قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، إن بلاده «لا تريد تصعيد التوتر مع تركيا»، وإنها تتحاشى الرد على تصريحات واتهامات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي وصفها بـ «القاسية ضد إسرائيل».
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيره الأمريكي جون كيري، وفق بيان صادر عن الخارجية الإسرائيلية، وأشار البيان أن ليبرمان قدم شكره للولايات المتحدة، على دعمها المطلق لإسرائيل في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقدت الأربعاء، وإعاقتها استصدار قرارات ملزمة ضد إسرائيل.
وأضاف البيان أن ليبرمان أعرب لنظيره الأمريكي عن أمله بتوقف ما أسماه بـ«الهجمات والاتهامات» ضد إسرائيل، بعد انقضاء الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأحد المقبل في تركيا، مشيراً أن إسرائيل سترد على تلك «الاتهامات» في حال عدم توقفها بعد الانتخابات.
يشار إلى أن العلاقات التركية الإسرائيلية شهدت تراجعاً كبيراً في الأعوام الأخيرة، بسبب الموقف العدواني الإسرائيلي البالغ تجاه الفلسطينيين؛ واستهدافها للمدنيين، واستخدامها القوة المفرطة بحقهم، رغم أن العلاقات بين الجانبين استمرت على نحو إيجابي عموماً حتى عام 2005، مع وجود تذبذبات بالتوازي مع التطورات في الشرق الأوسط منذ تأسيس إسرائيل.
كانت حادثة اعتداء قوات كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية على سفينة «مرمرة الزرقاء» أكبر سفن أسطول الحرية الذي توجّه إلى قطاع غزة لكسر الحصار منتصف العام 2010، وعلى متنها أكثر من 500 متضامن معظمهم من الأتراك، في عرض المياه الدولية بالبحر المتوسط، بمثابة القشّة التي قصمت ظهر العلاقات الإسرائيلية- التركية، إلى أن أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في محاولة لتحسين العلاقات مع أنقرة، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء التركي وقدم اعتذاراً عن الهجوم على مرمرة، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل، في 22 مارس عام 2013، لكن مع إصرار تركيا على رفع الحصار عن غزة، حاولت الحكومة الإسرائيلية التنصل من الاعتذار، زاعمة أن اتصال نتنياهو بأردوغان، كان نتيجة ضغط من أوباما.
وشكلت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة مؤخراً، الحلقة الأخيرة في مسلسل التوتر بين أنقرة وتل أبيب، حيث شدد أردوغان على أن إسرائيل تواصل إرهاب الدولة، عبر العملية المتواصلة منذ 7 يوليو الماضي، والتي أودت بحياة أكثر من 1800 فلسطيني وتسببت بجرح ما يزيد على تسعة آلاف آخرين، وخلفت دماراً واسعاً في قطاع غزّة.