قابلت خالد محيي الدين، منذ اثني عشر عاما، وأجريت معه حوارا مطولا بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة 1952، والآن حصل آخر الضباط الأحرار على «قلادة النيل»، الجائزة التى حصل عليها رفقاء السلاح في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وحرم منها بسبب مواقفه السياسية مع رؤساء مصر، ورفضه التنازل أو المهادنة بشأن مبادئه.
والآن، لم يعد ممكنا إجراء حوار مماثل مع الرجل، لكن في شقته بحي الزمالك، وقف ابناه «أمين وسميحة» تغمرهما السعادة والفرح بعد حصول والدهما على الجائزة الرفيعة، وبالطبع لم يكن مطلوبا منهما الحديث نيابة عن الأب، لكنهما نقلا لقراء «المصرى اليوم» مشاعر أحد قيادات تنظيم الضباط الأحرار، حيال تكريمه، الذى جاء متأخرا جدا، وتطرق الحديث بالطبع إلى ذكرياتهم حول خالد محيي الدين، الإنسان، والمفكر، وأحد صناع التاريخ المعاصر.. وإلى نص الحوار.
■ لماذا تأخرت قلادة النيل نحو 60 عاما؟
- تبدأ «سميحة»، أو «بوسى» كما يطلق عليها أصدقاؤها، وأسرة «محيى الدين»، الحديث قائلة، هي فعلا تأخرت، فقد حصل عليها رفقاء السلاح في 1956، وبعد ذلك كان المرحوم صلاح سالم، آخر من حصل عليها قبل وفاته، ويكمل شقيقها «أمين» بالقول: إن الجائزة أسعدت والدنا كثيرا، وأعتقد أنها جاءت في توقيت رائع.
■ كيف كان استقبالكم في الرئاسة أثناء تسلم الجائزة؟
- سميحة: كان أكثر من رائع، فنحن، أنا ووالدتي وشقيقي، ذهبنا لنتسلم أهم جائزة يحصل عليها والدنا.
■ ما الحوار الذي دار بين الرئيس عدلي منصور ووالدتكما، سميرة محيى الدين؟.
- سميحة: والدتى قالت له إن أبى كان يتمنى أن يأتى بنفسه لكى يتسلم الجائزة، لكن ظروفه الصحية منعته من الحضور، وهو يشكر سيادتكم على منحه الجائزة، وقال لها الرئيس: «كنت أتمنى أن أقلد هذا الرجل العظيم القلادة بنفسى، ونعتذر لأنها تأخرت كثيرا، فتأثرت والدتى، واغرورقت عيناها بالدموع، والحقيقة أن اللقاء كان رائعا، بعد أن أن حصلت معنا على الجائزة نفسها أسرة الرئيس الراحل، محمد نجيب.
■ هل كنتم تتوقعون حصول خالد محيى الدين على الجائزة فى هذا التوقيت؟
- سميحة: الرئاسة أخبرتنا، الثلاثاء قبل الماضى، أن الرئيس منح الوالد قلادة النيل، ولم نكن نتوقعها.
■ لكن هل طالبت الأسرة بالجائزة بشكل غير مباشر؟
- يجيب الاثنان بالرفض، قبل أن تكمل «سميحة»: هذه جائزة إما أن تمنحها الدولة من تلقاء نفسها، أو لا جدوى من طلبها، لأنه لن يكون لها قيمة إذا طلبت، والحقيقة أننا كأسرة كنا مجروحين لأن والدنا أحد مؤسسى تنظيم الضباط الأحرار، ولم يحصل عليها مثل بقية زملائه، وهى أعلى تكريم من الدولة، وأعتقد أنه يستحقه عن جدارة، بسبب مشواره الوطنى، فقد وقف خالد محيى الدين طوال حياته مع الفقراء، مناديا بالديمقراطية، منذ سنة 54، وكنا نعلم أن الجائزة ستسعده أكثر منا، علشان كده إحنا مبسوطين إنه أخدها فى حياته.
■ ماذا كان رد فعل خالد محيى الدين عقب سماعه خبر حصوله على الجائزة؟
- أمين: كان سعيدا جدا عندما علم أن الدولة تقدره وتمنحه أرفع الجوائز وهو على قيد الحياة، وقال لنا إنه أفضل خبر سمعه هذا العام، وكان وجهه مبتسما.
■ قال البعض إن منح الجائزة لمحمد نجيب وخالد محيى الدين له مغزى سياسى، خاصة أنها جاءت قبل الإعلان عن لقاءات القوى الوطنية لبحث مستقبل خارطة الطريق؟
- سميحة: معهم كل الحق فى ظنونهم، فقد كان والدي معروفا بأنه «نبي الديمقراطية» منذ 54، ويضيف «أمين»: الجائزة جاءت بمثابة رسالة مفادها أن الديمقرطية قادمة، بدليل أن الراجل الذى كان ينادى بها منذ أعوام طويلة تم تكريمه أخيرا، وهذا يشير إلى أن مؤسسات الدولة عادت، واستردت جزءا من عافيتها، فقد كان خالد محيى الدين مغضوبا عليه، ولا يوجد أمل فى تكريمه، لكنه حصل أخيرا على قلادة النيل، كل هذا يشى بأن هناك أملا فى الغد.
■ كانت هناك مطالبات للرئيس المعزول، محمد مرسى، بمنح خالد محيي الدين قلادة النيل.. فما تعليقكم؟
- أمين: لا أعتقد أننا سنكون سعداء بها لو منحها له «مرسى»، لأننا كنا متأكدين أنه كان سيمنحها له، لأنه يعتبره خصما، وتكمل «سميحة»: الجائزة جاءت فى توقيت جيد، ومن راجل فاضل، كل الناس تشهد له بالاتزان، ومنحها لاسم الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم رسالة بأن الدولة معنا، لكن الذى أثر فينا بالفعل هو أنه فى هذه الفترة المليئة بالأحداث، يعلن أنه تم منح محمد نجيب وخالد محيى الدين الجائزة، ما يؤكد أن الدولة تستعيد عافيتها.
■ منح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أعضاء مجلس قيادة الثورة قلادة النيل، فلماذا تم استثناء خالد محيى الدين؟
- أمين: فى عهد «عبدالناصر»، ورغم فترات التقارب بينهما، فإنه لم يتم طرح الأمر، أما فى عهد الرئيس الراحل، أنور السادات، فلم تكن هناك فرصة لذلك، لأنها كانت فترة عصيبة ومقلقة، لدرجة أننا كنا نفتح الجرائد فى الصباح فنجد هجوما وتشويها لشخص خالد محيى الدين.
■ كان موسى صبرى يقوم بهذا الدور، أليس كذلك؟
- سميحة: موسى صبرى قام بالدور الأكبر، ولا أعتقد أن الرئيس السادات كان ينزل لمستوى أن يطلب من شخص أن يهاجم أحدا، رغم أنه لم يكن يحب أفكار الوالد، لكنهم كانوا يتملقون الرئيس والسلطة فى هذا الوقت.
■ لو كان خالد محيى الدين وافق على سفر السادات إلى القدس، هل كان ذلك سيجعل الرئيس الراحل راضيا عنه، ويمنحه قلادة النيل؟
- أمين: لم يكن والدى سيوافق على الخطوة، لأنه كان معارضا، وعضوا فى البرلمان، وضد فكرة التطبيع مع إسرائيل، أو الذهاب إليها.
■ ألم تكن هناك رسائل سرية بين الرئاسة وخالد محيى الدين فى هذا الشأن؟
- أمين: لا، فقد كانوا يعرفون موقفه وموقف الحزب فى هذه القضية.
■ لكن عضوا بمجلس الشعب عن حزب التجمع فى دائرة الفيوم وافق على خطوة السادات؟
- سميحة: فعلا، لكن الحزب فصله، لأنه وقف فى مجلس الشعب وأيد الزيارة، والخلاصة أن والدنا والحزب تأذيا فى أيام السادات، ففى فترة السبعينيات، مورست ضغوط أمنية كبيرة على الحزب، وتركه عدد من الأعضاء بعد أحداث 77، أو ما كانوا يطلقون عليه «انتفاضة الحرامية»، وبعد ذلك خرج الحزب الناصرى من رحم التجمع.
■ معنى ذلك أن خالد محيي الدين عانى كثيرا فى كل العهود؟
- سميحة: بالتأكيد، لكنه كان مستمتعا بهذه المعاناة، ففى هذه الفترة كان موسى صبرى يكتب ضده، وجدتى تطلبه فى التليفون، وهى قلقة تريد أن تعرف الأخبار، وتلتفت لتجد أن والدى يضحك، فتقول له: «إنت هتجننى يا خالد، بتتشتم ومش بترد»، وإحدى هذه الشتائم كانت بسبب حفل زواجى، فقد كانت كل الأفراح فى هذا التوقيت تضم عشاء، لكننا عملنا حفلة شاى فقط، والناس كلها كانت مبسوطة بزواج ابنة خالد محيى الدين، لكن فوجئنا أن موسى صبرى يكتب عن تكاليف الفرح الباهظة، وكنت أقرأ الأخبار، وأنا فى شهر العسل وأبكى، وعندما دخلت الجامعة العربية، قال إن خالد محيى الدين توسط لكى تدخل ابنته الجامعة، رغم أننى دخلت مسابقة قبل التحاقة بها، وطلعت الأولى، وحتى عندما نقلت الجامعة إلى تونس، رفضت أن أغادر مصر، لأننى ابنة خالد محيي الدين، وأعتمد دائما على جهودى وكفاءتى، ووشقيقى كان يعمل فى شركات خاصة بعد التخرج من كلية الزراعة، فقد علمنا والدنا أن الطريق الشريف هو الطريق السليم.
■ كان حلم جدكما أن يلتحق خالد محيي الدين بكلية الزراعة فتحقق حلمه فى أمين؟
- أمين: جدى طلب من والدى أن يلتحق بكلية الزراعة، لأنه كان يمتلك أراضى زراعية، لكنه رد بأنه يريد أن يدخل الجيش، وبعد ذلك قال إنه ندم على هذه الخطوة، فالتحق بكلية التجارة، وتخرج فيها عام 51، ورغم أننى التحقت بكلية الزراعة فإنني لم أعمل فى هذا المجال.
■ خالد محيي الدين أول من رفع شعار «لا للتطبيع»؟
- أمين: لا أعرف، لكنه قالها كثيرا، وهو شعار كان ساريا بين الناس.
■ لماذا توقف عن استكمال مذكراته.. واكتفى بإصدار كتاب واحد؟
- أمين: مذاكراته بدأت من المنشأ حتى عام 56، وخرجت للنور فى 92، وحاولنا كثيرا أن نحثه على استكمالها، لكننا لم نفهم لماذا لم يكملها، وتضيف «سميحة»: كان لازم يكتب بقية المذكرات منذ 15 سنة، أما الآن فالمسألة صعبة، بسبب حالته الصحية.
■ فى الكتاب الأول اعتمد على مدوناته فى الكراسة الزرقاء، فما تعليقك؟
- سميحة: توقفت الأحداث فى الكراسة الزرقاء عند عام 56، وهى محتوى الكتاب، وقد دونها فى المنفى، لكن بعد عودته، كان كل نضاله فى مصر من تأسيس جريدة المساء، ثم رئاسته لمجلس إدارة أخبار اليوم، ثم حركة السلام العالمى، ورئاسة مجلس السلام العالمى، وتركه أيام زيارة السادات للقدس.
■ لماذا أنصف الرئيس السادات فى مذكراته، رغم أن الرئيس الراحل لم ينصفه، وما سر العداء بين الطرفين؟
أمين: هو قال لى إن الكيمياء بينه وبين السادات «ماكنتش راكبة»، لكنه فى المذكرات أنصف الجميع، وتضيف «سميحة»: كانت هناك كيمياء بينه وبين عبدالناصر، الذى كان يحترمه ويقدره ويعرف قوة تأثيره، حتى فى ذروة الخلاف السياسى بينهما، وتحديد إقامة محمد نجيب، فالرئيس عبدالناصر خيره بعد أزمة مارس بين الإقامة الجبرية والسفر للخارج، وقال لوالدى: «إنت ناوى تعمل إيه؟»، فرد: هقعد، فقال له: لا، إنت هتكون مثل العسل الذى يتلم عليه النحل، وهضطر آخد ضدك إجراء أنا مش عاوزه، فطلب والدى من الرئيس أن يذهب لفرنسا أو إيطاليا لعلاجى، لكن عبدالناصر رفض، وقال له: «لا فرنسا ولا إيطاليا، هناك حركة شيوعية قوية وحراك ثورى، اختر دولة ثالثة تكون هادئة، فاختار أبى سويسرا، ويقول والدى إنه فى فترة المنفى تعرف على طبيعة الناس ومعادنهم، وهل يخشون السلطة أم لا.
■ فى مجلس قيادة الثوة كان هناك من يسعى للوقيعة بين عبدالناصر وخالد محيى الدين؟
- سميحة: لا أعتقد، فعبدالناصر كان من الشخصيات التى لا تخضع لمثل هذه المحاولات، غير أنه فى المجلس كانت له الأغلبية، وخالد كان يسانده سلاح الفرسان، وهو سلاحه، لذلك كانوا يريدون أن يبعدوه عن مصر بسبب تأثيره القوى، ووالدى كان وطنيا لا يحب العنف، ففضل الانسحاب فى هدوء من أجل استقرار الوطن.
■ تجربة «أخبار اليوم»، هل كانت تجربة صعبة؟
- سميحة: كان دائما يقول ذلك، عكس جريدة المساء التى أسسها.
■ فى عام 52 كان يقيم فى مصر الجديدة، فمتى انتقل إلى حى الزمالك؟
- سميحة: فى 56 كنا نسكن فى أبوالفدا، وفى عام 60 انتقلنا إلى هذه الشقة، وفى هذا المكان كان يأتى إلينا ياسر عرفات، وأسامة الباز، الذى كان همزة الوصل بين والدى والسادات وحسنى مبارك.
■ هل كانت هناك رسائل سرية بينه وبينهما؟
- سميحة: أعتقد ذلك.
■ وماذا عن تفاصيل هذه الرسائل؟
- أمين: كنا نقرأ الصحف مثل كل الناس، وكنا نتناقش معه، وأتذكر وأنا فى الجامعة، أنه كان لدى حساسية من حقيقة أننى ابنه، حتى مظاهرات 72 رفضت المشاركة فيها، وتضيف «سميحة»: كنا نخاف على سمعة والدنا لدرجة إننا كنا نبتعد عن أى شىء يمسه، وعندما التحقت بكلية التجارة جامعة القاهرة كانت الموضة هى «الجيب القصيرة»، فقال لى «طولى هدومك»، فقلت له: إزاى؟، أنا فتاة داخلة الجامعة، وخريجة مدارس خاصة، فرد: إنتى بنت خالد محيى الدين، وفى كل حركة تصدر منك خليكى فاكرة إنك بنت خالد محيى الدين، والحقيقة أنه لم يكن لنا أى نشاط فى اتحادات الطلاب، وهى الأنشطة التى يمكن من خلالها الدخول فى معترك السياسة.
■ أليس غريبا أن يبتعد أبناء خالد محيى الدين عن الأنشطة السياسية؟
- أمين: لم يضغط على لكى أكون مكانه فى دائرة كفر شكر، واستكمل مسيرته فى البرلمان.
■ فى انتخابات 2005 نجح منافسه مرشح الإخوان، فهل كانت مؤامرة من الحزب الوطنى والجماعة؟
- أمين: لا نستطيع أن نقول ذلك، لكننا حمدنا الله لأنه لم يدخل مجلس الشعب فى هذه الدورة، فحالته الصحية وقتها بدأت فى التدهور.
■ هل كان المقصود أن يخسر فى محاولة من الحزب الوطنى للدفع بمحمود محيى الدين؟
- أمين: احتمال، لكننا مؤمنون بأنه ترتيب من ربنا، أما «محمود»، فهو أحد أفراد العائلة، وبعد ذلك وقف مع والدى وقال له: «لو ماترشحتش أنا هرشح نفسى»، وتضيف «سميحة»: «محمود قال لى إننا لا نريد أن نكرر تجربة صفوت وخالد محيى الدين فى السبعينيات، عندما انقسمت العائلة، لأن كل الناس حطانا فى دماغها».
■ خالد محيى الدين وعبدالناصر ذهبا إلى الإخوان فى بداية حياتهما، فكيف تحول موقفه إلى اليسار؟
سميحة: لقد ذهب ومعه عبدالناصر إلى التنظيم السرى، وحلفا على الولاء، وعندما خرجا ونظرا لبعضهما البعض، وجدا أن ولاءهما أصبح للجماعة وليس للوطن فابتعدا عن التنظيم.
■ ولماذا ذهبا إلى الإخوان من البداية؟
- أمين: لقد كانا يعملان بالسياسة، ويتعاملان مع كل الفصائل، ويريدان أن يعرفا من هؤلاء الناس، وكيف يفكرون، وتكمل «سميحة»: هما وجدا أن التنظيم يريد أن يستفيد منهما كضابطين، وسيأخذ منهما كل ما يريد، وهى عادة الإخوان دائما، لكنهما قرآ وفهما، واعتبرا أن اليمين الذى أدياه ليس له معنى، لأنهما اكتشفا أن الإخوان جماعة غير وطنية.
■ عندما نقارن بين ضباط الجيش فى 52 و2011، هل يمكن أن نقول إن والدكما وزملاءه فهموا الإخوان أفضل من «طنطاوى» و«عنان»؟
- أمين: عنان وطنطاوى لم يعملا بالسياسة، وكانا دائما مشغولين بالعمل العسكرى، ولم يستوعبا أن للسياسة طرقا أخرى غير الوضوح، وتضيف «سميحة»: لا نعرف حجم الضغوط التى تعرضا لها فى 2011.
■ ماذا كان موقف خالد محيى الدين من ثورة 30 يونيو؟
- أمين: وجه رسالة للفريق أول عبدالفتاح السيسى، شكره فيها على استجابته لرغبة الناس، ولأنه أنقذ البلاد.
■ لكن هذا قد يفهم على أنه من الضباط الأحرار، ومتعاطف مع الحياة العسكرية ضد الحكم الدينى؟
- سميحة: الجيش تدخل وفقا لإرادة شعبية لإنقاذ البلاد، فتخيل لو أن الجيش لم يتدخل، كانت ستشتعل حرب أهلية وهذه كانت نظرته التى بنيت على أساس ديمقراطى.
■ هل كان خالد محيى الدين كان يتوقع حدوث ثورة؟
- سميحة: كان يقول البلد مش هتستمر بالطريقة دى، وكل السياسيين، خصوصا بعد انتخابات 2010، وكلمة «خليهم يتسلوا» كانوا يؤكدون أنها مأساة سياسية.
■ كيف قرأ الأحداث بعد 2011؟
- سميحة: كان قلقا ومنزعجا من الأحداث العنيفة مثل موقعة الجمل، ومحمد محمود، وقد منعناه من مشاهدة هذه الأحداث، فهو بطبيعته حساس، وقد بكى متأثرا على رحيل الملك، رغم أن بياناته كانت تتهم الملك بالفساد، لكنه كان فرحا بالثورة.
■ من كان الأقرب إليه من رفقاء السلاح؟
- أمين: كلهم كانوا على علاقة طيبة معه، لكن أقربهم إليه كان حسين الشافعى، بحكم أنه أحد أقربائنا.
■ رسالة أخيرة للشعب المصرى؟
- أمين: على الناس كلها أن تنزل فى الاستفتاء، وتقول نعم، للتأكيد على شرعية 30 يونيو، ولكى نبعث رسالة إلى العالم بأن العجلة تدور للأمام.
■ هل تفضلان رئيسا ذا خلفية عسكرية أما مدنيا؟
- أمين: «اللى الناس تجتمع عليه»، سميحة: أنا عايزة رئيس يحقق أهداف الثورة، مش مهم خلفيته، المهم إنه يقف مع الفقراء والعدالة الاجتماعية والعيش والكرامة الإنسانية.