x

الأنبا موسى أسقف الشباب لـ«لإخوان»: لو حكمتم كـ«فصيل» ستفشلون (حوار)

الأحد 05-05-2013 00:13 | كتب: عماد خليل |
تصوير : إسلام فاروق

قال الأنبا موسى، أسقف الشباب، رئيس اللجنة الثلاثية، المشكّلة من البابا للتواصل مع رئاسة الجمهورية، عقب أحداث الكاتدرائية، إن تحريم التهنئة للمسيحيين ليس منهج الدين الإسلامي، ولا عادة المصريين على مدى التاريخ، مؤكد أن «الإخوان لو حكموا كفصيل سيفشلون»، بحسب قوله.

وكشف «موسى» في حوار لـ«المصري اليوم» عن كواليس أحداث الكاتدرائية وتقرير تقصي الحقائق، وموقفه من الرئيس محمد مرسي، ومطالب الأقباط من القيادة السياسية.. والعديد من الملفات الشائكة.. وإلى نص الحوار:


■ ما رأيك في بعض الفتاوى المتطرفة التي تحرّم تهنئة المسيحيين، وآخرها فتوى الدكتور«عبدالرحمن البر» مفتى جماعة الإخوان المسلمين؟

- أعتقد أن تحريم التهنئة للمسيحيين ليس منهج الدين الإسلامى، ولا عادة المصريين على مدى التاريخ، وفتوى «البر» رد عليها المسلمون قبل المسيحيين بنصوص من الدين الإسلامى نفسه، والشعب المصرى بطبيعته المتسامحة وروح المحبة بينهم لن يقبلوا تلك الفتاوى.

■ هل تعتقد أن فتوى «البر» ستنعكس على سياسة الإخوان المسلمين في التعامل مع الأقباط؟

- الدكتور عبدالرحمن البر قال فتواه من منظور عقائدى، ولكن جماعة الإخوان في الحكم ورؤيتهم أوسع من ذلك، بدليل أنهم قاموا بالتهنئة في مناسبات سابقة والدكتور «عبدالرحمن البر» نفسه حضر إلى الكاتدرائية.

■ بالحديث عن حكم جماعة الإخوان المسلمين، هناك تقارير صحفية تؤكد ازدياد هجرة الشباب القبطى بعد الثورة لوصول التيارات الإسلامية للحكم؟

- السبب الرئيسى في هجرة الأقباط بعد الثورة هو الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، وما يتردد عن الأعداد الضخمة التى تهاجر من الأقباط مبالغ فيها، لكن البعض أيضاً يهاجر بسبب وصول التيار الدينى للحكم وخوفه من المستقبل.

■ الشارع يتهم الإخوان بالفشل في تحقيق مطالب الثورة وأنهم لا يختلفون عن النظام السابق؟

- لا يوجد فرق بين النظامين، ولم تحدث أى تغييرات جذرية في مصر، ولا أرى جديدا والإخوان لم يغيروا منهج الحكم في البلاد، كما أنهم لم يؤثروا سلباً على الأقباط.

■ بماذا تنصح جماعة الإخوان المسلمين؟

- أقولها مراراً وتكراراً، لو حكمتم كفصيل ستفشلون، احكموا بروح المواطنة، تفاعلوا مع باقى أطياف البلد، مسيحية وإسلامية، لأن مصر متنوعة التيارات والأحزاب، وهناك أقباط ومرأة، ولابد من التفاعل حتى ينجحوا، والإخوان فوجئوا بالحكم لأنهم كانوا تحت الأرض ووصلوا لكرسى الحكم، وأتمنى ألا يقطع الإخوان وقتا طويلا للتصالح مع الجميع.

■ كيف تقرأ الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية للمرة الأولى في التاريخ في ظل حكم الرئيس مرسى؟

- جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون والجماعة الإسلامية أكدوا عدم مسؤوليتهم عن الحادث، وعدد الشباب الذى هاجم الكاتدرائية كان قليلا، وانتهت المشكلة بسرعة، ومن هاجم الكاتدرائية هو من هاجم الأزهر الشريف، وننتظر التحقيقات النهائية في حادث الكاتدرائية لتظهر الجناة.

■ كيف تقرأ تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى قال إن «الفاعل مجهول»؟

- ننتظر نتيجة التحقيقات، وكل التيارات تبرأت مما حدث، وما قام به الشباب القبطى كان رد فعل للاعتداء على الكنيسة الكبرى، وأثناء خروج جثامين شهداء كنيسة الخصوص الذين قتلوا غدرا.

■ كيف ترى الهجمة الشرسة على الأزهر الشريف.. وتكرار حالات التسمم لطلابه؟

- حادث التسمم خطأ بشرى، وننتظر التحقيقات النهائية، و«فيه ناس متربصة بالأزهر والكنيسة»، وهما صماما الأمن لمصر، ولكن كل هذه المحاولات ستفشل.

■ صرحت بأن الموساد الإسرائيلي يتجسس على الكنيسة المصرية، هل يمكنك تفسير هذا التصريح؟

- لم أصرح بذلك بالضبط، ولكننى قلت إن إسرائيل تتجسس على الكنيسة، وعلى مصر وعلى العالم كله، وجاء ذلك في معرض الحديث عن ذهاب الأقباط للقدس.

■ ما رأيك في فتح باب هجرة الأقباط لإسرئيل وفقاً لما ذكرته بعض وسائل الإعلام؟

- أرفض بشدة ذهاب الأقباط لإسرائيل تحت أى ظروف، وأرفض عمل الأقباط هناك، ومن يتزوج من إسرائيلية يرتكب عملا أقرب لخيانة لبلاده، ولا نعلم مدى صحة الأرقام التى تداولتها وسائل الإعلام، ولكننى أؤكد أن الأقباط ليس من طبعهم الزواج باليهوديات.

■ كيف ترى سفر الأقباط للقدس بعد رحيل البابا شنودة الثالث؟

- مازلنا على خطى البابا شنودة الثالث في رفضه زيارة القدس إلا مع إخوتنا الفلسطينيين، والحرمان من الأسرار المقدسة عقاب من يسافر، وعندما أبدى أحد الأقباط للبابا شنودة رغبته في أن يأتى بماء من نهر الأردن الذى تعمد فيه السيد المسيح، قال له البابا: اشرب من ماء النيل؛ لأن المسيح جاء لمصر وأقام بها أكثر من 4 سنوات وشرب من النيل، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أكد استمرار قرار البابا شنودة مع دراسة بعض الحالات الكبيرة في السن والمرضى.

■ لماذا لم تعقد الكنيسة مؤتمر تثبيت العقيدة الذى كان يعقد سنوياً؟

- السبب الوحيد هو المشكلة الأمنية؛ فبعد الثورة هناك خلل أمنى، ولا نستطيع تجميع أكثر من 500 كاهن مع عدد من الأساقفة في مكان واحد.. ولكن سيتم عقد المؤتمر قريباً جداً.

■ هل هناك تقصير أمنى في مشكلة اختفاء الفتيات القبطيات القاصرات؟

- اختفاء الفتيات القبطيات أو المسلمات القاصرات خطأ كبير، ويعتبر جريمة في حق الدولة، وحتى في حالات تغيير الدين يجب أن تُسَلّم الفتاة القاصرة لدار رعاية، ولكن أغلب تلك الحالات يكون بسبب ارتباط عاطفي.

■ كيف تقرأ اختفاء فتاة الواسطى «رنا» واتهام أسرتها بأن الكنيسة وراء اختفائها؟

- الكنيسة لا تعرف شيئا عن هذا الموضوع، يبدو أن وراءه أخطاء شخصية، والمظاهرات وتهديد أهل الفتاة للكنيسة شىء مرفوض.

■ ما رأيك في أزمة بناء الكنائس بعد الثورة؟

- عملية بناء الكنائس تأتى بالتراضى بين الأهالى، والمصريون يتجاوزون القانون بالتراضى والمحبة، فإذا كان أهل المنطقة تربطهم المحبة فلن يرفضوا بناء كنيسة، وقانون بناء دور العبادة الموحد أو قانون بناء الكنائس لا يمكن تطبيقه إلا بالمحبة.

■ هل فقدت الكنيسة السيطرة على الشباب القبطى؟

- لا نغضب من خروج الشباب القبطى من أسوار الكنيسة، فهم الآن يتعاملون كمصريين لهم هموم مصرية وهموم قبطية، وأنصحهم بألا يلجأوا للعنف مهما كانت الدوافع، وألا يغضبوا ويتلفظوا بألفاظ جارحة لأى شخص في الوطن، والبابا شنودة أول من أرسى تلك القاعدة، وقال للشباب: «متغلطوش في أى حد».

■ كيف تسير الكنيسة تحت قيادة البابا تواضروس الثانى؟

- البابا تواضروس الثانى يقود الكنيسة بطريقة العمل الجماعى المجتمعى، ويعمل من أجل المجتمع والمستقبل، ويفتح باب الإدارة والقيادة، ولقى ذلك قبولاً كبيراً لدى المجمع المقدس، كما أنه يسعى لحل مشكلة الأحوال الشخصية بشكل مريح لمن لديه مشاكل، وبشكل لا يختلف مع الكتاب المقدس، ويسعى لتطوير الكليات الإكليركية، وهناك اقتراحات بإنشاء مكتب إعلامى في الكاتدرائية.

■ ما رأيك فيما يحدث في سوريا واختطاف اثنين من المطارنة هناك؟

- نصلى من أجل سوريا لما يحدث بها من عنف وقتل للأبرياء من النظام أو المعارضة، ويجب أن تحل تلك الأزمة لحقن دماء الأبرياء، وما حدث للمطارنة شىء مرفوض ولا يقره عرف ولا قانون.

■ هل مجلس كنائس مصر بديل عن مجلس كنائس الشرق الأوسط؟

- لا، بالعكس فمجلس الكنائس المصرى يهتم بالشأن الداخلى، ولاقى تأسيسه ترحيبا كبيرا من الطوائف المسيحية، ومجلس كنائس الشرق الأوسط يعمل على مستوى إقليمى، والمستوى العالمى يهتم به مجلس الكنائس العالمى، والمجلس المصرى أدى للتواصل بين الطوائف المسيحية وزيادة رواسخ المحبة.

■ بعض الكتاب والسياسيين يتوقعون دخول مصر في حرب أهلية.. هل ترى إمكانية لحدوث ذلك؟

- يستحيل أن يحدث ذلك بين المصريين، فالشعب يشعر بعدم تحقيق أى تقدم في الأحوال الاقتصادية والسياسية، لكن لن يقتل المصريون بعضهم بعضا.

■ هل تتدخل الكنيسة القبطية في حل أزمة مياه النيل لدى إثيوبيا بعد شروعها في بناء سد النهضة؟

- يجب أن نصلى من أجل هذه المشكلة الكبيرة، فالسد الإثيوبى سيحرم مصر من 9 مليارات متر مكعب من المياه، ويجب على الحكومة المصرية التفاوض مع إثيوبيا لحل المشكلة، بحيث لا يضار أحد، والكنيسة الآن لا تستطيع عمل شىء، خاصة أن النظام الحاكم في إثيوبيا لا يسمع للكنيسة في الأمور السياسية، وكان في السابق وقت الإمبراطور «هيلاسلاسى» وعلاقته القوية بالبابا كيرلس يستجيب لمطالب مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية