x

كيف يستخدم الجهاديون الشبكات الاجتماعية لتجنيد الشباب (تقرير)

الجمعة 22-08-2014 18:51 | كتب: دويتشه فيله |
جماعات متطرفة مسلحة جماعات متطرفة مسلحة تصوير : آخرون

تنقل وسائل الإعلام باستمرار قصص شباب وقاصرين غادروا أسرهم بهدف الالتحاق بصفوف الجماعات الجهادية المتطرفة، وتشكل مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أهم الوسائل التي تستخدمها تلك الجماعات لاستقطاب الشباب وتجنيدهم لأعمال العنف.

بالموازاة مع المعارك التي تخوضها الجماعات المتطرفة في عدد من الدول، تدور معارك أخرى على مستوى جبهات شبكة الإنترنت، حيث أصبحت المواقع الاجتماعية تشكل فيها إحدى الوسائل التي تستخدمها تلك الجماعات المتنامية النفوذ من أجل الترويج لخطاباتها واختراق عقول الشباب وبالتالي لاستقطابهم إلى صفوفها.

سابقًا ارتبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بأحداث ما سمي بـ«الربيع العربي»، بسبب الدور الذي لعبته تلك المواقع في حشد الجماهير وخاصة الشباب للثورات التي حدثت في عدد من الدول.. وحاليًا يتم استغلال هذه المواقع أيضا من طرف جماعات متطرفة نشيطة بأمل إبعاد الشباب عن واقعه اليومي واستقطابهم لفكرة الرحيل إلى «أرض الجهاد».

من المساجد إلى المواقع الاجتماعية

هناك صور وفيديوهات وأخبار لا متناهية وبمحتويات قاسية تلقى لدى عدد من الشباب كثيرًا من الإعجاب والتعليقات المؤيدة، فـ«المجاهدون» ينشرون مقاطع ومشاهد عن تنفيذ عملياتهم «البطولية» ويدعون الشباب فيها إلى الهجرة من أجل الجهاد.

الصحفي المغربي الخبير في مجال التواصل والإعلام، محمد أحمد عدة، يعبر عن اعتقاده أن تلك الجماعات وجدت في المواقع الاجتماعية مجالا خصبًا لنقل صورها ورسائلها، لأن مراقبة تلك المواقع، على عكس الوسائل التقليدية، أمر صعب، كما لا يمكن ضبطها بسبب انتشارها الواسع.

ويوضح الخبيرمحمد عدة لـ«DW /عربية» أن «الوسائل التقليدية التي كانت تستعمل في الماضي لاختراق أفكار الشباب لم تعد متاحة اليوم، ولم يعد ممكن القيام بذلك في الخفاء، في السابق كانت تلك الجماعات تستغل التجمعات والمساجد والولائم وغطاء الجمعيات لنشر خطاباتها واختراق أفكار الناس، غير أنه مع تزايد الرقابة عليها وانتباهها للإمكانيات الكبيرة التي تتيحها تلك المواقع فقد أصبحت تعتمد عليها الآن بشكل كبير».

الجماعت المتطرفة أصبحت تعتمد كثيرا على المواقع الاجتماعية لنشر أفكارها.

من جانبه، اعتبر حسن أبو هنية، الخبير الأردني في قضايا الإرهاب، أن عددًا من المواقع تحول بالفعل إلى «منبر» لتلك الجماعات في السنوات الأخيرة، ورأى أن إمكانية الدخول السهلة إلى تلك المواقع وسهولة التعامل معها، بالإضافة إلى ظهور جيل جديد من الجهاديين الذين يتقنون التعامل مع الأساليب والتقنيات الإلكترونية الجديدة، يساهم في هذا التطور بشكل قوي.

تطور ملحوظ في استخدام الوسائل

بالنسبة للخبير الأردني هناك ثلاث مراحل في «المراحل الجهادية العالمية»، أولها «جهادية أفغانستان» ومرحلة 11 سبتمبر ثم مرحلة ما بعد الثورة السورية.

ويلاحظ «أبو هنية» وجود تطور في استخدام الوسائل الهادفة إلى استقطاب الشباب ابتداءً من الوسائل التقليدية ومرورًا بالوسائل الإلكترونية المحدودة لتصبح المواقع الاجتماعية الآن الأكثر تأثيرًا بعد الثورة السورية.

ويتحفظ الخبير المغربي حول أن هذه المواقع تحولت في الآونة الأخيرة إلى «منبر» لهذه الجماعات، موضحًا أن «منابرها تتجلى في صفحاتها الخاصة، أما هذه المواقع فهي مجرد وسيلة تستغلها لتمرير رسائلها».

وعن تقييم هذه الجماعات للمواقع الاجتماعية بهدف اختراق عقول الشباب، يقول الخبير المغربي: «إن هذه الجماعات وجدت في المواقع فضاء لممارسة الاقتداء، فعندما يصل أحد (المجاهدين) إلى عين المكان يتم نشر صوره وهو ينفذ عمليات أو يلتقي بقيادات يعتبرها البعض رموزًا أو يحصل على الغنائم والمال بعد تنفيذ العمليات، فيشكل ذلك إغراء لمن لم ينضموا بعد».

وقال إن ما تقوم به الجماعات هو «إثارة مشاعر الشباب الذي يعاني من الفقر المادي والمعرفي ومن تدني الوضع الاجتماعي».

الجنة والحوريات

هناك حديث في بعض التقارير الصحفية عن وجود شباب بمستويات تعليمية عالية بين «المجندين الجدد». وهو ما يشير إليه الخبير «أبو هنية» الذي يقول «كنا نلاحظ في أفغانستان أن معظم الجهاديين ينتمون إلى طبقات متدنية أما الآن فقد تغيرت تركيبتهم فأصبحوا من جميع المستويات التعليمية والثقافية»، غير أن الخبير المغربي محمد عدة، يتشكك في ذلك ويقول «لا أعتقد أن هذه الجماعات تضم أطرًا عليا، وقد لا تعدو أن تكون متوسطة المستوى وحتى إذا وجدت فيها أطر عليا فلا شك أن ذلك يقوم على فقر روحي، تغذيه أفكار، مثل دخول الجنة وملاقاة الحوريات هناك وغيرها من الأفكار التي تروجها الجماعات بهدف الاستقطاب».

هذا المحتوى بالتعاون مع «دويتشه فيلله»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية