استكملت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة محاكمة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلى، و6 من كبار مساعديه، فى قضية قتل المتظاهرين والفساد المالى، بالاستماع إلى مرافعة دفاع اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة الأسبق.
وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى مرافعة هيئة الدفاع عن اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة الأسبق.
عقدت الجلسة فى العاشرة صباحًا باعتلاء هيئة المحكمة المنصة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى، وعضوية المستشارين إسماعيل عوض ووجدى عبدالمنعم، وأمانة سر محمد السنوسى وصبحى عبدالحميد، بإثبات حضور المتهمين، وظهر «مبارك» بجلسة أمس بحالة صحية جيدة، وألقى التحية على أنصاره الذين التفوا حول قفص الاتهام عقب إيداعه.
وطلب الدفاع فى بداية مرافعته ضم تحقيقات «خلية الماريوت»، واصفًا ما حدث فى ثورة 25 يناير بأنه مؤامرة بين مجموعة من الدول والأفراد لـ«تركيع مصر»، وقال إن جماعة الإخوان الإرهابية متورطة فى تدبير أعمال الفوضى لتنفى مؤامرة تدمير الأمن القومى للبلاد، «لكن آمالهم خابت وانكشف مخططهم الذى سعوا إليه لتهريب أصول مستندات مهمة تمس الأمن القومى المصرى إلى حركات مسلحة فى فلسطين».
وقال الدفاع في مرافعته: «يجب على شعب مصر أن يقدم الشكر إلى الرئيس حسنى مبارك لتنحيه يوم 11 فبراير 2011 وحقن دماء المصريين.. مبارك حافظ على دماء المصريين».
وأضاف الدفاع أن مخاطبات التنظيم الدولى للإخوان إلى «مرسى» وتحريات الأمن الوطنى كشفت أن «مرسى» ومحمد بديع، مرشد الإخوان، اتفقا فيما بينهما على سرقة بعض المستندات المتعلقة بالأمن القومى والتنظيمات الإرهابية، وتكليف سكرتير رئيس الجمهورية فى عهد مرسى بتهريب تلك المستندات من الخزانات الحديد داخل قصور الرئاسة، لإفشاء أسرار البلاد العسكرية ذات الصلة بالأمن القومى، وكلفت قطر هؤلاء بتصوير تلك المستندات وإرسالها إليها.
وتابع الدفاع أنه تم العثور بمنزل محمد كيلانى، أحد قيادات الإخوان، على مستندات من وزارة الدفاع ومصلحة الأمن العام والرقابة الإدارية، معدة لتهريبها إلى عناصر خارجية مقابل ثمن بخس.
وعرضت المحكمة الأسطوانة المقدمة من دفاع «الشاعر»، وتبين أنها تحتوى على مجموعة من المشاهد، الأول يظهر فيه المتظاهرون يحملون أسلحة نارية وأشخاص مندسون بين المتظاهرين يحملون أسلحة أيضا، والمشهد الثانى بعنوان «كيفية فض المظاهرات بدول العالم فى أمريكا وبريطانيا» تظهر فيه قوات فض الشغب وهم يحملون الأسلحة النارية ضد المتظاهرين لفض المظاهرات. بينما كان المشهد الثالث بعنوان «اعترافات الإخوان والثوار باستخدام العنف وعدم سلمية المظاهرات من البداية»، يظهر فيه عصام العريان وهو يؤكد أن وائل غنيم وعبدالرحمن منصور مؤسس صفحة «خالد سعيد» على «فيس بوك» ينتميان إلى جماعة الإخوان، والمشهد الرابع كان بعنوان «صبحى صالح وكسر الشرطة»، والخامس بعنوان «تعذيب المحامى أسامة كمال فى التحرير» ويظهر صوت محمد البلتاجى قائلا: «عملنا فيه المستحيل وما رضيش يتكلم لأنه ضابط أمن دولة».
والمشهد السادس كان به عدة أشخاص يتحدثون وشخص مجرد من ملابسه ويصرخ وأشخاص آخرون تعرضوا للتعذيب وملقون على الأرض، والمشهد السابع كان بعنوان «الفرقة 95» ويتضمن تصريحات لأسامة ياسين، خلال لقاء تليفزيونى تحدث فيه عن تحرير عمارات التحرير وحرق «2 بنر» للرئيس الأسبق حسنى مبارك أعلى كوبرى أكتوبر، وأن هناك أشخاصًا كانوا يرتدون ملابس متشابهة ويحملون صور مبارك، فألقى عليهم المتظاهرون المولوتوف.
