تصاعدت أزمة هيكلة حزب الدستور بعد إعلان الدكتور حسام عيسى، رئيس لجنة تسيير الأعمال، استقالته من الحزب، احتجاجًا على «ممارسات الدكتور أحمد البرعي، نائب رئيس الحزب، وبعض قيادات الحزب، مثل جورج إسحاق، وعماد أبوغازى، وخالد داوود، ومحاولتهم فرض سيطرة أنصارهم على المناصب القيادية».
وأعلن عز الدين الهواري، عضو لجنة المائة بالحزب، تقديم استقالته لما وصفه بـ«سوء التصرف، والإدارة الضعيفة والشللية، من خلال سيطرة مجموعة على الحزب، ظنًا منها أن الحزب سيحقق أغلبية في البرلمان المقبل، ويصبحون وزراء».
أضاف «الهواري»: «مع كامل الأسف كان هذا حلم النخبة الثورية الجديدة التي تتاجر بدماء الشهداء عبر القنوات الفضائية، ومن بينهم الدكتور أحمد البرعي، والدكتور عماد أبوغازي، وخالد داوود»، متهمًا إياهم بأنهم «السبب الرئيسي في تدمير الحزب، من أجل الشهرة السياسية والمناصب، والبقاء حتى لو على جثة مصر وأي عمل وطني».
وتابع: «أتقدم باستقالتي بعد التجاهل الغريب والمعيب لمطالب أعضاء الحزب في إعادة الهيكلة من داخل الحزب، وليس من خلال استيراد عناصر من الخارج، كأننا نستورد خبرات، رغم أن لدينا أكثر من 20 ألف عضو مؤسس، وأكثر من 10 آلاف عضو عامل، وكأن الحزب عقيم ولا يوجد به خبرات ورجال إذن كيف تخوض انتخابات وأنت تستورد نخبًا من خارج الحزب ولا تعتمد على رجال الحزب وشبابه، كيف تدير دولة وأنت تستورد من خارج الحزب شخصيات سياسية من أحزاب أخرى؟!».
وفي السياق نفسه، تضامن عدد من شباب حزب الدستور مع الدكتور حسام عيسى، ورفضوا استقالته، وطالبوا بسرعة إعداد لقاء يجمع بين شباب الحزب، مع الدكتور محمد البرادعي، مؤسس الحزب، ليتدخل بشخصه ويقف ضد من يعبث بمقدرات الحزب ويجعله يحيد عن مساره.
وقال شباب الحزب في بيان أصدروه، الجمعة: «في ظل ظروف شديدة السوء تمر بها البلاد، فوجئنا بإعلان الدكتور حسام عيسى انسحابه من حزب الثورة والشباب، الذي خلع رأس نظام دون أي انتماءات حزبية، وناضل في الشارع من أجل مصر لا من أجل كراسي ومناصب زائفة، نحن الشباب الذي يعمل على الأرض لا في الفضائيات، وأسس الحزب وجمع التوكيلات إيمانًا منه بأن هذا هو حزب الثورة الذي سيجمعنا تحت مظلة ديمقراطية تعمل على وضع رؤية تنهض ببلادنا».
من جانبه، رفض الدكتور حسام عيسى، رئيس لجنة تسيير الأعمال المستقيل، التعليق على أسباب استقالته من الحزب قائلاً: «استقالتي ليست محل كلام في وسائل الإعلام والمناقشات العلنية، ومش هشرح لمن اختلف معهم، هذه أمور أرفضها تمامًا، وأتمنى للجميع النجاح».
وطالب الدكتور أحمد دراج، القيادي بالحزب، كلاً من «البرعي وأبوغازي وداوود» وأنصارهم بترك الحزب، بعد أن تحول على أيديهم إلى ما سماه «دار مسنين وعجزة»، ولم يقدم شيئًا إلى الثورة والقوى الوطنية التي كانت تأمل أن يقودها إلى الحكم.
وتابع «دراج»: «البرعي وشلته دمروا الحزب، ونجحت الأحزاب التي تأسست بعده في كسب ثقة الشارع مثل مصر القوية، ولن نترك الحزب، وطالبت البرادعي في اتصال تليفوني بإنقاذ الحزب من الشللية التي تستخدم طرقًا غير قانونية في السيطرة على الحزب، سعيًا إلى مناصب أو شهرة سياسية، ولم يرد للأسف».
وفيما تعذر الوصول للدكتور أحمد البرعي، رئيس الحزب، للرد على الاتهامات الموجهة له من جبهة «عيسى»، قال جورج إسحاق، القيادي بالحزب، أحد أنصار «البرعى»: «لن نتحدث عن أزمات الحزب فى وسائل الإعلام، ومشاكلنا داخلية، والاتهامات الموجهة إلينا غير صحيحة إطلاقًا، وكلام لا يرد عليه».
في المقابل، أعربت الهيئة العليا لحزب الدستور عن أسفها لقرار «عيسى»، بتقديم استقالته من رئاسة لجنة تسيير الأعمال ووصفته بـ«الخسارة الكبيرة» لقيمة وقامة وطنية، قدم طوال الأشهر الماضية جهودًا مهمة في بناء الحزب، وإذ يقدر الجميع تلك الجهود التي بذلها الدكتور حسام عيسى، ويحترمون رغبته في ترك الساحة، يقدرون مكانته كإحدى القامات السياسية البارزة فى الوطن.
وأضافت الهيئة: «نقدر في ذات الوقت أن الاختلاف في الممارسة السياسية وارد، كما أنه وارد في أساليب العمل والإدارة الحزبية، وأن هذا الخلاف يعكس تنوعًا في الأفكار والآراء، الأمر الذي يُشكل عنصر تميز في حزب الدستور ويعطيه حيوية وزخمًا في سعيه من أجل استكمال أهداف الثورة، وتمكين جيل جديد من الشباب من إدارة أموره».