قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، للقاهرة، تأتي فى توقيت دقيق وغاية في الحساسية، في إطار الجهود المصرية والدولية للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، على أساس المبادرة المصرية المطروحة، والاتصالات المتواصلة التى تجريها القاهرة مع الأطراف المعنية، منها السلطة والفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
ورحَّب شكري، في مؤتمر صحفى مشترك مع كيري عقب لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الثلاثاء، بالجهود التى يبذلها وزير الخارجية الأمريكي والإدارة الامريكية تعضيدا للمبادرة المصرية، مشيرا إلى توافق الرؤي بين الجانبين بدفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار حقنا للدماء، وحماية أرواح الأبرياء والنساء والشيوخ والأطفال.
ودعا شكري الطرفين بتغليب العقل والاستجابة للمبادرة المصرية، التي حظيت بالتأييد الدولي والإقليمي واسع النطاق، باعتبارها مبادرة شاملة تتضمن من العناصر ما يؤدي ويوفر احتياجات كل الأطراف .
وأعرب شكري عن تقدير مصر للمساهمة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية بـ47 مليون دولار كممساعدات إنسانية لدعم جهود الإغاثة بقطاع غزة، موضحا أن المباحثات التي أجراها الرئيس السيسي مع كيري تطرقت للعديد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين .
من جانبه، قال كيري إن الهدف من زيارته للقاهرة هو تأكيد دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمبادرة المصرية، مشيرا إلى واشنطن تدعم إسرائيل في حقها للدفاع عن نفسها، في مواجهة اعتداءات حركة حماس.
وأعرب كيري عن شكره لجهود مصر والرئيس السيسي بالتعاون مع واشنطن والأمم والمتحدة ودول عديدة لتحقيق هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، وإقرار السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أنه لن يجيب على أسئلة لأن العمل ما زال مستمرا لتحقيق التهدئة، وهناك عمل آخر يجب إنجازه.
وأوضح كيري أنه بحث مع الرئيس السيسي ووزير الخارجية الوضع في غزة والإرهاب، والمصالح المشتركة، وعدد من القضايا الإقليمية بينها ليبيا، وقال إن الولايات المتحدة تقدم خالص تعازيها للشعب المصري وأسر ضحايا حادث الفرافرة.
ووجه كيري الشكر لشعب مصر على عمله الشاق في العملية الانتقالية، للتاكد من التحول إلى الديمقراطية، وأضاف: «الشعب المصري تحمل خيارات اقتصادية صعبة ووافق عليها، ودعم رئيسه في محاولة إيقاف العنف في غزة»، معربا عن تقديره لقيادة مصر في تحقيق وقف إطلاق النار، ولفت إلى أنه بحث الأزمة مع السيسي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومدير المخابرات الفلسطينية، كما أجرى اتصالات في الأيام الماضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وتابع: «من الواضح أن هناك إطارا لإنهاء العنف وهو المبادرة المصرية، وعلى مدار أسبوعين رأينا حماس تطلق صاروخا إثر الآخر على إسرائيل، وتستخدم شبكة الأنفاق المعقدة لخطف وقتل الإسرائيلين، وإسرائيل تستجيب لهذا وفقا لحقها في الدفاع عن النفس، ونحن ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس»، مشيرا إلى أن الضحايا هم مئات من المدنيين الأبرياء وشاهدنا المئات يخسرون حياتهم.
وقال: «لدى حماس اختيار لكي تقوم به، وسيكون له أثر على شعب غزة، ومصر قدمت إطار للحل، لتذهب حماس إلى طاولة الحوار والدخول في حوار مع الفصائل».