والمشهد الثامن تظهر فيه الإعلامية بثينة كامل، تقول إنها شاهدت أشخاصًا يلقون زجاجات حارقة من أعلى العمارات على ميدان التحرير، وكان يرافقها شخص إخوانى لم تذكر اسمه، وعندما سألته عما يحدث، قال لها إنهم منهم وإنها علمت بعد ذلك أنهم من حماس.
والمشهد التاسع كان حوارا هاتفيا مسجلا بين محمد عادل، عضو حركة 6 أبريل، وسيدة، يتحدثان فيه حول نشر فيديوهات «ليلة الانتصار» واستفسارها عن صور للناشط فى غزة.. بينما كان المشهد العاشر بعنوان «الشيخ إسماعيل المقدم متحدثا عن وائل غنيم»، وقال إنه مؤسس موقع طريق الإسلام ورجل المهام المستحيلة. والمشهد الحادى عشر كان تسجيلا لشخص يدعى علاء شتا على موقع إلكترونى يتحدث فيه عن قتل السادات، وإنه لا مانع من حدوث ثورة يوم عيد الشرطة.
والمشهد الثانى عشر لقاء الإعلامية منى الشاذلى مع الصحفى هشام علام حول فتح السجون، وعرض المشهد الثالث عشر فرار تشكيلات الأمن المركزى نتيجة قذفهم بالحجارة من قبل المتظاهرين، واختباءهم فى الحديقة المجاورة لمجمع التحرير، وظهور شخص ملثم يعتدى على قوات الأمن ويأمرهم بخلع ملابسهم، بينما كان المشهد الرابع عشر بعنوان «شهادة الشيخ مظهر شاهين»، يؤكد فيه «شاهين» أن الجناة الذين دبروا موقعة الجمل هم وراء ارتكاب جرائم السيارة الدبلوماسية، وهم الذين دسوا قنبلة بجامع عمر مكرم لقتل 20 ألف متظاهر. وعقّب الدفاع عن هذا المشهد قائلا: «ثبت للجميع أن الإخوان هم مرتكبو موقعة الجمل».
ووصل عدد المقاطع التى تم عرضها 32 مقطعا، منها مقطع يظهر أداء حركة حماس يمين الولاء لجماعة الإخوان، ومشهد يظهر فيه الناشط السياسى أحمد دومة وهو يقول إن الثورة ليست سلمية، وإنهم يوم 25 يناير كانوا يردون على الأمن المركزى بالمولوتوف، وأثبت الدفاع فى محضر الجلسة تعليقه، وقال: «هذا المشهد يرتدى فيه دومة الخوذة وزى رجال الأمن المركزى، وهذا يؤكد الاعتداء على رجال الشرطة»، وأنهى الدفاع تعليقه: «إحنا بنحارب إسرائيل يا باشا مش شباب مصر».
وجاء عنوان أحد المشاهد «الأسلحة مع المراسلين الأجانب»، ويتضمن صورًا متلاحقة لأشكال متعددة من آلات تصوير ضوئى، تم التنويه فى أسفلها بأنها تتحول إلى مسدس به كاتم صوت، وقال الدفاع إن أسهل وسيلة لدخول المرتزقة لتخريب البلاد تكون تحت اسم «مراسلين أجانب» ومعهم أدواتهم التى يستخدمونها للتصوير ظاهريا، ولكنهم يقتلون بشكل عشوائى لإثارة الشعب.
وتضمن أحد المشاهد أقوال بعض الشهود، منهم شخص يدعى ناجى أبوالنجا، أحد العاملين السابقين بقناة الجزيرة، يؤكد فيه أن القناصة الذين قتلوا المتظاهرين كانوا يختبئون فى مكتب قناة الجزيرة التى كان يعمل بها منذ عام 2005، وأن المكتب كان يكتظ بالعملاء القطريين والصهاينة، على حد قوله.
واختتم الدفاع مرافعته بقوله: «يجب على شعب مصر أن يقدم الشكر إلى الرئيس حسنى مبارك لتنحيه يوم 11 فبراير 2011 وحقن دماء المصريين.. مبارك حافظ على دماء المصريين».