«كان شابا عاديا بيحب السفر قبل أن ينعزل تدريجيًا عن كل معارفه وأصدقائه».. أحد أصدقاء إسلام يكن يحكى عن صديقه الشاب المصرى الذى انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرًا مدعيًا انضمامه لصفوف الدولة الإسلامية فى العراق والشام، داعش. البحث عن قصة يكن التى بدأت فى مواقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك وتويتر، انتهت إلى الحديث مع أصدقائه عبر مواقع التواصل، بعد رفض قاطع من أسرته التى تسكن منطقة مصر الجديدة التعليق على مصيره وتحولاته.
يقول زميل إسلام، رافضًا الإفصاح عن اسمه خوفًا من الوقوع فى مشكلات أمنية: «إسلام كان شاباً عاديا جدًا، بيحب الحياة ويسافر كتير لشرم الشيخ، وكان متفق مع مصور مشهور بيصوره فى صالة الجيم فى مصر الجديدة، ويرفع صوره دايما على مواقع التواصل الاجتماعى، وبعد فترة بقى مدرب فى نفس صالة الألعاب.
فى عام 2013 بدأ تدينه يظهر من خلال الانتظام فى الصلاة، وبعد كده انقطعت علاقته بمعظم أصدقائه وبقى منعزلا عن الجميع».
صديق الشاب المصرى أبوسلمة بن يكن، اعتبر أن ما حكاه يعد أمرًا عاديًا لا يستدعى القلق، لكن تطورًا مهمًا تمثل فى سفر صديقه عقب انتهاء الامتحانات مباشرة إلى سوريا، خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.
«قبل السفر كان بدأ ينقطع عن كل أصدقائه تدريجيًا، تزامنًا مع متابعة دروس دينية، ولأن عائلته ليست متشددة، سمعنا أنه دخل معهم فى مشكلات كبيرة قبل سفره».
أنهى إسلام دراسته الثانوية فى مدرسة «ليسيه الحرية» الفرنسية فى منطقة هليوبوليس بمصر الجديدة عام 2009، ثم درس فى كلية حقوق جامعة عين شمس وتخرج فيها عام 2013 قبل أن ينتقل عقب انتهاء الامتحانات إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام.
يكشف بعضًا من تفاصيل مرحلة الدراسة يحيى على، 22 عامًا، أحد أصدقاء إسلام فى مدرسة ليسيه الحرية: «إسلام فى المدرسة كان دايما يهزر، وماكنش ملتزم دينيًا، وعمره ما تطرق فى كلامه عن أحاديث ذات صبغة دينية أو عبارات لمتشددين مثل أسامة بن لادن أو غيره، وهو ما ظهر فى تعليقاته الأخيرة على صفحته بموقع فيس بوك. الحوارات كانت تتلخص فى رغبة السفر لقضاء الإجازات.. دا كان كل اللى فى دماغه».
«إسلام زميلى كان طالباً متوسطاً فى الدراسة وماكنش طالب متفوق قوى. كان بيحب أصحابه وطيب وجدع معاهم، وكان دايما بيستعرض عضلاته لأنه كان بيروح الجيم بصفة مستمرة، وكان عايش حياته كأى شاب وماكنش فى دماغه المسائل دى خالص، محدش قادر يتصور إن إسلام سافر سوريا وبيقتل ناس وبيتباهى بالصور بتاعته هناك مع الجثث. قصته مؤلمة لكل الناس اللى كانت تعرف إسلام ومش قادرين يستوعبوا اللى حصل وحالتهم النفسية صعبة».