نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية مقالاً للصحفي المصري محمد علي وازن، الذي يعمل بشبكة رصد الإخبارية، بعنوان «المسمار الأخير في نعش مصر»، اتهم فيه «وازن» أطفال الشوارع بأنهم «الطرف الثالث» وأنهم «لا دين لهم»، فيما اتهم المُعارضة والحركات الثورية بأنها تحاول إسقاط حكم الإخوان، ليس من أجل المصلحة العليا للوطن وإنما من أجل مصالح شخصية.
وقال «وازن» في مقاله، المنشور بالصحيفة الإسرائيلية، الجمعة، في نفس يوم تشييع الجنازة الرمزية للطفل عمر «بائع البطاطا» الذي قُتل بجوار السفارة الأمريكية، إن شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» الذي رفعه «الثوريون» ضد مبارك وضد المجلس العسكري، لم يعد صالحًا الآن، متسائلًا: «السؤال الذي يجب أن نطرحه الآن هو من هو هذا الشعب ومن هو النظام الذي يريدون دائمًا إسقاطه؟».
وأضاف: «ما من شك أن الشعب المصري انقسم لتيارات عديدة، جماعات كثيرة وأحزاب كثيرة، ما يمثل خطرًا يهدد وحدة الشعب المصري المعروفة. شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، بقي كما هو، لكن الفرق هو أن أيام مبارك عمل الشعب ككتلة واحدة لإسقاط جبهة واحدة، لكن الشعب الآن مُنقسم لكتل كثيرة، تطالب بإسقاط كتل كثيرة أخرى. بقي الشعار، لكن الأهداف جديدة. الأحزاب التي تطالب بإسقاط نظام الإخوان المسلمين تقوم بذلك من أجل أهداف شخصية، وليس من أجل المصلحة العليا».
وتابع «وازن» في مقاله لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: «في رأيي، كل الحركات من المرجح أن تلقي بنا للهاوية بقصد أو دون قصد. جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم مرشحين أقوياء جدًا ضد مرسي، تُجند جماهير الشباب ضد نظام الإخوان. هم اعتادوا حشد الشارع، وإدانة نظام مرسي، والمُطالبة بإسقاطه قبل أن يُنهي سنة واحدة في السلطة. ويكتفي نفس المرشحين بالظهور في وسائل الإعلام والمؤتمرات والاجتماعات، لإثارة الشباب والشارع المصري الذي يشتعل من جديد».
وقال: «هم لا يفهمون أنهم يدقون مسامير كثيرة في نعش مصر، ويهددون بتفكك الوطن. إذا كانوا جميعًا متحدين من أجل مصلحة الدولة دون النظر لكرسي السُلطة لكان الأمر أفضل لنا جميعًا».
وتحت عنوان «الطرف الثالث»، كتب «وازن»: «منذ سقوط مبارك ظهر مصطلح (الطرف الثالث) في الساحة السياسية المصرية، وهو المرتبط بكل الأحداث التي نعيشها. كل حادث أو كارثة لا يجدون لها متهمين، يوجهون الاتهام للطرف الثالث. إذا تساءلتم عن هوية الطرف الثالث ستجدون إجابات كثيرة تتغير بحسب كل تيار سياسي أو ديني. الإسلاميون يقولون إن الطرف الثالث هم بقايا النظام السابق ومؤيدو مبارك، وأصحاب رؤوس الأموال، والمعادون لفكرة الدولة الإسلامية. إذا انتقلتم للثوريين، ستجدون أن الطرف الثالث هم الإخوان المسلمون ومرشدهم، محمد بديع. من يُشاركهم هذه الفكرة هم بقايا النظام السابق. وهناك أيضًا من يتهمون وسائل الإعلام».
وتابع الصحفي، الذي تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة، من قسم اللغة العبرية: «أنا، كمحلل سياسي، أرى أن شعار الشعب يريد إسقاط النظام، يجب أن يتحول إلى الشعب يريد إسقاط الطرف الثالث».
واتهم «وازن» في مقالته المكتوبة باللغة العبرية «أطفال الشوارع» بأنهم «الطرف الثالث» وأنهم «لا دين لهم»: «الطرف الثالث مُعقد، في رأيي، من عدة مصادر: الأول هم أطفال الشوارع، يجب أن نقول هنا إنهم يُمثلون الشرارة التي تشعل كل الأحداث، هؤلاء ليس لديهم دين ولا تعليم ومن السهل إغراؤهم بقليل من المال ودفعهم لأماكن التجمعات كما في ميدان التحرير. من الصعب أن نفكر في أن ثائرًا يحرق مؤسسات الدولة أو يتحرش بنساء في المظاهرات».
وتابع محمد علي وازن، الذي كتب مقالاً سابقًا خصيصًا للصحيفة الإسرائيلية بعنوان «لا تدمروا الحلم المصري» في يونيو 2012: «بالإضافة لذلك، يوجد البلطجية الذين يُغرونهم للمشاركة في التظاهرات عن طريق إعطائهم حبوب الترامادول. من السهل بعد ذلك اتهام الحكومة، الشرطة أو بقايا النظام السابق أو أي مصدر آخر. هؤلاء بلطجية يُفسدون مصر ويجب وضعهم في السجون. الطرف الثالث الذي يلعب هذا الدور هو السياسة، لذلك يجب عمل تحضيرات جديدة لها، لإصلاح الطريق ولتخدم مصالح الوطن».