أكد مساعدون لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير أنه يفكر بجدية فتح مكتب استشاري خاص في أبوظبي، عاصمة الإمارات، لتقديم استشارات لبعض الدول، دون أن يعلن عن أسمائها بعد، بينما أكدت مصادر أنه يسعى إلى تقديم المشورة لمصر عن طريق الإمارات.
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، في تقريرها السبت، إن الشائعات تنتشر في لندن والقاهرة بأن «بلير» يسعى إلى تقديم المشورة إلى الحكومة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولكن الأمر لم يتأكد حتى الآن.
وعن دوره المحتمل في تقديم المشورة لحكومة «السيسي»، قال وزير المالية السابق، سمير رضوان، إن «بلير يمتلك خبرة عظيمة ولديه سجل هائل من المصادر، لذا بإمكانه تقديم الدعم لأي رؤية تريد مصر تبنيها».
بينما أوضح أحد مساعدي «بلير» أنه لا يسعى إلى التعاقد مع الحكومة المصرية لتقديم استشارات سياسية واقتصادية، مضيفا أن هدفه هو حشد الدعم الدولي لمصر وتوجيه السلطات المصرية نحو الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتها.
وأشارت «جارديان» إلى أن «بلير» زار القاهرة مرتين العام الحالي، قائلة إن مستشاره أليستر كامبل أكد أنه التقى عددا من المسؤولين والسياسيين لمناقشة «تصورات وسائل الإعلام الدولية عن مصر فيما يتعلق بالمخاوف الواضحة».
بينما أكدت الصحيفة أن «بلير» قد أصدر «وثيقة عن الإخوان المسلمين في مصر»، بالتوازي مع المراجعة التي يعدها السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية، جون جنكينز، بعد طلب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، موضحة أن أحد مساعدي «بلير» أكد أن تلك الوثيقة للاستخدام الشخصي لرئيس الوزراء الأسبق فقط، وأنها ليست مرتبطة بالمنظمة التي يديرها «بلير» والتي تجري أبحاثا في الشرق الأوسط وغيرها من القضايا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المطلعين على التقرير قوله إن «بلير يساعد أبوظبي على تقديم المشورة للرئيس السيسي بشأن الإصلاح الاقتصادي».
وأفادت مصادر عربية للصحيفة البريطانية أنه من المرجح أني أي عمل سيقوم به «بلير» بشأن مصر سيتم عبر الإمارات التي تدعم «السيسي»، بجانب الكويت والمملكة العربية السعودية، ماليا وسياسيا.
فيما قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الأسبق: «لا بلير ولا منظمته يجنيان أي أموال من مصر وليس هناك رغبة للقيام بذلك».
وذكرت الصحيفة أن الإمارات تشن حملة نشطة لتسليط الضوء على أنشطة الإخوان، وذلك باستخدام مستشارين في لندن، لدعم مطلبهم بأنه لا ينبغي السماح لنشطاء الإخوان بالعمل في المملكة المتحدة.
وقال أحد المسؤولين الإماراتيين للصحيفة: «نأمل أن أصدقاءنا لن يساعدوا أعداءنا».
وأكدت الصحيفة أن آراء «بلير» حول الإسلام السياسي ليست سرا، ناقلة عن دبلوماسي سابق قوله إن «بلير يتخذ وجهة نظر قوية إلى حد ما عن عدم التسامح مع التطرف الإسلامي ويمتلكه الغضب بسبب تقاعس المعتدلين عن القيام بأي دور، لكنه أصبح أكثر يمينا بشأن ذلك».