اتهم عمرو عمارة، منسق ائتلاف شباب التيار الإسلامي، المنشق عن جماعة الإخوان، حزب الوسط بالتحايل على الدولة والادعاء بأنه انسحب من تحالف دعم الرئيس المعزول، محمد مرسى، على غير الحقيقة.
وقال «عمارة» لـ«المصرى اليوم»: «الواضح أن حزب الوسط لم ينسحب من تحالف دعم الرئيس المعزول محمد مرسى، وأنها فقط تمثيلية للتمويه على الدولة والحركات السياسية والثورية فى البلاد، بهدف استقطاب رموز وعناصر وحركات تحت مظلة واحدة لمهاجمة النظام بعيدًا عن الإخوان فى الظاهر، فى الوقت الذى تقوم الجماعة فيه بدعم هذا الائتلاف المزمع عمله من قبل الوسط، وبهذا يكون الإخوان بعيدين عما يمكن أن ينتج عن فوضى وعنف داخل البلاد، جراء اصطدام القوى الثورية بالسلطة، فى الوقت الذى يصبح المستفيد الأول من هذا العمل هم الجماعة فقط».
وأضاف منسق ائتلاف شباب التيار الإسلامي: «الدليل على قولنا هذا أن حزب الوسط أعلن بالفعل انسحابه، لكنه لم يعلن وثيقة أو مبادرة تؤكد انضمامه لخارطة الطريق أو رضاءه عنها، ولم يقدم مبادرة صلح ترضي الشعب والدولة على السواء، إنما ماطل فى بيانه غير الواضح نواياه، مما يؤكد أن هناك نية مبيبتة لشيء غير شرعى».
وتابع: «تحدثت إلى قيادات الوسط الموجودين حاليًا، وقلت لهم إن نواياكم غير واضحة ويجب عليكم أن تقدموا للشعب والسطلة شرحا عن رؤيتكم المستقبلية، وكيف ترغبون فى العمل ومع من سوف تكون تحركاتكم السياسية فى الأيام المقبلة، إلا أنه رفض التعليق ولم يقدم أي إجابات مفيدة على ما واجهته به، مما جعلنى أتخوف من إعلانهم الانسحاب من تحالف دعم مرسى».
وأوضح «عمارة» أنه تشاور مع أعضاء من التيار الاسلامى «الرافض لسياسات الإخوان»، فيما وجد لديهم نفس الهاجس من نوايا حزب الوسط، حسب قوله، والتي تتمثل في رغبة الحزب السيطرة على تحالف جديد يكون مكملًا للمجلس الوطنى، الذى شكله الإخوان فى تركيا وقطر، ولكنه هذه المرة يكون فى داخل الأراضى المصرية، دون علم من المنضمين له.
واستطرد: «لذلك أخذنا على عاتقنا، نحن أعضاء التيار الإسلامى، توضيح الرؤية للدولة، وبالفعل تحدثت إلى شخصية رفيعة المستوى قريبة من الرئاسة، ووعدنى بتحديد موعد للقائه حتى أسلمه تقريرا عن رؤيتنا الخاصة بإعلان الوسط الانفصال عن تحالف المعزول، وأيضًا توقعاتنا لباقى الأحزاب المكونة لتحالف مرسى، وكيفية محاولاتهم عمل جبهة مناهضة للنظام ومؤيدة للإخوان».
وأشار «عمارة» إلى أنهم، كتيار إسلامى منشق رافضون لفكر الإخوان، «نعلم طرق الجماعة وألاعيبها فى التحايل على الأوضاع السياسية ورغبتهم فى ضم أكبر عدد من القوى السياسية والثورية والرموز المصرية وإيهامهم بأن هناك تحالفا مخالفا للإخوان يرغب فى الإصلاح بعيدًا عن فكر الجماعة، حتى تحصد مكاسب على رؤوس الأخرين، بعدما فشلت كل محاولاتهم لضم واستقطاب الشخصيات الوطنية فى الفترة الماضية، بهدف إحداث خلافات وانقسامات داخل البلاد، أملًا فى العودة للحكم مرة آخرى، بعدما رفض الشعب المصرى وجودهما فى سدة الحكم، لذلك هناك محاولات مستميتة من جانب الجماعة وأعوانها لشق الصف المصرى، بطرق وحيل وألاعيب تخيلوا أنها من الممكن أن يبتلعها الكثير، إلا أنهم نسوا أن المصريين أذكى وأحنك من هذه الحيل».
وأضاف: «المجلس الوطنى المزمع تكوينه خارج مصر يرغب فى أن يكون له أعوان فى داخل البلد، وهذا هو الهدف الرئيسى للجماعة حتى تستطيع العودة إلى الفوضى وامتلاك زمام الأمور مرة آخرى، وهذا بالطبع لن يحدث مطلقًا».
وأنهى «عمارة» حديثه قائلًا: «نحن مع المصالحة بشروط أن تكون غير مهدرة لحقوق الوطن والدولة وبعيدة عن المتهمين بالعنف، وأن تكون فى النهاية داعمة لمستقبل مصر وخارطة الطريق».