x

محمد عبدالرحيم هرب من إهانة البيت إلى الشارع.. ومن إهانة الشارع إلى حضن الثورة

الجمعة 08-03-2013 18:06 | كتب: نيرة الشريف |
تصوير : اخبار

«متوالية الإهانة» دفعت محمد عبدالرحيم للهروب من البيت إلى الشارع.. ومن الشارع إلى حضن الثورة:

«رحت التحرير أول أيام الثورة عشان شفت المتظاهرين واقفين قدام الشرطة لوحدهم وماكنتش عارف همّ عاوزين إيه»

«لا، ما أنا معايا بطانية». هكذا أجاب بسرعة شديدة وبكلمات بسيطة كأن الإجابة مُقنعة أكثر مما ينبغي، حينما سئل كيف تقضي الليل فى الشارع في هذا البرد؟ ورغم رضاه الشديد ببطانيته التي يقتنع تماما أنها تقيه شر البرد وتمكنه من المبيت على الرصيف إلا أن أكثر ما يؤرقه لم يكن قسوة البرد ولا خشونة الرصيف على جسده الهزيل ذي الأعوام الأربعة عشرة، فقد ظل لسنوات طويلة أكثر ما يؤرقه هو فقط السير فى الشارع، يخشى من مرأى أي ضابط أو أمين شرطة أو حتى عسكرى. يقول: «أنا بعرفهم حتى من غير ما يبقوا لابسين لبسهم الرسمى.. باعرفهم فورا من شكل مشيتهم وطريقة كلامهم».

ملابس محمد المهترئة وحذاؤه متواضع الحال، ووجهه الذى جعله الشارع يبدو أكبر من سنه الفعلي بسنوات عشر على الأقل- جعلت أمله أن يسير في الشارع دون أن يعترضه أحد شبه مستحيل: «هو أنا مش من حقي أمشي في الشارع، من غير ما حد يشوف بس شكلي، من غير ما أعمل أي حاجة فيتقبض علي عشان مشتبه في أو متهم بالتسول.. طيب أنا هعملهم إيه في شكلى اللى مش عاجبهم؟ أنا بخاف أوي لما أشوفهم جايين علي، بخاف وأنا نازل المترو ياخدونى، وفعلا أخدوني أكتر من مرة، واتضربت في قسم الأزبكية لغاية ما كنت هموت».

ترك محمد منزل أسرته، لأنه لم يحتمل الإهانة من أخيه الأكبر الذى كان يعمل معه في ورشة ميكانيكا: «كان بيغلط في ويهينى قدام الناس فسيبته ومشيت للشارع، وبدأت أشتغل أي حاجة تخلينى أكسب لقمة عيشى». الإهانات التي تعرض لها محمد فى الشارع على يد رجال الداخلية- جعلته يسارع ليكون في الثورة المصرية من بدايتها: «أنا رحت التحرير في أول أيام الثورة عشان شفت المتظاهرين واقفين قدام الشرطة لوحدهم، كنت عاوز أساعدهم مع إني ماكنتش عارف هما عاوزين إيه، في التحرير عرفت إنهم عاوزين يسقطوا مبارك، وعرفت مبارك بيعمل إيه، وماكنتش أعرف كل ده إلا في الميدان، وبعد ما عرفت بقيت عاوزه يمشى».

يختتم محمد حديثه قائلا: «أنا نفسي أوي البلد تبقى كويسة والناس تبقى مستريحة، ولو مرسى عاوز يفضل في الحكم يبقى مالوش دعوة بالإخوان، لأنه مش رئيس للإخوان بس».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية