x

مساعد وزير الخارجية الأسبق: بوادر انفراج فى أزمة سد النهضة (حوار)

الثلاثاء 17-06-2014 09:13 | كتب: هبة شورى |
«المصري اليوم» تحاور «إبراهيم الشويمي» وزير الخارجية الأسبق «المصري اليوم» تحاور «إبراهيم الشويمي» وزير الخارجية الأسبق تصوير : نمير جلال

قال السفير إبراهيم الشويمى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن حفل تنصيب الرئيس السيسى أعاد مصر واقعيا إلى الاتحاد الأفريقى، واصفا حرص عدد من زعماء القارة على حضور الحفل بأنه اعتراف بأن ما حدث فى 30 يونيو، ثورة شعبية. وأضاف الشويمى فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن هناك بوادر انفراج فى أزمة سد النهضة الإثيوبى، مدللا على ذلك بالزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبى إلى القاهرة، لافتا إلى أن القيادة الجديدة للدولة المصرية لن تقبل أن تدور فى فلك الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى نص الحوار:

■ كيف تقرأ مستقبل العلاقات المصرية- الأفريقية؟

- مشهد التنصيب كان مهيبا وحضاريا، وأعاد إلى الأذهان مفهوم الدولة المصرية الذى ظل غائبا لفترة من الوقت، وهناك مؤشران غاية فى الأهمية فى حضور ممثلى الدول، تقريبا معظم الدول الأفريقية كانت حاضرة وبتمثيل دبلوماسى يدل على مدى تقديرها لأهمية مصر، وأكاد أجزم بأن مشهد التنصيب أعاد مصر إلى الاتحاد الأفريقى واقعيا ولم يبق سوى الإجراءات الروتينية، فهؤلاء الزعماء الأفارقة الذين حضروا يقرون بأن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعب حقيقية وأن السيسى كان اختيارا شعبيا جاء بانتخابات حره ونزيهة، أضف إلى ذلك الحضور الملفت لرؤساء وزعماء الدول العربية، وهو ما يدل على إدراك الجميع أن الوحدة العربية ضرورة وليس ترفا.

■ هل حضور ممثل عن قطر يعطى مؤشرا بعودة قطر إلى المظلة العربية وعدم الجنوح لشق الصف؟

- أتمنى أن يكون ظهور السفير القطرى فى حفل تنصيب السيسى بادرة خير وإشارة بعودة قطر إلى اللحمة العربية، لكن أيضا ليس مؤشرا كافيا فلاتزال قطر تؤوى على أرضها عددا من أعداء مصر ولاتزال تصر على إظهار العداء حتى لأشقائها فى مجلس التعاون الخليجى، ما دفع 5 دول من المجلس لقطع العلاقات معها.

■ ما الاختلافات بين مشهد تنصيب السيسى ومشهد تنصيب مرسى منذ عام تقريبا؟

- ليسا متشابهين إطلاقا ففى حلف اليمين بالمحكمة الدستورية جادل مرسى القضاة ورفض تلاوة القسم كما هو وأراد إدخال تعديلات ثم اقتطع منه عبارات الحفاظ على وحدة أراضيه ومنذ تلك اللحظة كان الجميع فى الدولة المصرية ينتابه قلق بالغ من التضحية أو التنازل عن جزء من أرض الوطن لحماس فى غزة أو لنظام البشير فى السودان، إلى أن هب الشعب المصرى فى 30 يونيو واقر خارطة الطريق، أما مشهد حلف السيسى لليمين كان رزينا وعريقا ويوحى بعودة تقاليد الدولة المصرية.

■ لماذا لم تتم دعوة وفود دولية فى حفل تنصيب مرسى الذى شهدته جامعة القاهرة؟

- فى حفل جامعة القاهرة، واجهت الدولة مأزقا بالغ الصعوبة، وكانت إدارة المراسم بوزارة الخارجية فى ورطة حقيقية، إذ كان هناك تفكير فى دعوة وفود العالم للحضور، لكن كان هناك تخوف من عدم تلبية الدعوة، ما يؤثر بالسلب على هيبة الدولة، ومراسميا يجب ألا تقدم دعوة لأحد وأنا أدرك أنه لن يحضر، فضلا عن أن الرئيس الإخوانى كان أحرص على دعوة الأهل والعشيرة من دعوة الدول.

■ البعض وصف تقليد توقيع اتفاقية تسلم السلطة فى حفل تنصيب السيسى بأنه تقليد غريب على السياسة المصرية؟

-ليس مبتدعا إنما هو فكرة جديدة وسنة حسنة لتأكيد مسؤوليات الرئيس تجاه شعبه، قد رأت إدارة المراسم فى الرئاسة أن تكون اتفاقا جديدا يؤكد انتقال السلطة من الرئيس المؤقت إلى الرئيس المنتخب، كما أن فرنسا بها ذات التقليد منذ إرهاصات الثورة الفرنسية بعدة عقود وهو تقليد حضارى وسلمى ويوحى بعراقة الدولة واحترامها للحريات والحقوق فعندما توقع وثيقة تسلم سلطة فمعناه أن هذا ميثاق غليظ.

