قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن «رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، وافق على تقديم المشورة للرئيس عبدالفتاح السيسي، في إطار جزء من برنامج تموله دولة الإمارات، التي وعدت بضخ فرص استثمارات»، على حد قول الصحيفة.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها الأربعاء، أن «بلير»، مبعوث السلام في الشرق الأوسط، الذي «دعم الانقلاب ضد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي»، على حد وصف الصحيفة، سيقدم المشورة بشأن «الإصلاح الاقتصادي» وذلك بالتعاون مع فريق عمل ممول من الإمارات في القاهرة.
وتابعت الصحيفة: «هذا القرارتم انتقاده من حليف قريب من (بلير)».
وأوضحت الصحيفة أن فريق العمل الإماراتي تديره شركة «ستراتيجي آند»، التى كانت تحمل اسم «بوز آند كو»، وأصبحت حاليا جزءاً من شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، وذلك بهدف جذب الاستثمارات للاقتصاد المصري، الذي يعاني من أزمة حقيقة، قبيل مؤتمر المانحين، المدعوم من السعودية والكويت والإمارات.
ولفتت الصحيفة إلى أن «قرار (بلير) بالمشاركة في هذا الدعم الخليجي للنظام، الذي قتل أكثر من 2.500 متظاهر، وسجن أكثر من 20 ألف خلال 2013 تسبب في انتقاده والهجوم عليه»، على حد تعبير الصحيفة.
ونقلت «جارديان» عن أحد المقربين السياسيين لـ«بلير» قوله إن «دور رئيس الوزراء الأسبق في تقديم المشورة للنظام المصري من شأنه أن يُسبب دماراً رهيباً له، ولبقية حزب العمال الجديد».
وأضاف أن «الصفقة تم إبرامها، فلقد أصبح توني بلير صاحب نفوذ في كواليس السيسي، ويعمل على خطة اقتصادية تمولها دول الخليج»، وتابع أنه «بالنسبة لـ(بلير)، فهو يجمع بين كل من معركة وجودية ضد الإسلام، وفرص العمل في مقابل نوع من الدعوة المقنعة، مثل التي قدمها الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، بشأن العراق».
وتابع: «إنها نموج عمل مربج جدا، لكنه لا ينبغي أن يفعل ذلك، فهو يضع نفسه مع النظام الذي يسجن الصحفيين، فهو يحفر حفرة عميقة جدا لنفسه ولكل من له صلة به».
وقالت المتحدثة باسم «بلير» لـ«جارديان» إن «رئيس الوزراء البريطاني الأسبق لا يسعى من خلال دعمه لمصر لتحصل على دعم المجتمع الدولي لتحقيق أي مكاسب شخصية على الإطلاق، فهو لن يحصل على أموالاً من مصر»، وأضافت المتحدثة: «(بلير) سيقدم المشورة، ويعقد اجتماعات، وهذا كل ما في الأمر»، وتابعت: «(بلير) يعتقد أنه يجب دعم أجندة الإصلاح لحكومة السيسي، فهو سيساعدهم بأي طريقة ممكنة وليس كجزء من فريق».
وأشارت صحيفة «جارديان» أنه المراسلات من مكتب «بلير» فيما يتعلق بدعم الإصلاح الاقتصادي في مصر، البرنامج الاستثماري يؤكد أن «فرص العمل» المربحة، في كل من مصر والخليج، من المتوقع الاستفادة من المشاركة فيها، وقالت المتحدثة باسم «بلير»: «نحن لا نبحث عن أي فرص للأعمال التجارية في مصر».
ونقلت الصحيفة عن مساعدون لـ«بلير» قولهم، الأسبوع الماضي، إنه «يخطط لفتح مكتب في أبوظبي، ليكون قريبا إلى ولي العهد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز صلاته مع الأنظمة الاستبدادية في الخليج».
وقالت الصحيفة إنه يتم حجب تعاملاته التجارية والاستشارات من خلال شبكة من الشركات والشراكات التي تسمح له تجنب نشر حسابات كاملة، وأَضافت أن هناك تقاير أفادت بأن دخله، في 2013، وصل إلى أكثر من 20 مليون استراليني.