تباينت ردود فعل الأحزاب حول إجراء الانتخابات البرلمانية بنسبة 75% لصالح النظام الفردي و25 للقائمة، وشددوا على أهمية إجراء حوار مجتمعي حقيقي وعرض القانون على الأحزاب لإبداء رأيها، وفي الوقت الذي أشار فيه البعض إلى أن النظام الفردي «معيب»، رأى البعض الآخر أن ما تم التوصل إليه هو أفضل ما يمكن نظرا لضعف الأحزاب ورفض غالبية المزاج المصري نظام القائمة.
قال حسين عبدالرازق، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع، إن «استمرار الانتخابات بالنظام الفردي هو أسوأ ما يمر بمصر هذه الأيام، وهى التي تعتمد على الأشخاص وقدرتهم المالية والعشائرية والقبلية، بما يخرج نائب بمنطق الخدمات ولا يستطيع أن يجاري عملية التشريع والرقابة في الوقت الذي يحتاج على الأقل أى مرشح لمليون جنيه للإنفاق على الدعاية الانتخابية».
وأضاف: أن «من حق المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، أن يدعم النظام الفردي باعتباره ليس حزبيا، وتناسى البعض أن الدستور الجديد ينص في المادة رقم 5، أن نظام الحكم قائم على أساس التعددية الحزبية، كما أن المواد الخاصة بالحكومة ورئيس الجمهورية والبرلمان تنص على أن رئيس الحكومة يختاره رئيس الجمهورية بناء على موافقة الأغلبية على أن يحظى بثقة المجلس، مشيرا إلى أنه في حالة وجود عدد كبير من المستقلين فلن تحصل على الثقة في أى وقت وان لم تحصل حكومتان متتاليتان سيحل البرلمان وسندخل في دوامة، رغم أن جوهر الدستور يشير إلى القائمة النسبة غير المشروطة».
وقال صلاح عدلي، رئيس الحزب الشيوعي المصري، إن «النظام الفردي ملىء بالعيوب الخطيرة، والأفضل أن يتم إجراء الانتخابات على الأقل بنظام الثلثين للقائمة والثلث للفردي أو بالمناصفة، من أجل دعم الأحزاب لممارسة دورها، لافتا إلى أهمية عرض القانون على الحوار المجتمعي الحقيقي وليس بصورة شكلية، مشيرا إلى أن حديث السيسي عن رؤيته لإجراء الانتخابات بالنظام الفردي باعتباره ظرفا استثنائيا يعد أمرا غير منطقي، بعدما أثبت المصريون قدرتهم على عزل أى قوى معادية للديمقراطية».
وقال عصام شيحة، المستشار القانوني لحزب الوفد، إن «هذا هو أفضل ما يمكن التوصل إليه في ظل ضعف الأحزاب ورفض غالبية المصريين للقائمة، وأضاف أن الاتجاه العام للأخذ بالنظام الفردي مع زيادة عدد الدوائر باعتبارها الأقرب لفهم الغالبية العظمي للمصريين منذ عام 1866 والنظام بالقائمة والمختلط حديث العهد منذ 1984، لافتا إلى أن ضعف الأحزاب خاصة في ظل التربص بالنظامين جعل الغالبية تسعى لاختبار نائب قريب من أبناء الدائرة يحقق فرز المرشح سواء كان منتميا لجماعة الإخوان أو الحزب الوطني، حيث إن نظام القائمة يتم فيه «غسيل» المرشحين من الصفوف الثانية خلال النظامين».
وأوضح أن الأحزاب التي تملك خبرات وكوادر كبيرة تستطيع المنافسة على جميع المقاعد، وبالتالي يجب دخول الأحزاب في تحالفات انتخابية كبيرة، فضلا عن الاندماج في 4 أحزاب تمثل جميع التيارات السياسية منعا لتشتيت المواطنين.