x

«يسري».. ينتظر مصير «عمر بائع البطاطا» في كل لحظة

الجمعة 08-03-2013 18:08 | كتب: نيرة الشريف |
تصوير : other

بملامح وجه يحتفظ، تماما، ببراءة طفولته كاملة، وجه لم يجبره الشارع على أن يبدو أكبر عمراً مما هو عليه حقيقة، كان يوسف يسري، 15 عاما، أحد أطفال الشوارع، يتحدث عن رأيه فيما آلت إليه أحوال البلد، ويبدو عليه الحزن حينما يتحدث عن آماله لشخصه ولبلده، التي تبدو مستحيلة.

وجه يوسف لا يختلف أبدا عن وجه عمر صلاح، الطفل الشهيد الذى قُتل برصاص جندي من الجيش أثناء ممارسة عمله (بائع بطاطا)، هي الملامح الطفولية التى لم تتمكن يد «الهم» والقهر أن تنال منها شيئاً: انفصل والدا «يوسف» خلال السنوات الخمس الأولى من عمره، لم يحتمل أن يعيش مع زوج أمه أو مع زوجة أبيه، فذهب ليعيش مع جدته لأمه، ليجد نفسه مختنقا في بيت صغير مع عائلة أمه بأكملها، في شقة لا يكفى اتساعها نصف عددهم: «لقيت نفسي ماعنديش حل غير إني أنزل أعيش في الشارع، نزلت باب الشعرية واشتغلت هناك بائع أحذية بس معرفتش استحمل أعيش فى الشارع».

«يوسف» كباقي الأطفال في سنه وظروفه، يرتاب الكثيرون من مجرد رؤيتهم، ربما يخافون منهم، ويتحسسون شنطهم ومحافظهم، لمجرد رؤية الصغير يقترب منهم: «بتوع الحكومة- يقصد الشرطة- عندهم حق ياخدونا، إذا كانت الناس بتخاف مننا، أنا اشتبهوا فيا مرة وأنا نازل المترو، وأخدونى مؤسسة (أبوقتادة)، نطقها كصديقه (أبوآتاتة)، والمؤسسة حولتني على دار (أنا المصرى) ومن ساعتها وأنا بخلص شغل وأروح أبات هناك، بدل البيات فى الشارع».

شارك «يوسف» في ثورة يناير من بدايتها، وتحديداً منذ اليوم الأول: «أنا كنت واقف فى الثورة من أول يوم، وقفت وسط الضرب وقنابل الغاز بس ما اتصورتش، كنت حاسس إنى لازم أشارك فى الثورة، عشان دى بلدي ونفسى تبقى أحسن وكل الناس تعيش كويس، ونلاقى حد يهتم بحالنا». لكن ذاكرة يوسف يسرى لم تختلف كثيرا عن ذاكرة يوسف عبدالرحيم، بشأن أيام الثورة، فقد ترك يوم موقعة الجمل في ذهن يوسف ذكرى لن ينساها، يقول: «كنت أتظاهر مع الناس فى التحرير، وأهتف، لغاية ما لقيت ناس داخلين وهما راكبين جمال وأحصنة، جريت واستخبيت، كنت كل ما تحصل حاجة تخوفني أجرى استخبى فى محل بشارع محمد محمود، وأعمل نفسى ماليش دعوة بحاجة، الشارع بينهم وبين الناس».

يرسم الحزن خطوطه بقسوة على وجه «يوسف» وهو يقول: «أنا نفسي أتعلم أوى.. أنا بذاكر وأخدت شهادة محو الأمية، ونفسي أكمل تعليمي لغاية الجامعة، وأتخرج أشتغل شغلانة كويسة، همّ الإخوان هيعملوا لي ده؟».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية