x

مديرة «دار مكة»: المتهم «ملاك» مع اليتامى.. و«كل الحكاية راجل وست»

الأربعاء 06-08-2014 20:54 | كتب: عصام أبو سديرة |
مدير دار أيتام يضرب الأطفال مدير دار أيتام يضرب الأطفال تصوير : other

«كل الحكاية راجل وست، أقحما الأيتام في خلافاتهما».. بهذه الكلمات بدأت منى محمد سيد أمين، مديرة دار مكة للأيتام، رواية تفاصيل جديدة ومثيرة عن قضية تعذيب الأطفال داخل الدار في منطقة الهرم على يد صاحب الدار ورئيس مجلس إدارتها، المتهم أسامة محمد عثمان، الذي قررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

التقت «المصري اليوم» مديرة الدار، عقب قرار إخلاء سبيلها من ديوان قسم شرطة الطالبية بكفالة 5000 جنيه على ذمة القضية، بعد أن وجهت لها نيابة حوادث جنوب الجيزة برئاسة أسامة حنفى، تهمة الإهمال والتقصير في أداء واجبها في حماية الأطفال، بصفتها إخصائية اجتماعية بالدار، ثم مديرة لها بدءا من الأول من شهر يوليو الماضى.

وهاجمت «منى» زوجة المتهم التي نشرت فيديو التعذيب على موقع «يوتيوب»، وأبدت استغرابها من قيام الزوجة «إلهام» بتصوير زوجها أثناء تعديه بالضرب على الأطفال، واحتفاظها بالفيديو لمدة تزيد على العام دون الإبلاغ عنه ثم نشره على المواقع الإلكترونية لفضح زوجها بعد أن احتدمت الخلافات وفشلت كل إجراءات الصلح بينهما.

وأضافت أنها علمت أن الزوجة رفعت على زوجها قضية خلع، متنازلة بذلك عن حقوقها الشرعية ونفقتها ومن قبلها وظيفتها في الدار، وتعلم جيدا أنها لن تحصل على شيء من وراء قضية الخلع، قائلة: «دى حاجة تجنن أي ست وتشعل النار في قلبها ناحية زوجها»، وتوقعت مدير الدار، المخلى سبيلها، معاقبة الزوجة بتهمة التستر على جريمة.

وعن ظروف التحاقها بالعمل في دار مكة للأيتام، أوضحت «منى» أنها بدأت العمل تطوعا لمراعاة الأطفال والتبرع لهم منذ أكثر من سنتين بعد وفاة جنينها، إلا أن جهودها التطوعية كانت على فترات متقطعة، وأنها أحبت الأطفال وتعرفت على صاحب الدار، وطلب منها العمل كإخصائية اجتماعية بدءا من أول شهر يونيو الماضى، نظرا لمعرفتها بأحوال الأطفال وقربها منهم.

وأضافت أنها قبلت العمل، حيث إنها متفرغة وتحب الأطفال، وأصبحت مديرة للدار بدءا من شهر يوليو الماضى، حتى تقديم البلاغات ضد صاحب الدار يوم الإثنين الماضى.

وتابعت: «بعد وفاة جنينى الذي لم أره، تمنيت أن أصبح أما مرة ثانية بالرغم من حزنى، والتحقت بالدار، والذى شجعنى على البقاء فيها والعمل هو طفلة تدعى بسملة، عمرها الآن حوالى 3 شهور ونصف، حيث شعرت أنى أم بديلة لها».

وأضافت: «حاولت التواصل مع وزارة التضامن الاجتماعى لأجل تبنى بسملة إلا أن الوزارة رفضت، بسبب أنى غير متزوجة، وكنت أتمنى أن أكون بالنسبة لها أما بديلة، وتمنيت أن أرحمها من استقبال الغرباء والإهانة، وعلمت أنه بعد الواقعة وإغلاق الدار تم إيداعها جمعية الأورمان».

واستطردت مديرة الدار: «هناك شخص اسمه سعيد متبرع قديم للدار، وقابلته خلال سنتين مرتين فقط، ولا أعتقد أنه كان من المتبرعين قاصدى الخير، ففى إحداهما جلس مع الأستاذ أسامة في مكتبه، وتحدثا بشأن محاولة إجراء صلح بينه وبين زوجة الأخير، والمرة الثانية قابلنى أنا في الدار، وتحدث معى بشأن خلافات أسامة وزوجته، وقال إن معه صورا تدين أسامة، وعندما طلبت منه تقديمها لوزارة التضامن رفض وماطل، وبعد ذلك حرر الأستاذ أسامة محضرا في قسم شرطة الهرم اتهم فيه زوجته وسعيد بتهديده وابتزازه بالصور، وأنا شاهدة على هذا المحضر، وكان قبل افتضاح الأمر بيومين».

وأكدت «منى» أنها أول مرة تشاهد فيها فيديوهات التعذيب كانت في سراى النيابة مساء الاثنين الماضى، وقالت: «فوجئت بالفيديوهات.. لم أتوقع أن يكون الأستاذ أسامة بهذا العنف، وكيف يكون ذلك وهو يحنو على الأطفال الأيتام ويوفر لهم احتياجاتهم، فوجئت مما شاهدت، لم أر طوال فترة عملى في الدار أن قام الأستاذ أسامة بضرب الأطفال، نعم هو عصبى جدا وحاد الطباع، لكن لم أره يضربهم، وعرفت أن الفيديوهات كانت منذ أكثر من عام».

وشرحت مديرة الدار تفاصيل علاقة المتهم أسامة بالأطفال قائلة: بصفتى إخصائية اجتماعية وكنت قريبة من الأطفال، عندما أسألهم عن حبهم للأستاذ أسامة من عدمه، كانوا يجيبونى بالإيجاب «أيوة بنحبه»، وكانوا ينادونه في الدار «بابا أسامة»، إلا أنهم كانوا يخافون منه بسبب عصبيته، وكنت أهددهم إن تجاوزوا في شيء «هتصل ببابا أسامة».

واستطردت: «منه لله اللى ضرب ومنه لله اللى صور وسكت عن الضرب»، عندما شاهدت الفيديوهات شعرت باضطراب شديد في الأفكار، هل هذا أستاذ أسامة الذي يصنع الأكل بنفسه للأطفال، ويشرف على إدخالهم مدارس خاصة، وجعل لكل واحد منهم دفتر توفير، وإذا مرض أحدهم يصبح كالمجنون عليه، هل هو ملاك أم شيطان؟ لم أعد أعرف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية