x

الاضطهاد اليهودى ..كتاب متطرف يثير جدلاً فى بريطانيا حول العداء للسامية

الخميس 27-05-2010 14:07 | كتب: سها السمان |
تصوير : اخبار

على مدار عقود كانت فكرة الاضطهاد الألمانى للسامية هى محور الكتابات التى ترصد تاريخ العداء الأوروبى لليهود، ولكن ربما للمرة الأولى يثير كتاب حول معاداة السامية حالة من الجدل والصدمة داخل الأوساط الثقافية البريطانية بسبب تناوله تاريخ معاداة السامية فى إنجلترا على مدار العصور، وعلى المستويات السياسية والثقافية والحياة العامة، الكتاب يحمل اسمTrials of Diaspora :A history of anti-Semitism in England «محاكمات الشتات: تاريخ معاداة السامية فى إنجلترا» للكاتب والمحامى أنتونى جوليوس، الذى ذاعت شهرته عقب توليه قضية تسوية الطلاق بين الأميرة الراحلة ديانا والأمير تشارلز ولى العهد البريطانى.

يشدد جوليوس فى كتابه على أن إنجلترا لم تكن أبدا وطنا يتميز بالتسامح الدينى خاصة تجاه اليهود، فعلى مدار قرون برزت داخل مختلف مظاهر الحياة اليومية فكرة معاداة السامية سواء على المستوى السياسى أو الأدبى أو الاجتماعى، وحتى على مستوى الحكايات الشعبية التى سادت فى القرون الوسطى من أن اليهود يقتلون أطفال المسيحيين ليستخدموا دماءهم فى إعداد أطعمة خاصة بالشعائر اليهودية، وهو ما وصفه جوليوس بالهراء، وخلال صفحات الكتاب يحدد جوليوس أربعة محاور تندرج تحتها أفكار معاداة السامية فى إنجلترا، ويتناول كلا منها فى فصل، ويبدأ بالمراحل الأولى لمظاهر العداء للسامية فى إنجلترا فى العصور الوسطى وتضمنت عمليات قتل وتشهير ونزع الملكية من اليهود، وبلغت هذه الاضطهادات أقصاها عام 1290 حينما قام الملك إدوارد الأول بطرد جميع اليهود من الأراضى الإنجليزية.

الفصل الثانى من الكتاب يتناول مظاهر الاضطهاد تجاه اليهود على يد كبار الكتاب الإنجليز وإبراز الشخصية اليهودية بشكل سلبى يعزز الكراهية تجاهها مثل شخصية شيلوك التاجر اليهودى الجشع فى قصة تاجر البندقية لوليام شكسبير، والشاعر تى إس إليوت ووصفه لليهود بأنهم جزء من الخراب فى العالم. المحور الثالث الذى تناوله جوليوس يبدأ دخول اليهود مرة أخرى إلى إنجلترا فى القرن السابع عشر وحتى بداية القرن العشرين، وهى الفترة التى لم تخل أيضا من عمليات القتل والتشريد، ويصل المؤلف إلى فكرة تقول إن وعد بلفور الشهير لم يكن إلا محاولة من وزير الخارجية الإنجليزى جيمس بلفور للتخلص من اليهود فى إنجلترا بمنحهم وطناً فى فلسطين.

ثم يتناول الكاتب فى الفصل الرابع المفهوم المعاصر لمعاداة السامية، الذى اتضح فى أواخر الستينيات من القرن العشرين، حيث بدأت حركات معاداة السامية فى التوجه بشكل مباشر إلى دولة إسرائيل والحركات الصهيونية. ويعد كتاب «محاكمات الشتات»، صورة واضحة لأفكار أنتونى جوليوس التى اشتهر بها داخل الأوساط البريطانية فقد جمع أثناء دراسته فى جامعة كامبريدج بين دراسة الأدب والقانون، ورسالته للدكتوراه كانت عن الاضطهاد اليهودى فى كتابات تى إس إليوت، وينشط جوليوس فى قضايا الدفاع عن اليهود حيث يتولى الدفاع القانونى عن أى فرد أو مؤسسة أو جماعة تتأثر بمقاطعة بعض الأكاديميات العلمية فى بريطانيا للجامعات الإسرائيلية، وهو يرى أن هذه الإجراءات من شأنها إحياء سياسات ألمانيا النازية تجاه اليهود كما فعل هتلر بعد أسبوع من توليه السلطة عام 1933 حينما أمر بمقاطعة المتاجر والمصارف اليهودية.

الكتاب يعبر عن أفكار جوليوس المتطرفة حول الشعب اليهودى وإسرائيل، فهو لا يتوقف عن مهاجمة الجماعات اليهودية الداعية للسلام، خاصة عندما اعترضت هذه الجماعات على الاعتداءات الإسرائيلية على غزة عام 2008 وطالبت برفع الحصار الاقتصادى عن الفلسطينيين، وهو ما جعل أنتونى يخرج بتصريحات نارية حول مشروعية معاملة إسرائيل لغزة بطريقة وحشية باعتبارها أرض العدو.

كتاب «محاكمات الشتات» صادر باللغة الإنجليزية عن OUP Oxford فى 864 صفحة.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية