x

محامي المتهم بتدبير تفجيرات 11 سبتمبر: محاكمة معتقلي جوانتانامو غير عادلة

الأربعاء 08-05-2013 19:28 | كتب: محمد الجارحي |
تصوير : علي المالكي

قال كيفن بوجوكى «Kevin Bogucki»، 48عاماً،عقيد فى البحرية الأمريكية، محامى «رمزى بن شيبة»، المتهم بتدبير تفجيرات 11 سبتمبر، إن محاكمة معتقلى جوانتانامو غير عادلة، ووعود «أوباما» بإغلاق المعتقل تبخرت، وأشار إلى أن إهانة حراس المعتقل المصحف الشريف كانت أقوى دافع ليدخل المعتقلون فى إضراب عن الطعام.

■ كيف تم تكليفك بالدفاع عن معتقلى جوانتانامو؟

- طوال فترة عملى فى البحرية الأمريكية كمحامٍ تنقلت على السفن الحربية، وعملت مع فرقة مقاتلة على سفينة بحرية، مهام عملى خاصة بكل القضايا القانونية للجنود وأفراد السفينة، وعندما طلبوا متطوعين للدفاع عن معتقلى جوانتانامو وافقت على الفور، وأجريت مقابلة مع رئيس هيئة الدفاع واختارنى. كان ذلك فى 2008 وكنت سعيداً جداً باختيارى، لأننى أحاول أن أجد العدالة للمعتقلين.

■ لم أنت فى مصر ما دمت لست محامياً لأى معتقل مصرى؟

- نبحث عن خبير فى الشريعة الإسلامية ليشرح للمحلفين رؤيته للعادات والتقاليد والشريعة الإسلامية، وعن الإسلام والأمة، قليل من الأمريكان يعرفون عن الجهاد، نبحث عن خبير لتعريف المحلفين فى المحكمة بالخلفية الاجتماعية والثقافية للعرب والمسلمين، وأنا لا أحمل رسائل، وليس لدى أى نية لمقابلة أى مسؤول فى الحكومة المصرية.

■ عمن تدافع من المعتقلين فى جوانتانامو؟

- أنا محامٍ عن رمزى بن شيبة «يمنى» ومحمد رحيم «أفغانى». كلاهما يصنفان فى معتقل جوانتانامو من الفئة الخطرة، والمعتقل الثالث الذى أمثله هو فايز الكندارى «كويتى» تم القبض عليه فى أفغانستان عام 2002 وكل واحد منهم له ظروفه الخاصة، والوحيد فيهم الذى تتاح له المرافعة قريباً هو «رمزى بن شيبة»، أما الآخرون فلم توجه لهم أى تهم حتى الآن.

لكن النظام المتبع فى التقاضى غير عادل على الإطلاق، فالمحكمة العسكرية التى يحاكمون أمامها صممت من أجلهم خصيصاً، ولم يكن لها وجود من قبل، والأدلة المقدمة ضد المعتقلين فى جوانتانامو لو قدمتها فى محكمة عادية فى أمريكا لن يتم قبولها، لكن للأسف يقبلونها، فالغرض الرئيسى من المحاكمة هو إدانة المحتجزين.

■ هل يثق بك «بن شيبة»؟

- كل معتقل فى جوانتانامو معين له محامٍ من القوات المسلحة الأمريكية، هل يمكنك أن تتخيل أن يثق معتقل فى عسكرى أمريكى، فأنا محامٍ عنه أعمل فى القوات المسلحة الأمريكية، والنظام الذى اعتقله هو نفسه النظام الذى أعمل معه، هل يتوقع أن أحافظ على روحه؟ أنا هنا لا أمثل وزارة الدفاع ولا البحرية الأمريكية، أنا أمثل رمزى بن شيبة، كيف يمكنه أن يثق فى، وأنا أرتدى الزى العسكرى، كان صعباً جداً أن أوطد العلاقة معه، لكن الحمد لله.. ما شاء الله (نطقها بالعربية) بدأ يثق فى، لكن بعد ذلك اكتشفنا وجود أجهزة تنصت فى المحاكمة تسببت فى تأجيل المحاكمة.

ففى كل جلسة من الجلسات هناك إجراءات معينة، حتى الآن لم تبدأ المحاكمة الفعلية، وإنما فقط جلسات لنظر الالتماسات المقدمة من رمزى بن شيبة وخمسة متهمين آخرين، والإجراءات خاصة بمنع خروج معلومات خارج قاعة المحكمة لكونها مصنفة سرية، هناك شخص يجلس بجوار القاضى، ضابط أمن، يسمع كل المحادثات داخل قاعة المحكمة، يسمع فقط ما يمكن لشخص أن يسمعه بأذنيه، إذا سمع شيئاً مصنفاً سرياً يكبس على زر معين، فيضىء لون أحمر بعدها تنزل ستارة زجاجية لمنع وصول الصوت بين المحكمة ووسائل الإعلام، التى تحضر الجلسات، ضابط الأمن يمنع ذلك، وهذه إجراءات نعلمها، لكن فى مرة كان أحد المحامين يناقش الاتهامات عند تقديمه التماساً للمحكمة، وقرأ التماسه، وفجأة وجد الستارة تنزل رغم أن ضابط الأمن والقاضى لم يضغطا على الزر، اندهش القاضى وسأل من أنزل الستارة، تأكدنا وقتها أن هناك من يوجد خارج قاعة المحكمة، ويتحكم فى كل شىء داخلها، كانت صدمة لنا وللقاضى.

