أفرجت قوات الشرطة، السبت، عن 14 متهما في أحداث «كوم أمبو» بأسوان، كانت ألقت القبض عليهم على مدى اليومين الماضيين لاعتدائهم على قوات الأمن، ورشق الكنيسة بالحجارة و«المولوتوف»، وتحولت الشوارع الجانبية للكنيسة وطريق «مصر- أسوان»، السريع إلى ثكنة عسكرية، بعد أن استدعت الشرطة تشكيلات أمن مركزى إضافية.
وشددت قوات الشرطة من إجراءتها فى الشوراع المحيطة والمؤدية للكنيسة، وتم تغيير خطوط سير السيارات، بعد توقف حركة المرور على طريق «مصر- أسوان»، وتعرض عدد من السيارات والأوتوبيسات للاعتداء من قبل المحتجين.
وساد هدوء حذر محيط كنيسة الشهيد مارجرجس بكوم أمبو، بعد تجدد الاشتباكات التى شهدها محيط الكنيسة، الخميس، بين محتجين وقوات الشرطة المتواجدة حول الكنيسة لتأمينها، على خلفية اختفاء مدرسة مسلمة، وتردد شائعة باختفائها داخل الكنيسة لاعتناقها المسيحية، حيث قام المحتجون بالقاء قنابل «المولوتوف» والحجارة على الكنيسة، وردت قوات الشرطة باستخدام مكثف لقنابل الغاز المسيلة للدموع.
واستمرت عمليات الكر والفر بين المحتجين والشرطة حتى الساعات الأولى من صباح السبت، فى الوقت الذى انتهت فيه المهلة التى حددتها أسرة المدرسة المختفية للشرطة لاستعادة ابنتهم.
وأغلق عدد كبير من الاقباط محالهم التجارية الواقعة حول الكنيسة خشية تعرضها للاعتداء، فى ظل استمرار حالة التصعيد، فيما عززت قوات الأمن أعدادها، ووصلت تعزيزات أمنية من مديرية أمن قنا، حيث وصلت ثلاث 3 سيارات أمن مركزي، بالاضافة إلى مصفحة لتعزيز التواجد الأمني أمام الكنيسة، وطالبت قيادات الأمن بتعزيزها بتشكيل رابع من قوات الأمن ومصفحة، تحسبا لتطور الأحداث وصعوبة تعامل الأمن مع المحتجين فى المنطقة التى تقع فيها الكنيسة، وتعدد الشوارع المؤدية اليها ووقوعها على الطريق الرئيسى مصر أسوان، ومحطة السكة الحديد ومنطقة سكنية مكتظة بالسكان بوسط المدينة.
وتم إنشاء مستشفى ميدانى داخل الكنيسة من أطباء مسلمين ومسيحيين لعلاج المصابين من أفراد الشرطة والمدنيين، لصعوبة نقل المصابين إلى مستشفى كوم أمبو المركزي.
من جانبه، قال القمص أبانوب وحيد، راعي الكنيسة، إن «الكنيسة ليس لها أى دور فى واقعة اختفاء المدرسة بشهادة أسرتها، وأن معظم المعتدين على الكنيسة من صغار السن، وأن العقلاء من أبناء المدينة متواجدين معنا داخل الكنيسة».
وأضاف أن «المدرسة المختفية فى العقد الثالث من عمرها، والأحداث التي نشاهدها غريبة عن شعب كوم أمبو، وأن الشائعات التي أطلقها البعض بأن هناك سيدة خطفت داخل الكنيسة، وأن الكنيسة لها دور فى ذلك غير صحيح، بشهادة أسرة وعائلة السيدة المختفية».
وقال توني ابراهيم التوني والد الفتاة، لـ«المصري اليوم»، إن «كل ما تردده وسائل الإعلام، عن عدم تقدمهم ببلاغات باختفاء الفتاة غير صحيح بالمرة، مؤكدا أنه قام يوم الأحد الماضي، وهو اليوم الذي تغيبت ابنتهم ، بإبلاغ الشرطة، إلا أنهم أخبروه أن ينتظر 24 ساعة، وخلال ذلك قام إخوتها بالبحث عنها في مناطق عدة وتوصلوا إلى عدة دلائل تشير إلى أن الفتاة قد تم اختطافها من قبل أقباط، عن طريق السحر الأسود، وليس بإرادتها كما أُشيع، لافتا إلى أنهم وجدوا قصاصات ورقية كتبت عليها عبارات وترانيم قبطية في غرفتها».
وأضاف أنه لاحظ بعد التغيرات على ابنته منذ عدة أشهر، حيث تركت الصلاة، واتجهت للانطواء، وكانت بين الحين والأخر، ترى كوابيس في النوم وكانت تحكيها لأمها وزوجات أخواتها.
وقال صلاح توني، شقيق الفتاة، إن «هناك عدة دلائل دفعتهم لتوجيه أصابع الاتهام للأقباط، حيث أخبرتهم ناظرة المدرسة التي تعمل فيها الفتاة أن هناك مدرسة مسيحية تقوم بتلقينها بعض الترانيم، كما أن شقيقها الأصغر قد وجد قبل بضعة أشهر رسائل على هاتفها دون فيها بعض الأدعية المسيحية، وعندما سألها عن الرسائل،أخبرته أن زميلة لها قالت لها إن هذه الأدعية تشفى من الأمراض،إلا أنه طلب منها أن تمسحها».