44 ألفا يعملون في مؤسسة واحدة.. الرقم أحد أسباب الاندهاش لما يقدمه التليفزيون من خدمة سيئة، فالتليفزيون بقنواته المتعددة وقطاعاته المختلفة يعمل فيه هذا العدد الضخم، والذى يزيد عن عدد أفراد الجيش في بعض الدول العربية، تلك الحقيقة التي تحولت إلى دعابة يطلقها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى والدهشة تسبقهم، من هذا العدد الذي لم يحقق لمصر طفرة إعلامية، بل ساهم حسب آرائهم في تضليل المصريين كثيرا على مدى سنوات.
الخبير الإعلامى الدكتور صفوت العالم يرى أن هناك وظائف ليس لها أساس أو مسمى في وزارات أخرى، وهناك هياكل إدارية في المبنى لسنا في حاجة إليها، وكانت القرابة عاملا من ضمن تضخم العمالة في المبنى، كما أن لصفوت الشريف ومن بعده أنس الفقى السبب الرئيسى لزيادة العمالة، للتقرب من أعضاء مجلس الشعب، وتحسين صورة الحزب الوطنى، وذلك لاعتبار أن العمل في الإعلام يزيد من رونق وبريق العاملين فيه، وكان هناك إقبال شديد من الناس للعمل في ماسبيرو، وكان الإقبال أكثر على القنوات المتخصصة والإقليمية، وبعد ذلك رحلوا للقنوات الرئيسية في المبنى.
وأضاف العالم، للقرابة دور كبير في زيادة العمالة، ويشهد على ذلك تيترات البرامج، وهناك عائلات تحكم المبنى ومنهم من هو خفى في مناصب إدارية، ومنهم ما هو معلن في أعمال برامجية.
وأشار، إلى أن هناك ساعات عمل وهمية للعاملين كى يحققوا «السقف» في الدخول، أي أن البعض يعمل على وضع أسماء غير مشاركة في العمل من زملائه كى يحققوا سقفهم المالى من الرواتب المتغيرة، كما أن هناك برامج ثابتة في الديكور لمدة 8 سنوات، مثل صباح الخير يا مصر، والعاملون في الديكورات يحصلون على مبالغ مادية عن ديكور ثابت.
وأوضح العالم، هناك تضخم في قطاع الأمن وهو ما يقرب من 10 آلاف شخص لسنا في حاجة إلى كل هذا، كما أن العديد من العاملين في الأمن ووظائف أخرى، من المتقاعدين من رجال الشرطة والجيش، ويحصلون على وظائف ومناصب ومرتبات ضخمة، ولسنا في حاجة لهم، وهذا نتيجة العلاقات والوساطة مع أقاربهم في المبنى، وأعتقد أننا في احتياج من 7 إلى 10 آلاف شخص فقط ليديرون المبنى بشكل كامل.
الدكتور حسن على عميد إعلام المنيا، أكد أن التليفزيون لا يحتاج إلى كل هذه العمالة، ودلل على رأيه: لو تجولنا في المبنى لوجدنا أن معظم المكاتب لا يوجد عليها موظفون، وأغلب العاملين حاصلون على إجازات ويعملون في قنوات خاصة.. وأضاف: خلال السنوات الماضية تجاهل التليفزيون عنصر جودة الاختيار في موظفيه والعمالة المنتسبة له، وهناك عدد كبير من البشر داخل المبنى يعمل فيه دون أن يكونوا مؤهلين لهذا.. حسن أكد أن موظف التليفزيون يجب أن يكون مبدعا، وهذا غير موجود- حسب وصفه- إلا في حالات قليلة جدا، والنتيجة بعد ما كنا روادا أصبحنا تابعين، وتخلف التليفزيون المصرى عن التليفزيونات العربية.
حسن أشار إلى أن كثيرا من العاملين في المبنى لا يجدون عملا يسند إليهم مثل بعض المعدين والمذيعين وكثير من المخرجين، وقال: هناك قنوات لا تقدم جديدا للمشاهد ولا تحترم عقليته، بسبب العمالة غير المؤهلة، فالكل يبحث عن الدرجة الوظيفية والترقيات دون النظر إلى الأفضل في تولى الإدارة، وهذا من الممكن أن نتقبله في جهات عمل أخرى، لكنه يجب ألا يحدث في الإعلام، لأنه يعتمد في الأساس على الإبداع وليس الدرجات الوظيفية.
ووضع حسن، طريقة لحل مشكلة العمالة في التليفزيون: وهى التدريب الجيد للعمالة في شتى المجالات عن طريق متخصصين، والبعد عن غير المتخصصين الذين يتم اللجوء إليهم باعتبار العمل في التليفزيون «سبوبة» حتى لا يستمر الإعلام المصرى في الذيل، ولسنا في حاجة إلى كل هذا الكم من البشر كفاية 5 آلاف.
وحمل الدكتور عدلى رضا المسؤولية كاملة في أزمة عمالة التليفزيون الزائدة إلى صفوت الشريف، وقال: المحطات التي فتحها صفوت الشريف في عيد الإعلاميين كانت السبب في زيادة العمالة بالمبنى، حيث انصب اهتمامه على الكم وليس الكيف، رغم أن الثانى هو الأساس في التليفزيون المصرى، كل هذا نتج عنه وجود منتج غير جيد يقدم للجمهور.
واعتبر الدكتور فاروق أبوزيد أن العاملين في ماسبيرو لا يمثلون عبئا، بل يراهم ميزة شرط أن يتم تدريبهم والاستفادة من قدراتهم.