"بسم الله الرحمن الرحيم.. اسمي حسان الأيسر بن مروان شاهين بن الخطيب.. فقيه في علوم الدين.. ولدت في غرناطة في 11 شعبان عام 805 هجريا.. جدي شاهين كان أيضا فقيه وأديب وعالم رياضيات".
بهذه الكلمات من روايته Rihla، التي تحكي قصة عالم مسلم مستنير من محكمة في غرناطة منطلقا منها إلي رحلة في العالم الحديث، أستطاع الكاتب الأسباني «خوان أجيليرا» أن يلفت إليه الأنظار، في حفل القراءة الذي عقد في مكتبة الجونة بمناسبة انتهاء برنامج "بيت الكاتب"، مثيرا في نفوس الحاضرين شجن الحقبة الأندلسية المزدهرة.
يعيش «خوان»، الذي نشر له 7 روايات كما قام بكتابة سيناريو فيلم سينمائي، في مدينة فالنسيا الأسبانية ويزور مصر للمرة الأولي حيث قضى شهرا في "بيت الكاتب" بالجونة حيث التقته «المصري اليوم». وأشاد الكاتب الأسباني، الذي كان قد شارك في بيت للكتاب من باريس من قبل، بالتجربة المصرية لأنها أتاحت له التواصل مع كتاب من ثقافات أخرى بعيدا عن الأسبانية والفرنسية نتيجة وجود كتاب من مصر والولايات المتحدة وجامايكا وجنوب أفريقيا.
يقول «خوان» عن الأسباب التي دفعته لكتابة روايته Rihla، أنه لاحظ أن الأدب الأوروبي السائد حاليا مبنى علي النظرة الأنجلوساكسونية للأدب القائمة علي وجود أبطال خارقين مثل «هاري بوتر» و«ملك الخواتم»، وهو ما دفعه إلي كتابة رواية تستند علي الثقافة والخيال الأسبانيين الذان شكل المسلمين جزءا منهما المسلمين من خلال تواجدهم هناك لمئات السنين.
ويضيف الكاتب الأسباني أن ما دفعه أيضا لكتابة هذه الرواية أنه عندما كان في المدرسة كان يدرس الحقبة الاسلامية من وجهة النظر المسيحية فقط، فأراد تقديم شخصية أسبانية مسلمة مولود لأسرة مسلمة تمتد جذورها في التاريخ الأسباني من وجهة نظر تلك الشخصية، موضحا أن هذه الأسرة مسلمة ولكن أسبانية، من أجل تصحيح المعتقد السائد الذي يقول أن أغلب المسيحيين انتقلوا إلي الشمال مع دخول المسلمين اسبانيا، مبينا أن الحقيقية أن بعض هذه الأسر قد بقيت في الجنوب ودخل منها الإسلام من دخل برغبته وبقي البعض علي دينهم.
وعن تأثير الحضارة العربية والإسلامية في المجتمع الأسباني يقول : أنه بعد عودة الأراضي الأندلسية إلي المسيحيين بدأت تلك الحضارة في الاندثار من أسبانيا واستمر لذلك لوقت طويل، حتى ظهر في الفترة الأخيرة البعض ممن يحاولون إعادة إحياء هذا التراث، ليس فقط في الأدب وإنما في باقي أنواع الفنون والتقاليد الإسلامية العميقة في الموسيقى، مثل الأندلسيات، وحتى في الطعام، مثل أكلة "الكسكس"، مشيرا إلي أن هذه التقاليد كانت أحد الأسباب التي دفعته إلي كتابة روايته".
وعلي الرغم من أنه قرأ في ختام بيت الكاتب جزءا من رواية Rihla، إلا أنها لم تكن المشروع الذي عمل عليه أثناء إقامته في البيت. حيث يعكف «خوان» علي إنهاء رواية شخصيتها الرئيسية تدور حول شخصية حقيقية ساهمت في أحد أهم الاختراعات في القرن التاسع عشر ولكن الكثيرين لا يعرفونها لأنها اضطرت أن تسجل الاختراع باسم رجل لأن المرأة في تلك الفترة لم يكن مصرحا لها بالتوقيع. وفي أثناء عمله علي إنهاء تلك الرواية ينتظر ترجمة Rihla إلي العربية قريبا.