ومنذ أسابيع قليلة مضت اكتشفنا أيضاً أن المدعى العام حصل على نسخة من المراسلات عبر البريد الإلكترونى الخاص بالمحامين، وما فعلوه هو أن الحكومة هى التى تزودنا بالمكاتب وأجهزة الكمبيوتر، وبدلاً من وضع كمبيوتر خاص بكل فرد من فريق الدفاع، ربطوا كل الأجهزة الخاصة بالمحامين بشبكة واحدة يتحكمون فيها، وفى كل ما هو موجود على أجهزة المحامين، وبالتالى أى شخص من مكتب المدعى العام لو كتب اسم رمزى بن شيبة يمكنه بسهولة أن يحصل على مذكرة الدفاع، التى أعددتها عن رمزى والإيميلات الخاصة.

■ هل هناك تعذيب الآن فى جوانتانامو؟

- التعذيب مصطلح تندرج تحته أفعال عديدة، والسؤال معقد، وأعتقد أن هذا حدث فى الماضى وليس الآن، وما يستمر الآن هو المعاملة السيئة غير الإنسانية.

■ ما الأدلة المقدمة ضدهم؟

- حتى الآن لم تقدم الحكومة شيئاً، كل ما قدموه يمكنك أن تجده على الإنترنت، شهادات وفاة، وفيديوهات 11 سبتمبر، وحوالات بنكية أما البراهين المصنفة سرية فلم تقدم بعد، ولا نعرف متى يتم تقديمها، لأنهم يحاولون تقييدنا فى كيفية استخدام هذه الأدلة، وهذا ليس عدلاً، وحاولوا إجبارنا بالقوة، للموافقة على القيود، لكننا رفضنا، ولأننا رفضنا التوقيع على هذه القيود يرفضون منحنا المعلومات، والتصاريح الممنوحة لنا تعطينا الحق، وحتى الآن يرفض المدعى العام منحنا أى شىء.

وإذا وقعت على المعاهدة لن أتمكن من استخدام الأدلة ضد المتهم رغم أن هذا من حقى، فمثلاً من ضمن الشروط يريدون منع المحامى من مناقشة الأدلة مع المعتقل، لأنها ضدهه، إذا مضيت لا يمكننى الحديث معه عنها، كيف أدافع وأقوم بالتحضير للمرافعة عنه دون مناقشته، هل أخمن؟ هذا ليس منطقياً، وهذه الشروط سخيفة جداً.

■ هل غير إضراب المعتقلين عن الطعام شيئا فى مجريات المحاكمة؟

- إضرابهم عن الطعام حقق نتائج إيجابية، فأعاد فتح ملف جوانتانامو من جديد، الحكومة والشعب يسألون لماذا يحدث هذا الآن فى جوانتانامو، فالناس بدأت تهتم، ولابد أن يعلم الجميع أن المعتقل «إنسان»، والشعب يعتقد أنهم أسوأ أشخاص فى العالم، فكيف لشخص مثل فؤاد ربيعة أن يكون شخصاً سيئاً أو مؤذياً، من البداية قلت إما أن تحاكموهم أو تفرجوا عنهم، اعتقال شخص دون محاكمة خطأ بكل المقاييس، فالولايات المتحدة لا يجب أن يكون لها معتقلون سياسيون، وقبل طرحك السؤال لم أفكر فى ضرورة تضامن المحامين معهم، لكن الآن يجب أن أفكر فيما تقول، وأشكرك على اقتراحك، فمعظم المحامين عن المعتقلين يشعرون بأنه من المستحيل أن يؤدوا مهمتهم تحت النظام القضائى العسكرى القائم حالياً.

■ أوباما وعد بغلق جوانتانامو.. لماذا لم يغلقه إلى الآن؟

- الرئيس أوباما وقّع على تصريح بغلق معسكر جوانتانامو فعلاً، ومع مرور الزمن تبخرت قراراته، واهتمام الشعب الأمريكى بالمعتقل تبخر مع مرور الزمن، وفى بداية العام الحالى تم إغلاق المكتب، الذى قام فيه بتعيين دانيال فرى كمندوب عن أوباما لغلق المعتقل، والحقيقة أنه أصبح بلا عمل، والرئيس أوباما قام بتغيير رأيه من غلق جوانتانامو، والأمر لم يشكل أى فارق لديه، ومنذ أيام قليلة فقط بدأ الاهتمام نتيجة الإضراب عن الطعام، ولأول مرة منذ وقت طويل تحدث أوباما مرة أخرى عن غلق المعتقل، والفضل للإضراب.

■ هل كانت إهانة الحراس المصحف الشريف سبباً فى إضراب المعتقلين عن الطعام؟

- هناك أمور داخل المعتقل قد تأخذها بعزة نفس، وأمور أخرى قد تقبلها نتيجة التعود عليها، لكن هذه الأمور تتراكم وتتراكم لدرجة لا يمكن تحملها كمعتقل مسلم محافظ على عاداته وتقاليده، هناك أمور لا تستطيع السكوت عنها، تعتبرها إهانة للدين كله، الغضب والإهانة من الحراس، لكن الإضراب عن الطعام ليس فقط بسبب إهانة المصحف، لكن بسبب كل ما يحدث، لكن إهانة المصحف هى الشعلة التى تسببت فى الانفجار داخل المعتقل ودفعت المعتقلين للإضراب عن الطعام.

■ هل تحدثت معه عن الربيع العربى، وعن مصر؟

- نعم تحدثنا وكان راضياً عن تغيير نظام الحكم فى مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية