مجموعة من الأقبية المتراصة بجوار بعضها، يستطيع المتجه من أسوان إلى أبوسمبل رؤيتها، معلنة عن بداية إعادة توطين ما يقرب من ألف أسرة نوبية فقدت بيوتها بسبب غرق أراضى النوبة القديمة. ألف منزل مبنى على الطراز النوبى القديم، هى المرحلة الأولى التى كلفت الدولة وزارتى «الدفاع والإسكان» بإنشائها داخل أراضى «وادى قرقر»، الذى يبعد 25 كيلومتراً عن أسوان. وتقوم كل وزارة ببناء 1000 بيت على مرحلتين موزعة على 8 قرى، بواقع 250 بيتاً بكل قرية.
صرح المهندس أحمد المغربى، وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، بأن الوزارة انتهت من تنفيذ 70% من المرحلة الأولى، والتى من المقرر الانتهاء منها نهاية العام الجارى. وقال اللواء محمود مغاورى، رئيس الجهاز المركزى للتعمير: إن الهدف من المشروع هو توطين النوبيين المغتربين، الذين لم يتمكنوا من الحصول على وحدات سكنية بديلة أثناء عمليات التهجير، نظراً لتواجدهم خارج البلاد فى ذلك الوقت، موضحاً أن دور وزارة الإسكان «دور تنفيذى يقتصر على تنفيذ المشروع .
أما توزيع البيوت على النوبيين فهو دور محافظة أسوان، التى تمتلك كشوفاً بهذه الأسماء».
وأضاف «مغاورى»: إن التصميمات التى تم اختيارها لتصميم البيت النوبى، جاءت بعد موافقة النوبيين عليها، بعد طرحها على المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، بالإضافة إلى عدد من القيادات النوبية.
مشيراً إلى أن الدولة قامت بتخصيص 600 مليون جنيه ميزانية مبدئية لهذا المشروع «الذى يحظى بدعم واهتمام مباشر من الرئيس مبارك».
وأوضح أن الوزارة تهدف إلى بناء مشروع متكامل المرافق، حيث سيتم توفير مركز خدمى لكل قرية يضم «وحدة محلية، وقسم شرطة، ومكتب بريد، واتصالات، ومجمع مدارس، ومركز شباب، ووحدة طب أسرة، ومنطقة خدمات زراعية، ومسجداً رئيسياً، وسوقين تجاريتين، ومخبزين»، لافتا إلى أن الجهاز يعمل حالياً على إنشاء شبكة طرق رئيسية للمشروع بطول 11كيلومتراً، وعرض 22 متراً، على أن يصل طول المدخل الرئيسى للقرية إلى 800 متر، وأن شبكة الطرق الرئيسية سوف تضم طريقين أحدهما دائرى «خارجى» بطول 3800 متر، والآخر دائرى «داخلى» بطول 6400 متر.
وحول مشاريع المياه والصرف الصحى للبيت النوبى، قال مغاورى: سيتم مد خط مياه عكرة من بحيرة ناصر لتتم معالجتها فى محطة مياه سيتم إنشاؤها على بعد 5 كيلومترات من البحيرة، وسيتم إنشاء محطة للصرف الصحى.
كان المهندس أحمد المغربى، وزير الإسكان، أعلن أثناء تفقده مشروع البيت النوبى منتصف الشهر الجارى، أن هذا المشروع «يعد بداية لمنح النوبيين حقوقهم، التى تأخرت عنها الدولة لظروف تتعلق بالحروب، التى خاضتها أثناء فترة تهجير النوبيين فى الستينيات».
وأثنى المغربى خلال زيارته على تصريحات بعض القياديين النوبيين، الذين تفهموا ظروف الدولة أثناء فترة الحروب التى خاضتها، واعداً إياهم بوضع نصب تذكارى يتوسط المشروع، مكتوب عليه «نحن الشعب الذى انتظر إلى أن تتم أولويات الدولة فى الحرب والسلام».