أثار تغيير حزب الوفد لشعار «لا انتخابات بدون ضمانات» الذى كان أطلقه قبل أسابيع حول موقفه من انتخابات مجلس الشعب المقبلة، ليصبح "لا انتخابات حرة بدون ضمانات حقيقية" ردود فعل سلبية لدى القوى السياسية، واعتبره البعض تهرباً من «الوفد» لاتخاذ موقف مقاطعة الانتخابات فى حال رفض النظام توفير ضمانات لنزاهة الانتخابات.
قال الدكتور حسن نافعة، منسق عام «الجمعية الوطنية للتغيير»: أخشى أن يكون تغيير الشعار بهدف التهرب من القيود، التى قد يفرضها عليه الشعار الأول «لا انتخابات بدون ضمانات» وفقاً لمعناه اللفظى، ويخشى من استحقاقات أن يتخذ موقفاً بالمقاطعة، إذا لم تتوافر ضمانات نزاهة الانتخابات.
ولفت إلى أن تغيير «الوفد» لشعاره لن يمكنه من الهرب من اتخاذ موقف قوى إذا لم تتوافر نزاهة الانتخابات، لأن الشعب لن يؤيده فى هذه الحالة، وتساءل نافعة: ماذا لو لم يوافق النظام على وضع ضمانات لنزاهة الانتخابات؟، وطالب حزب الوفد بالإجابة عن هذا السؤال.
وأبدى أيمن نور، مؤسس حزب الغد، دهشته مما انتهى إليه مؤتمر الوفد، وقال : تصورناه مؤتمراً وطنياً يحتضنه الحزب ويكون قاطرة تجر خلفها مختلف الأحزاب والتيارات فى اتجاه موقف واحد للمشاركة فى الانتخابات فى ظل ضمانات أو مقاطعتها، فاكتشفناه وفدياً تمخض عن أقل القليل من الضمانات، وحول تغيير الشعار الذى تحمست له كل القوى الوطنية «لا انتخابات حرة بدون ضمانات حقيقية»، قال نور: لا توجد انتخابات حرة وانتخابات غير حرة، إما أن تكون حرة أو لا توجد انتخابات أصلاً ونكون أمام حالة من التعيين الانتقائى لتوزيع الحصص والمقاعد على أصحاب النصيب. وأضاف: إن حضور إيهاب الخولى، رئيس حزب الغد السابق، كان بصفته الشخصية، لأن الحزب لم يتلق دعوة لحضور مؤتمر أمس الأول، ولن يقبل دعوة لمؤتمر بشعار «لا انتخابات حرة بدون ضمانات حقيقية» لأنها تفتح باباً واسعاً للحلول الوسط والمواقف الرمادية.
وقال جورج إسحاق، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير: إن «اللعب» فى قضية الضمانات يفقد القوى السياسية مصداقيتها فى الشارع، ومن «يلعب» فى الضمانات يعد مشاركاً فى تزوير إرادة الشعب، لافتاً إلى أن الضمانات التى طرحها حزب الوفد أقل من طموحات القوى السياسية.
وأكد الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تعديل الوفد لشعاره يعنى أنه اقترب من اتخاذ قرار بالمشاركة فى الانتخابات مع الضغط من أجل تعديل شروط الانتخابات، وأوضح أن «الوفد» له مدرسة مختلفة عن القوى السياسية الجديدة التى تدعو لتغيير قواعد اللعبة، فـ«الوفد» يرى أنه جزء من قواعد اللعبة الحالية بكل مشاكلها، ويسعى للتغيير من خلال القواعد الموجودة ومن داخل النظام.