وجه عدد من الدبلوماسيين البريطانيين السابقين نداء إلى اللجنة الرباعية الدولية، يطالبون فيها بإقالة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، من منصب مبعوث اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط، متهمين إياه بأنه «ملوث» بدماء حرب العراق.
وأطلق هؤلاء الدبلوماسيون حملة من خلال موقع إلكتروني باسم «إقالة بلير»، ونشرت صحيفة «جارديان» البريطانية، الرسالة التي وقع عليها عدد من الدبلوماسيين والكتاب والمؤرخين البريطانيين السابقين، وجاء فيها إنه «بمناسبة مرور 7 سنوات على تعيين بلير كمبعوث للرباعية الدولية في الشرق الأوسط في 27 يونيو المقبل، نحثكم على إبعاده بشكل فوري نتيجة لضعف أدائه وتركته في المنطقة ككل».
ومن بين الموقعين على الرسالة المحلل والكاتب الأمريكي، نعوم تشومسكي، والمبعوث البريطاني السابق إلى ليبيا وإيران، ريتشار دالتون، وزعيم سابق لـ«حزب الأخضر» البريطاني، كارولين لوكاس.
وأعرب الدبلوماسيون عن شعورهم بـ«الفزع» مما آلت إليه الأوضاع في العراق وانزلاق البلاد في «حرب طائفية» تهدد بقاءها كدولة وأمن جيرانها، فضلاً عن محاولات بلير في الفترة الأخيرة لتبرئة نفسه من أي مسؤولية عن الأزمة الحالية التي تشهدها العراق، من خلال فصل الأحداث الجارية عن إرث حرب العراق.
واتهم الدبلوماسيون بلير بتبرير الغزو بواسطة تضليل الشعب البريطاني من خلال زعم وجود علاقة تربط الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، بتنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وأضافت الرسالة «نحن نعتقد أن بلير، بصفته داعياً بقوة لغزو العراق عام 2003، يجب أن يتقبل تحمل درجة من المسؤولية عن عواقب الغزو».
واعتبر البيان أن «الأراضي الفلسطينية المحتلة تمثل فشلا مأساويا آخر في الالتزامات الغربية في الشرق الأوسط»، مضيفاً «من وجهة نظرنا أنه بعد 7 سنوات، تكاد تكون إنجازات بلير كمبعوث لا تذكر، حتى فيما يتعلق بتعزيز التنمية الاقتصادية الفلسطينية».
وأوضحت الرسالة أنه «بعد مرور 7 سنوات على تعيينه مازال هناك أكثر من 500 حاجز تفتيش إسرائيلي في الضفة الغربية، وأن قطاع غزة الذي تكبد أضراراً جسيمة بالقصف الإسرائيلي عام 2009 لا يزال يعاني أزمة إنسانية باعتماد 80% من سكان القطاع على المعونات الخارجية من أجل البقاء، وأن إسرائيل تواصل نشاطها الاستيطاني غير المشروع بموجب القانون الدولي».
وأوضح الدبلوماسيون أنه في ظل وجود المأزق الحالي في المفاوضات، فقد حان الوقت لإعادة النظر في المشاركة الدولية بشأن قضية السلام في الشرق الأوسط.
ورد مكتب بلير على هذه الرسالة بالقول «إن الهجوم ليس بجديد ولا يستحق النشر»، مشيراً إلى أن الحملة تضم تحالفًا من اليمين المتطرف واليسار المتطرف، ممن حاربوه طوال حياته السياسية.
واعتبر متحدث باسم رئيس الوزراء الأسبق أن بلير يختلف معهم تماماً حول الشرق الأوسط، وأنه مقتنع بحل الدولتين، ولكن أيضا يعتقد أنه لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المفاوضات مع إسرائيل.