرهابي الهيب هوب»، وانضما معًا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهما أبرز المشتبه بهم في قتل الصحفي الأمريكي، جيمس فولي.