x

لماذ يهرب المعلن؟

الأربعاء 03-09-2014 19:54 | كتب: محمد طه |
تصوير : other

ضجيج بلا طحن.. وصف يليق بالمبنى العريق، حسب كلام طارق نور، صاحب قناة «القاهرة والناس»، أحد أقطاب الإعلان في مصر، يرى «نور» أن التليفزيون في مرحلة صعبة، ويقول: هجرته الإعلانات ومن ثم المشاهد، ولا يجد أحدا يحاول أن يعود به إلى سابق عهده.

«نور» أكد أن المحتوى في أي وسيلة إعلامية وجودته وطريقة عرضه هي التي تجذب المشاهد، وحدد المشكلة في التليفزيون المصرى في: كثرة القنوات التي لا تقدم خدمة جيدة ومختلفة والتى لا تنافس باقى القنوات الموجودة على الساحة المصرية.

وأضاف: رسالة التليفزيون الإعلامية مكبلة بالقيود والروتين، فضلا عن عدد العمالة الكبير الذي يقترب من 44 ألف موظف تلتهم رواتبهم أي ميزانية مخصصة للتليفزيون على قلتها، ما يدفع موظفى ماسبيرو وفنانيه- مخرجين ومذيعين وعمالة- إلى هجرته لصالح الفضائيات الخاصة والعربية.. «نور» أكد أنه إذا وضع المسؤولون عن ماسبيرو خطة عمل حقيقية، فلن يحتاج المبنى بكل قنواته لأكثر من 500 شخص يديرون التليفزيون، لكن هذا يستوجب أولا تحديد وضع المبنى، هل هو تليفزيون تابع للدولة، ويقدم خدمة عامة مثلما يقول مسؤولوه مثل هيئة الإذاعة البريطانية bbc، أم هو تليفزيون تجارى يبحث عن إعلانات، وأعتقد أنها خطيئة أسامة الشيخ، عندما حاول تغيير طبيعة التليفزيون بأن يجمع بين الخدمة والربح، وتجاوز القواعد واللوائح والقوانين وحاول أن يقدم خدمة مختلفة، فتم القبض عليه لأنه تخطى هذه القواعد.

«نور» أشار إلى الحل، وقال: عمرنا ما هندير التليفزيون صح، مهما استقدمنا من أصحاب خبرة للعمل، إلا إذا تحررت كل القيود من عليه، وإذا لم نفعل هذا فلن يستطيع المبنى بوضعه الحالى المنافسة، وإذا لم يستطيعوا التخلص من القيود، فأولى بهم أن يقصروا رسالته على أنه تابع للدولة يقدم خدمة عامة، مثل هيئة الإذاعة البريطانية، وقتها لن يحتاج لكل هذه المصروفات، ولن يحتاج إلى الإعلانات من أساسه.

وهاجم كل من يدعون أن الإعلام المصرى الرسمى قوى، وقال: التليفزيون المصرى غير قادر على منافسة الفضائيات الموجودة على الساحة، لأن الوزراء الذين تعاقبوا على الإعلام في مصر حرروه لكنهم كبلوا الموظفين في المبنى بقوانين وقرارات مختلفة، جعلته غير قادر على المنافسة أمام القنوات الأخرى.

أما الخبير الإعلامى صفوت العالم فقال إن إدارة الإعلانات في التليفزيون المصرى اعتادت أن تعمل كوسيط خبيث، مع وكالات الإعلانات لفضائيات أخرى، وسيط يفيد الفضائيات ولا يفيد التليفزيون، وما زاد الأمر سوءا في التليفزيون هو تحالف أصحاب الوكالات الإعلانية مع الفضائيات ضد مصلحة التليفزيون المصرى، وتم سحب الإعلانات منه، مع وجود مرونة سعرية في أسعار الإعلانات في الفضائيات الخاصة، عكس التليفزيون الذي حدد أسعارا وثبت عليها وهى أعلى من الفضائيات.

وأضاف: إسناد الإعلانات إلى وكالة صوت القاهرة أدى إلى هروب المعلن لأنها غير جيدة في تعاملاتها، كما أن المنتج الذي يقدم غير جيد، وغير قادرين على التميز، وبالتالى يهرب المعلن، كما أن إدارة التسويق في المبنى غير قادرة على تسويق أي شىء، وكان لديهم مباريات الدورى الموسم الماضى، ونتيجة الإعلانات ضعيفة جدا تكاد تكون غير موجودة.

الدكتور عدلى رضا وضع حلا لأزمة التليفزيون، يشرحه: بسيطة جدا، الإعلانات عمرها ما هتروح للتليفزيون إلا إذا قدم منتج جيد، يحترم المشاهد وعقليته، ورغم الصراع الدائر بين القنوات الفضائية على الإعلانات، فإن الإعلان لا يعرف له طريق إلا من خلال العمل الجيد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية