ساعات قليلة ويسدل الستار علي الدورة 67 لمهرجان كان السينمائي بإعلان جوائز المسابقة الدولية والتي تنافس فيها 18 فيلما يمثلون اتجاهات فنية وسياسية وتقنية مختلفة، وقد نجحت هذه الأفلام منذ اللحظة الاولي في إثارة الجدل حولها وظهرت معظمها بمستوي جيد جعل الكثير يحتار في الحكم علي اختيار الافضل او ترشيح من يستحق السعفة او من سيفوز بها اليوم؟ وبالتاكيد كان ذلك لصالح المهرجان واختياراته خاصة ان المسابقة هذا العام ضمت أسماء من المخرجين لم تكن هينة علي الاطلاق وحقق معظمهم جوائز وسعفات كان خلال السنوات الماضية ولكل منهم رصيد كبير من الجوائز ومنهم «نوري بيلجي جيلان – الأخوان درادان – كين لوتش- مايك لي – جودار – سيساكو»، حتي لو كان بعضهم قد خيب الآمال في تجربته مثل جودار ولكن الكبار دائما لهم رونقهم وبصمتهم الخاصة لذلك فكان السؤال الصعب داخل اروقة المهرجان هذا اليوم هو لمن السعفة اليوم؟:
أفضل فيلم
رغم الجدل الواقع علي الأفلام إلا أن هناك ثلاثة أفلام تستحق الأفضل هذا العام بشهادات النقاد ولها حظ كبير في الحصول علي جائزة أفضل فيلم، وقد تركزت المنافسة بين أفلام Winter Sleep من تركيا للمخرج نوري بيلجي جيلان والذي فاز أمس بجائزة النقاد الدولية والذي قدم تجربة مميزة تستحق الانحياز إليها لعبقريته في سرد صورة مختلفة وتمكنه في السيطره علي المشاهد لمدة ثلاث ساعات، حيث يعتبر فيلمه الأطول في المسابقة، 3 ساعات 16 دقيقة، لذلك فنيا فيعتبر الأفضل، ولكن ينافسه بقوة فيلم Mr.Turner من بريطانيا للمخرج مايك لي الذي قدم حالة فنية رائعة مميزه من خلال سرد قصة حياة رسام بريطانيا الشهير «جي دبليو تيرنر»، ويلقي الضوء معه علي القرن الثامن عشر، أما الفيلم الثالث والذي تتحيز له الصحافة الفرنسية بشكل كبير هو فيلم الأخوان درادان Two Days, One Night للبطلة الفرنسية الشهيرة صاحبة جائزة الاوسكار ماريون كوتيار ويحكي الفيلم مأساة موظفه تريد ان تعود الي عملها علي حساب المكافأة السنوية لزملائها في العمل وذلك في إطار إنساني بسيط يكشف طبيعة الحياة والسياسة داخل المجتع بشكل عام، وإن كانت هذه هي الترشيحات الاقوي من نظر الجميع الا ان هناك ترشيحات قليلة ذهبت لصالح فيلم "Mommy" كندا للمخرج زافيير دولان اصغر مخرج في المسابقة.
أفضل مخرج
بالتأكيد إذا كانت المنافسة بين الافلام صعبة فالمنافسة علي جائزة افضل مخرج الاكثر صعوبة ولكن هناك ثلاث ترشيحات تقريبا لجائزة افضل مخرج وهم كين لوتش عن فيلم Jimmy’s Hall، نوري بيلج جيلان عن Winter Sleep زافيير دولان عن Mommy.
جائزة لجنة التحكيم الكبري
هذه الجائزة لا تقل أهمية عن جائزة افضل فيلم، فهي الجائزة الكبري الثانية بعد السعفة، وتنافس عليها ايضا ثلاثة افلام هي "Mommy" من كندا زافيير دولان كنوع من التشجيع خاصة ان الفيلم كان متميزا ويؤكد عن ظهور مخرج مختلف سيكون له مستقبل كبير في عالم السينما، ولكن في حال إذا ذهبت السعفة الي فيلم "يومان – ليلة واحدة" للأخوين درادان سيحصل فيلم Winter Sleep علي هذه الجائزة والعكس صحيح باعتبار ان هذان الفيلمان الاكثر ترشيحا للحصول علي جوائز، ويلي في المرتبة الثالثة فيلم Timbuktu للمخرج عبد الرحمن سيساكو كنوع من التأييد للقضية التي طرحها في الفيلم والتي تنتقد وجود جماعات الاسلام السياسي في افريقيا.
جائزة افضل ممثل
رغم صعوبة المنافسة أيضا إلا أن جائزة أفضل ممثل انحصرت بين ثلاثة وهم الممثل التركي هالوك بيلجنر في فيلم Winter Sleep والذي قدم دور مثقف وممثل قديم حيث نجح الممثل بعبقرية كبيرة أن يرسم ملامح الشخصية ويقدمها بطريقة فلسفية تتناسب مع ثقافته، مع أداء سهل استطاع أن يقدم من خلاله الكثير من المعاني، ويتنافس بقوة الأمريكي ستيف كاريل عن فيلم Foxcatcher والذي قدم دور جون دي بونت الملياردير الأمريكي، وقد نجح ستبف في تقديم روح الشخصية في لحظات الضعف والقوة بأداء جيد طوال احداث الفيلم، وينافسهم بقوة الممثل تيموثي سبول الذي يجسد شخصية الرسام الانجليزي الشهير الذي عرف بغرابة أطواره وغلظته في التعامل مع الآخرين.
أفضل ممثلة
كان أداء التمثيل النسائي مبهرا خلال هذه المنافسات وتأتي في المركز الأول من الترشيحات الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار عن فيلم Two Days, One Night لنجاحها في تقديم الشخصية علي طريقة السهل الممتنع حيث نجحت في إبراز كل معاناة الشخصية من خلال أداء سلس ومقتنع، وتنافسها بنت بلادها جولييت بينوش عن فيلم Sils Maria بأداءٍ قوي ومميز، وتشارك في المنافسة النجمة صاحبة الاوسكار الشهير هيلاري سوانك عن فيلم The Homesman لقدرتها علي الاقناع وسيطرتها علي الشخصية، ويشاركهما المنافسة النجمة آني دورفال عن دورها في Mommy والذي تفوقت فيه كثيراً.
أفضل سيناريو
كان الأفضل في السيناريو هذا العام الفيلم الروسي Leviathanوالذي نجح في أن ينتقد النظام الروسي وبقوة من خلال رؤيته في أن هذا النظام يجمع بين الديكتاورية والحكم الديني، وقد تسبب هذا الانتقاد في عدم حضور الوزير الروسي الذي كان قد أعلن قبل الفيلم حضوره إلى «كان» ولكن بعد مشاهدة الفيلم رفض الحضور، ويشاركه في المنافسة الفيلم الموريتاني Timbuktu لعبد الرحمن سيساكو لجرأة السيناريو أيضا في طرح قضية الإسلام السياسي في المنطقة من خلال سرد قصص حقيقية تعرضت لمأساة في مدينة تمبوكتو شمال مالي وقد تكون هذه الجائزة تحمل نوعا من التحيز لقضية الفيلم بشكل عام، ويشارك في المنافسة سيناريو فيلم الارجنيتي Wild Tales ويأتي في النهاية فيلم Mommy.
وفي النهاية تعد هذه الترشيحات هي الأقرب والأكثر قرباً من التحقق على أرض الواقع، ولكن تظل الكلمة النهائية في نهاية هذا اليوم والتي ستعلها المخرجة النيوزلندية جين كامبيون رئيس لجنة التحكيم.