■ كيف ستصاغ معادلة العلاقات المصرية- الأمريكية، والمصرية- الروسية مستقبلا؟

-يبدو جليا موقف الرئيس السيسى بهذا الصدد فقد هدم فكرة الاستقطاب فى العلاقات المصرية فلا ميل مسرفا باتجاه روسيا ولا تبعية أمريكية، المصلحة هى ميزان العلاقات، فالعلاقات تسير فى خطوط متوازية، وليست متساوية، ففى العلاقات الدولية بحكم التاريخ والجغرافيا والمصلحة ستؤثر فى قوة بعض العلاقات فى خطوطها الأفريقية والعربية ومع الدول الخمس الكبرى لابد أن تكون العلاقة مهمة ومتميزة عن غيرها، لأنهم القائمون على مجلس الأمن، الذى يملك مفاتيح الكثير من القضايا فهو يملك توقيع عقوبات على الدول واستخدام القوة المسلحة ضد بعض الدول، وهذا لا يعنى استقطابا أو تبعية وإنما إعطاء كل شىء قدره إذن فالتعاون مع جميع الدول وتعزيز العلاقات هو الاتجاه الغالب، وقد بدا ذلك جليا فى زيارات وزير الخارجية الذى ذهب إلى اليابان والصين وإنجلترا ودول فى أفريقيا.

■ كيف تعالج مصر إشكالية إقامة علاقات مع روسيا مع الحفاظ على علاقاتها بأمريكا؟

-تصريحات الرئيس أوباما تعبر عن قلق كامن لدى الإدارة الأمريكية من خسارة الدور المصرى، فمصر بيدها الكثير من مفاتيح السلام فى المنطقة، أمن الخليج يبدأ من مصر، أمن إسرائيل يبدأ وينتهى بمصر، تأمين ممرات الملاحة وحاملات البترول أيضا ملف مصرى، إذن الواضح فى الموقف الأمريكى أنه يتلافى خطأ فى تقييمه السابق للأمور ويحاول إعادة الأمور لنصابها لكنه يدرك أن القيادة الجديدة فى مصر لن تقبل بعودة العلاقات لتدور فى فلك أمريكا كما كان فى عهد مبارك، هذا بالنسبة لأمريكا أما الروس فهم أناس عمليون بقدر المصلحة المشتركة ستكون العلاقات وإن كانت الرؤية الروسية والمصرية تتفق حول ضرورة مواجهة الجماعات الإرهابية بينما تغامر أمريكا بالاعتماد عليهم لتحقيق أهداف قصيرة المدى دون إن تدرك العواقب طالما أنها ليست على أرضها.

■ العلاقة مع إيران كيف ترسم خطوطها العريضة فى ميزان العلاقات المصرية؟

-كان هناك حديث حول حضور الرئيس الإيرانى لحفل تنصيب السيسى لكن حضر ممثل عنه وإن كان ذلك مؤشرا عن شىء فهو يعبر عن حرص الدولة الإيرانية على فتح آفاق للعلاقات مع مصر وإن كان بنوع من التدريج وكان من الممكن ألا تحضر أى وفود عن إيران لكن هناك أمور يجب ألا تستمر فحتى الآن لا يوجد لنا سفير مصرى فى طهران لإدارة المصالح لا العكس.

■ لكن إشكالية العلاقة مع إيران مقابل العلاقات مع دول الخليج كيف ستتم معالجتها؟

-أمن الخليج جزء من منظومة الأمن القومى العربى الذى يعد أولوية لدى مصر، ودول الخليج مجال حيوى لمصر، وعدم وجود تمثيل دبلوماسى مصرى فى إيران يدل على شكل من أشكال العلاقات غير الصحيحة، لأن إيران أقدمت على تصرفات لا تصح أن تتخذها إزاء العلاقات العربية وفى رأيى إذا ما اتخذت إيران التدابير اللازمة تجاه إيقاف المد الشيعى وعدم دعم الأقليات الشيعية فى البحرين وجزء من هذه التدابير متعلق بالجزر الإماراتية، ستتحسن العلاقات.

■ ماذا عن العلاقات مع إثيوبيا؟

-نعم أفهم سؤالك هذا كان خطأ فى العلاقات المصرية مع دول الجوار الجغرافى فى السابق أن نتعامل بمنطق أنه طالما أنى لست بحاجة إلى دولة ما الآن فلا داعى لبناء علاقة معها وربما كان هذا التراكم من التعامل مع أفريقيا هو ما أسفر عن أزمة حادة لمصر فى الوقت الذى كانت فيه إثيوبيا لا تستجيب لمصر، كانت الدول الأفريقية غير عابئة كثيرا بالأزمة وتعاملت مع مصر بنفس منطقها ليس لدى ما يدعونى لمساندتك والتوسط لدى إثيوبيا، لكن التحركات الأخيرة وزيارة رئيس الوزراء الإثيوبى تنبئ بالخير وتلوح فى الأفق بانفراجة فى أزمة سد النهضة وعن قريب ستأتينا أخبار مبشرة من أديس أبابا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية