يسابق التصعيد الإسرائيلى للحرب على غزة الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، فيما صعدت المقاومة الفلسطينية «حرب استنزاف» قوات الاحتلال بإعلان الجيش الإسرائيلى، أمس، عن مقتل جنديين وفقدان الجندى شاؤول آرون، بينما تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين الـ600.
أخبار متعلقة
واستشهد 8 فلسطينيين على الأقل بينهم 4 نساء إحداهن حامل، وطفلة ومسنتان فى غارات جوية إسرائيلية جديدة على قطاع غزة استهدفت مناطق بيت حانون (شمال القطاع) والقرارة (جنوب) والزيتون (وسط)، إلى جانب قصف مدفعى على شرق رفح (جنوب)، ما يرفع عدد الشهداء، أمس، إلى 46 وعدد الشهداء منذ بدء الهجوم الإسرائيلى على القطاع، فى 7 يوليو الجارى، إلى 606.
وحسب المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، فبين الشهداء 160طفلاً، و77 امرأة، فضلا عن إصابة نحو 3700 آخرين بجراح متفاوتة. وأعلن كريستوفر تيدى، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة (يونيسيف)، أن 33% من القتلى فى غزة من الأطفال.
وقال مسؤول فلسطينى إن قوات الاحتلال مازالت تمنع وصول طواقم جهاز الدفاع المدنى والإسعاف والطوارئ لانتشال شهداء «مجزرة الشجاعية»، شرقى مدينة غزة، التى ارتكبها الجيش الإسرائيلى، الأحد الماضى، واستشهد خلالها 74 فلسطينياً وجرح أكثر من 200 آخرين.
وفى المقابل، قتل جنديان إسرائيليان، مساء أمس الأول، ما يرفع إجمالى عدد العسكريين الإسرائيليين القتلى فى صفوف الجيش الإسرائيلى إلى 27 منذ بدء العدوان على قطاع غزة. وسقط أحد الجنديين قتيلا برصاص قناص، ولم يتوفر مزيد من التفاصيل حول ملابسات الحادث الذى قتل فيه العسكرى الثانى. وأشار الجيش الإسرائيلى، فى بيان مقتضب، إلى إصابة 7 عسكريين آخرين، حالة 3 منهم خطيرة. وكانت «كتائب عزالدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة حماس، قد أعلنت أنها قتلت، أمس الأول، فقط 23 جنديا إسرائيليا، ليرتفع إجمالى عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين، وفق إحصاء القسام، إلى 47 جنديا.
وأعلن الجيش الإسرائيلى، أمس، أن الجندى شاؤول أرون فُقد فى قطاع غزة، ويعتقد أنه قتل مع 6 جنود آخرين فى هجوم على مركبة مدرعة، الأحد الماضى، وذلك بعد يومين من إعلان «القسام» أنها أسرت شاؤول خلال الاشتباكات، لكنها لم تفصح عما إذا كان حيا أو ميتا.
وجاء ذلك فيما واصلت المقاومة الفلسطينية قصف المدن الإسرائيلية بوابل من الصواريخ على تل أبيب ووسط إسرائيل، رغم تواصل المعارك والغارات والقصف الإسرائيلى من الجو والبر والبحر. وأعلن جيش الاحتلال، أمس، أن منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ اعترضت، صباح أمس، صاروخاً على الأقل أطلق من غزة على منطقة تل أبيب الكبرى، وسط البلاد. وأشار إلى أن صاروخاً آخر سقط على مدينة يهود (وسط)، كما أعلن ميكى روزنفيلد، المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، أن الصاروخ الذى سقط على مدينة يهود قد تسبب فى أضرار، دون أن يوضح طبيعتها.
وأكد الجيش الإسرائيلى أنه تم إطلاق 2060 صاروخا نحو إسرائيل منذ بدء عمليته العسكرية الإسرائيلية «الجرف الصامد» فى قطاع غزة، فى 7 يوليو الجارى، 1600 منها سقطت على إسرائيل و396 تم اعتراضها من قِبَل منظومة القبة الحديدية، دون توضيح مصير باقى الصواريخ.
وأعلنت هيئة إسعافية إسرائيلية غير حكومية، أمس، عن إصابة 9 إسرائيليين نتيجة سقوط صواريخ، أطلقت من قطاع غزة، على وسط إسرائيل. وأوضحت «نجمة داوود الحمراء»، فى تغريدة فى حسابها على موقع (تويتر)، أنها «قدمت المساعدة الطبية لـ9 أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة سقوط صواريخ على وسط إسرائيل».
كما أعلن جيش الاحتلال أنه اكتشف 66 مدخلاً لنحو 23 نفقاً فى غزة أعدت لمهاجمة أهداف فى إسرائيل، مشيراً إلى أنه دمر 6 من هذه الأنفاق، وذلك منذ بداية عمليته البرية فى قطاع غزة (ضمن الجرف الصامد)، الخميس الماضى، دون أن يحدد أماكن تلك الأنفاق. وأشار إلى أنه منذ بدء «الجرف الصامد» تم استهداف 2925 موقعاً من بينها 1388 منذ بدء العملية البرية، منها 310 خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر أمس، 3 مساجد فى أنحاء متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات، ليصل إجمالى عدد المساجد التى تم تدميرها منذ بدء العدوان إلى 40 مسجدا منها 25 بشكل جزئى، و15 بشكل كامل، وفق إحصائية صادرة عن وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
على صعيد التهدئة المتواصلة، قال موسى أبومرزوق، عضو المكتب السياسى لحركة حماس، إن إسرائيل رفضت طلبا بهدنة إنسانية لمدة 5 ساعات من 10 صباحا حتى 3 عصرا بالتوقيت المحلى لغزة، أمس، كانت قد تقدمت به الأمم المتحدة.
