x

«زي النهاردة».. انتصار جيوش المسلمين في أجنادين 31 يوليو 643م

الخميس 31-07-2014 08:50 | كتب: ماهر حسن |
رسم تخيلي لمعركة أجنادين رسم تخيلي لمعركة أجنادين تصوير : other

جهّز الخليفة أبوبكر الصديق أربعة جيوش واختار لها أكفأ قواده، وأكثرهم تمرسًا بالقتال، لدحر الغرور الروماني الذي حقق انتصارا هزيلا قبل ذلك أماالجيش الأول فكان تحت قيادة أبوعبيدةبن الجراح إلى حمص وقوامه7 آلاف مقاتل والثاني بقيادة يزيد بن ابي سفيان لدمشق وقوامه 9 آلاف مقاتل وأسند قيادة الجيش الثالث لـشرحبيل بن حسنة إلى بصرى وقوامه 7 آلاف مقاتل.

وكان الجيش الرابع بقيادةعمرو بن العاص لفلسطين وقوامه 7 آلاف مقاتل وأمرهم أبوبكرالصديق إذا ما اجتمعوا معًا أن تكون القيادة لأبي عبيدة بن الجراح وقد نجحت تلك الجيوش في التوغل في جنوبي الشام، واشتبكت في مناوشات صغيرة مع الروم، الذي حشد قيصرهم ما يملك من قوات وعتاد حتى يدفع جيوش المسلمين عن فتح تلك البلاد وأرسل المسلمون إلى الصديق يخبرونه بحالهم ويطلبون منه المدد فأمدهم بـعكرمة بن أبي جهل ومن معه من الرجال.

ولم يغير المدد شيئا من مجريات المواجهة وتجمد الموقف دون قتال وكان خالد بن الوليدفي جبهةالعراق يحقق النصرتلو النصرفقرر أبوبكر دعم جيوش المسلمين بالشام بجيش خالد بن الوليدوأطلق كلمته الشهيرة«والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالدبن الوليد» وأرسل يطلب منه السيرإلى الشام ومعه نصف قواته التي كانت معه في العراق، حتى يلتقي بأبي عبيدة بن الجراح ومن معه، ويتسلم القيادة العامة للجيوش كلها وخرج خالد من الحيرة بالعراق في14 أبريل 634 في تسعة آلاف جندي.

وتجمعت الجيوش كلها تحت قيادته وحاصر بصرى وفتحهافي 30 من مايو 634 ثم استعد لملاقاةأقوي مع الروم حيث استنفرهرقل قواته وحشدالقوات الضخمة، وبعث بها لأجنادين وتجمعت الجيوش الإسلاميةمرةأخرى عندأجنادين ونظم خالدبن الوليدجيشه البالغ نحو30 ألف رجل وأحسن استعداده لإدراكه أنه سيخوض معركةفاصلةوحاسمةمع الروم الذين خرجوا لمواجهته في الشام بجيش قوامه70 ألف جندي ونظم خالد جيشه إلى ميمنة وميسرة،وقلبًا، ومؤخرة وجعل على الميمنة معاذ بن جبل وعلى الميسرة سعيد بن عامر وعلى المشاة في القلب أبا عبيدة بن الجراح وعلى الخيل سعيد بن زيد.

وأقبل خالد يمر بين الصفوف لا يستقر في مكان، يحرض الجندعلى القتال، ويحثهم على الصبروالثبات وبعد صلاة الفجر و«زي النهاردة» في 30 من يوليو 634 أمر خالد جنوده بالتقدم حتى يقتربوا من جيش الروم،وكان الروم قد تملكهم الغروروالثقة بكثرتهم وقوتهم وعتادهم فبادروا بالهجوم على الميمنة؛ حيث معاذ بن جبل، وثبت المسلمون ولم يتزحزح أحد، فأعادوا الكرة على الميسرة فلم تكن أقل ثباتًا وصبرًا من الميمنة في تحمل الهجمة الشرسة وردها، فعادوا يمطرون المسلمين بنبالهم، فتنادى قادة المسلمين طالبين من خالد أن يأمرهم بالهجوم،حتى لا يظن الروم بالمسلمين ضعفا ووهنا ويعاودون الهجوم عليهم مرة أخرى.

وأقبل خالد على خيل المسلمين فحمل عليهم ابن الوليد وانطلق الفرسان والمشاة بين صفوف العدو فاضطربت جموعهم واحتلت قواهم وأبلى المسلمون بلاءً حسنًا، وضربوا أروع الأمثلة في طلب الشهادة، وإظهار روح الجهاد والصبر عند اللقاء،وبلغ جملة ما قتله من فرسان الروم ثلاثين فارسًاوبلغ قتلى الروم في هذه المعركة أعدادًا هائلةتجاوزت الآلاف.

واستشهد من المسلمين 450 شهيدًا إلى أن تحقق النصر لجيوش المسلمين في أجنادين «زي النهاردة» في31 يوليو 643م وأرسل خالد بن الوليد إلى الخليفةأبي بكر الصديق يبشره بالنصرفكانت معركةأجنادين أول لقاء كبيربين جيوش المسلمين والروم البيزنطيين في سياق الصراع على الشام، وقد جاءت قبل عامين تقريبا من اللقاءالحاسم في معركة اليرموك في 636 م.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية